معا نحو حياة طلابية حرة ومستقبل أفضل

 تحلّ علينا الذكرى الرابعة والسبعون لتأسيس اتحاد الطلبة العام، اول منظمة طلابية مهنية ديمقراطية، حيث عقد المؤتمر الأول للاتحاد في 14 نيسان من العام 1948، في ساحة السباع وسط بغداد، وبحماية العمال الذين جسدوا موقفا تاريخيا مشرّفا نحن اليوم في أمسّ الحاجة الى استلهام دروسه، والعمل على توحيد الجهود للخلاص من نظام المحاصصة والفساد، وحالة اللادولة والعبث.

 وفي هذه المناسبة نجدد اعتزازنا وتقديرنا العاليين لتضحيات رواد الاتحاد واعضائه السابقين، ونتقدم بأجمل التهاني الى عضوات وأعضاء الاتحاد، متطلعين الى المزيد من الإصرار على تحقيق أهدافنا، مستذكرين في ذات الوقت تضحيات شهداء الاتحاد عبر مسيرته الوطنية في مواجهة الاستبداد والدكتاتورية والرجعية، والانتصار لقضايا الشعب والوطن، مجددين عهدنا على مواصلة مسيرتنا في الدفاع عن الطلبة وقضاياهم العادلة.

 الزميلات والزملاء الأعزاء..

 لا يخفى عليكم الوضع المزري لقطاعي التربية والتعليم في بلادنا، نتيجة لإصرار منظومة الحكم على تدمير هذا القطاع بشكل متعمد، لمعرفتهم بالدور الكبير الذي من الممكن ان يضطلع به الطلبة في رفض الممارسات الخاطئة والتضييق على الحريات، وفي صنع عملية التغيير؛ فقد اعتمد القائمون على هذه القطاعات الحيوية منهجا أدى الى حالة التردي الراهنة، وإهمال التعليم بصورة كبيرة حتى أصبحت مؤشراته خارج التصنيفات العالمية المعتمدة.

 ومنذ سنوات ونحن نحذر من استمرار اعتماد المحاصصة أساسا لاختيار رؤساء الجامعات والكليات ولكن الحكومات المتعاقبة تتمادى في ذلك. وشهدنا ذلك خلال الأيام الماضية بعد تغيير عدد من رؤساء الجامعات وإسناد المهمة لآخرين سبق لهم الفشل في أداء مهامهم. وعليه نرى ان هذه المنظومة الفاسدة غير قادرة على انتشال التعليم من واقعه المزري.

 كما لم تواكب المناهج في جامعاتنا التطور العلمي والتقدم التكنلوجي في العالم، وسط عدم اهتمام بالمختبرات العلمية، مع الإصرار على إبعاد الجامعات عن المجتمع في حالة تدلل على موقف يريد تغييب دور الطلبة والجامعات في عملية صنع الوعي الاجتماعي، وإبعادهم عن هموم ومعاناة شعبهم.

 هذا الفشل نراه على نحو جلي أيضا في وزارة التربية، حيث الإخفاقات في ملف بناء المدارس وتوفير المناهج المدرسية، واستمرار الفساد في عملية طباعة المناهج ونقص الكوادر التدريسية والتعليمية، والعجز عن توفير البنى التحتية، حتى أصبحت هناك حاجة لبناء أكثر من 20 ألف مدرسة، لتلبية احتياجات البلد من المدارس، نتيجة الزيادة السكانية، مع قدم وتهالك المئات منها.

 وفي ظل هذه الظروف وواقع العملية التعليمية والتربوية الراهن نشدد على ضرورة:

 العمل على تخفيض أجور الدراسة المسائية والأهلية بما ينسجم مع الواقع الاقتصادي للفرد والعائلة العراقية.

 تعديل تعليمات انضباط الطلبة والكف عن استخدامها للتضييق على حرية التعبير.

 صرف المنحة المالية للطلبة وفقا للقانون.

 مغادرة نهج المحاصصة في إسناد المناصب في الجامعات وابعادها عن الصراعات الحزبية الضيقة.

 تطوير المناهج الدراسية وتأهيل المختبرات العلمية والاعتناء بالأقسام الداخلية.

 تطوير آليات وأساليب التعليم الالكتروني من اجل تحقيق الفائدة القصوى منه، بخاصة ان ما تم اعتماده في الفترة السابقة يمكن تسميته بالتعليم عن بعد.

 تأهيل وتمكين خريجي الجامعات والمعاهد في اختصاصاتهم من اجل تهيئتهم للدخول في سوق العمل.

 ضمان تمثيل الطلبة من خلال حضور ممثليهم في مجالس الجامعات والكليات والمعاهد.

 اعتماد نظام قبول مركزي جديد يلبي رغبات الطلبة وفقا للحاجة الفعلية للبلاد.

 فك الدوام الثنائي والثلاثي في المدارس وتوفير الكتب المنهجية ومكافحة الفساد في ملف طباعتها والعمل على توسعة مبادرة بناء المدارس.

 افتتاح جامعات حكومية جديدة واستحداث الدراسة في الأقسام النادرة واغلاق الكليات التي لا يحتاجها سوق العمل والكف عن سياسة تفويج العاطلين عن العمل.

 إلغاء التعليم الموازي لكونه خطوة اولى في اتجاه خصخصة التعليم الحكومي المجاني.

 الزميلات والزملاء الأعزاء..

 في هذه المناسبة العزيزة ندعو من جديد الى تضافر الجهود وتنسيق المواقف، وتفعيل دور الحركة الطلابية لفرض حقوق الطلبة وانتزاع المطالب، وفي سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل أفضل، وفي السير مع بنات وأبناء شعبنا الى امام لبناء عراق جديد يحقق الأمن والاستقرار والسعادة والرفاهية للمواطنين. 

 المجد لشهداء الاتحاد والحركة الطلابية العراقية

 عاشت ذكرى مؤتمر السباع الخالد

 النصر والحياة الحرة الكريمة لطلبة العراق وشعبه

 اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

 14 نيسان ٢٠٢٢