طريق الشعب
اثرت ازمة المياه بشكل سلبي على مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في محافظة واسط، لتصل نسبة الضرر الى 60 في المائة من الاراضي الزراعية حسب رأي مزارعيها، الذين طالبوا الجهات المعنية بوضع حلول سريعة وفتح ابواب الحوار مع دول الجوار والجهات المعنية لتدارك الازمة الحالية واعادة النظر بنظام "المراشنة"، اضافة الى توفير تيار كهربائي لسقي الاراضي الزراعية ذات المساحات الكبيرة والبعيدة.
حصص مائية

وونقل مراسل "طريق الشعب" في واسط، شاكر القيسي، عن مصدر مطلع، رفض الكشف عن اسمه، قوله، لـ"طريق الشعب" ان "وزارة المواد المائية بعد ازمة المياه عملت على تخصيص حصص مائية معينة لكل محافظة حسب جدول (المراشنة) على المجاري النهرية، وهذا تسبب بحرمان اراض واسعة، خاصة الاراضي ذات المساحات الكبيرة والبعيدة عن مجرى الانهار (الرشنية)"، معتبرا ان "هذه الاجراءات غير المدروسة وغير المنسقة اضافة الى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم، تسبب بافشال خطط زراعية كبيرة".

اضرار كبيرة

بدوره، تحدث رئيس جمعية دلمج، كريم حسين نويصر لـ"طريق الشعب"، عن الاضرار التي لحقت مشروع دلمج الاروائي نتيجة شح المياه، قائلا " ان جزءا كبيرا من المشروع تضرر بسبب شح المياه وعدم وصول الاطلاقات المائية الكافية له، اضافة الى عدم وضوح السياسة المائية من قبل الحكومة وعدم الجدية في اجراء حوارات تؤخذ بعين الاعتبار من قبل وزارة الري على الرغم من المطالب"، مستطردا "لم تقتصر اضرار شح المياه على مشروع دملج الاروائي فحسب وانما هناك اضرار اخرى لحقت الشاخات (مجرى مائي صغير لارواء الاراضي الزراعية)، تسببت بجفاف جزء كبير منها كشاخة ربيعة، وشاخة صادق حسين صبح، وشاخة عبد الامير الهاشمي، وشاخة ياسين عبد الحمزة، وشاخة رحيم وحيد الهاشم علما ان كل شاخة تقدر مساحتها بـ 400 دونم، تروي مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية، اضافة الى تضرر مشاريع اخرى في مناطق الموفقية والدجيل وشيخ سعد بأطراف الكوت وصولا الى بدرة والعزيزية".

"لا صوت لمن تنادي"

وجوابا على سؤال مراسل "طريق الشعب" حول اجراءات فلاحي واسط ازاء هذه الازمات، بيّن نويصر "كانت هناك مطالبات باجراء حوارات مع الجهات المختصة خاصة في ما يتعلق بنظام المراشنة والحصص المائية في المحافظة، ولكن للاسف الشديد لا صوت لمن تنادي، واصبح المزارع العراقي اليوم يعاني من تراكم الديون المالية لعدم صرف مستحقاته بمواعيدها، اضافة الى فقدان نسب كبيرة من المياه الداخلة الى المحافظة لتعمد دول الجوار بتقليل الاطلاقات المائية وبناء السدود وغلق المياه الواردة من الحدود الايرانية اضافة الى قلة الامطار".

اتساع التصحر

من جانبه، ذكر المزارع حامد سلوم لـ"طريق الشعب" ان "60 في المائة من الاراضي الزراعية في المحافظة تضررت بسبب شح المياه وتقليل الاطلاقات المائية المتبع حسب نظام المراشنة الذي اثر بشكل سلبي على البزايز - الاراضي الزراعية البعيدة عن المجرى النهري- مثل بزايز الشحيمية والجدول وكصيبة والخيرات في الصويرة، وجميعها اراض زراعية مقبلة على تصحر اذا لم تتخذ الجهات المعنية الاجراءات لتفادي هذه المشكلة"، مطالبا "باستخدام المرشات المائية والتقطير للحفاظ على الثغرات المائية، ووضع خطط لبناء سدود جديدة على نهري دجلة والفرات، اضافة الى زيادة الاطلاقات المائية والتشجيع على حفر الابار الارتوائية للزراعة في الوقت الحاضر، وتوفير التيار الكهربائي وخصوصا المشاريع البعيدة".
خطوات سريعة

وفي سياق متصل، تظاهر العشرات من فلاحي محافظة النجف، امس الاحد، في ساحة الصدرين مطالبين المسؤولين والحكومة باتخاذ الخطوات السريعة والجادة للضغط على الجانبين التركي والايراني للايفاء بالتزاماتهما الدولية ومنح العراق حصته من المياه.
وكانت التظاهرة عفوية وسريعة التنظيم، حيث تم اختيار مجموعة منهم لمقابلة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة. وكذلك الاتفاق على تنظيم تظاهرات اخرى وبالتنسيق مع الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في النجف ومنظمات المجتمع المدني.