في ذكرى مرور 37 عامًا على انتفاضة 6 أبريل 1985م وسقوط نظام السفاح نميري الدكتاتوري، أصدرت لجان مقاومة بحري وهم ينسقون للاحتفاء بهذه الذكرى الغالية على شعبنا والثورة السودانية بياناً جاء فيه : ( إن الإنقلابيين لا يتورعون عن فعل كل ما يتوهمون أنه سيبقيهم في سدة الحكم.. وكل تخطيطهم يأتي لكسر شوكة الثوار والانقضاض على الثورة وفرض سياسة الأمر الواقع لقيادة الشارع للتفاوض وإجباره على تقديم التنازلات بحجة إيقاف الدم المسفوح).

تمر الذكرى وشعبنا يواجه نظاماً دكتاتورياً جاثماً على صدر الوطن ترياقاً لثورته في ديسمبر 2018. والثوار والثائرات يحتفون بذكرى انتفاضة شعبنا في 6 أبريل 1985.. هذا يؤكد أن الثورة السودانية ماضية في سعيها من أجل بناء وطن سعيد قائم على الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية.. إن الثورة السودانية قد انتظمت شعاراتها وأهدافها منذ ثورة 21 أكتوبر 1946، و6 أبريل 1985م، وقد أصبحت أكثر عمقاً وشمولاً وجذرية في ثورة ديسمبر 2018م مما يعني أنه ليس هناك انتكاساً في مجرى الثورة السودانية وإنما تراكماً واتساعاً وعمقاً في مجراها وهي تسعى لتحقيق أهدافها وشعارتها. وإن جيلًا بعد جيل يسير على خطاها مؤكدًا التصاعد الجدلي للثورة وقواها.

إن الذين يتصدون ويستبسلون ويستشهدون في سبيل تحقيق وإنجاز ثورتهم اليوم لم يكونوا قد ولدوا في ذلك التأريخ، وإن استعدادهم للاحتفاء بهذه الذكرى يتم باعتبارها نبراساً تهتدي به قوى الثورة عبر تأريخها في تصديها لقوى القمع والاستبداد والعمالة والتفريط في سيادتنا الوطنية، قوى الطفيليين ووكلاء الإمبريالية العالمية.

وإننا في الحزب الشيوعي إذ ندعو الجماهير شيباً وشباباً للاحتفاء بهذه الذكرى، فإننا نثق في وعي شعبنا وقواه الحية بحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا في مواجهة الانقلاب العسكري والقوى المضادة للثورة، المحلية منها بقيادة حزب المؤتمر الوطني المأفون وقوى الهبوط التسووي والخارجية وهي قوى الرجعية العربية والمعسكر الإمبريالي غرباً وشرقاً، وذلك هو سعيهم من أجل تحقيق التسوية لإعاقة تقدم وتطور ثورتنا المجيدة.

إن ما ورد في بيان لجان مقاومة الخرطوم بحري يعكس مستوى وعي شعبنا العالي بالمخططات الرامية إلى إغراق ثورتنا في بحر من الدماء، وإن هذا المخطط لن يفت في عضد حركتنا الجماهيرية وهي تتسلح بذكرى مواكب 30 يونيو عقب مجزرة فض الاعتصام 2019م، وقد هزم مخططهم الذي سعى لتغيير توازن القوى لصالحهم، وسعى لضرب وتركيع الحركة الجماهيرية.. نؤكد على إصرارنا بسلمية نضالنا هذه السلمية التي أكدت فعاليتها في هزيمة مخططات الجبناء. أولئك الذين لا يعون إن العنف لن يزيد شعبنا إلا صمودًا وإصرارًا على هزيمتهم.

إن الخروج والتعبير الجاد والملتزم بقضايا الثورة والإبداع في الوسائل والأشكال الاحتفالية يشكل الخطوة قبل الأخيرة في هزيمة القوى المضادة للثورة، ودفنها في مزبلة التأريخ.. حتمًا سوف ننتصر..

*افتتاحية (الميدان) / الحزب الشيوعي السوداني

 الميدان 3911،، الثلاثاء 5 أبريل 2022