قال هابرماس " ان شبح ماركس سيظل شاخصا بيننا "

كارل ماركس (1818- 1883) هو أول من ادخل مفهوم الممارسة في نظرية المعرفة، وأصبح النشاط النظري مترابطا مع الممارسة والنشاط المباشر الذي يمارسه الانسان على بيئته، ومن خلال ذلك التفاعل بين النظرية والتطبيق تتكشف صحة المعرفة.

 جمع ماركس في حياته بين المنظر والمناضل، فهو الفيلسوف والاقتصادي وعالم الاجتماع، وفي الوقت نفسه هو الصحفي والمناضل الهارب من التنكيل والملاحقة في المانيا الى فرنسا وبلجيكا ثم أمضى بقية حياته في إنجلترا. وأصبحت نظرية المعرفة الماركسية ومثلثها المعروف " من العمل الحسي الى التفكير المجرد الى الممارسة " أساسا متينا للكثير من العلوم الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية.

ولد كارل ماركس عام 1818 في مدينة تريف، درس الحقوق في جامعة بون، وفي جامعة برلين حصل على الدكتوراه عن بحثه " الفرق بين فلسفة الطبيعة لدى يموقريطس وابيقورس " عام 1841، وفي هذا البحث يظهر ماركس موقفا نقديا حيال فلسفة هيغل.

الرينانية. كرس معظم مقالاته لدراسة وضع الفلاحين البائس في المانيا، ودرس سرقات الاخشاب في غابات الايفيل وبؤس زراعة الكروم في الموزيل. وتوصل في هذه الفترة الى ان الدولة ليست تعبيرا عن الفكرة الإلهية كما كان يظن هيغل وانما هي في خدمة الطبقات الاجتماعية السائدة، وان الدولة تنظيم سياسي ينتج الفقر للجماهير وتستغل القوانين لصالح الطبقات المهيمنة.

وبعد منع المجلة الرينانية من الصدور، وتبين له استحالة خوض المعركة في المانيا، هاجر الى باريس وشارك في تحرير " الحوليات الفرنسية – الالمانية”، وهنا تحققت قطيعته التامة مع هيغل، وقام بنقد " فلسفة الحق " عام 1843، ووجد ماركس نفسه قريبا من فويرباخ بصدد علاقة الكائن بالفكر، ولم تعد فكرة الدولة هي التي تخلق المجتمع، بل على العكس. وهنا يؤكد ماركس فكرة جوهرية ومهمة جدا وهي (ان هناك تحالفا ضروريا بين الفلسفة والبروليتاريا، لان رأس التحرير هو الفلسفة وقلبها هو البروليتاريا) فالفلسفة لا تقتصر على تفسير العالم بل تغييره والبروليتاريا اداة التغيير. ثم انتقل الى بلجيكا عام 1846 واسس مع انجلز " لجنة المراسلة " التي أصبحت مركز تنظيم ونشر الايديولوجيا الشيوعية، وبعد انتقال ماركس وانجلز الى لندن اسسا اول حزب شيوعي باسم " رابطة الشيوعيين " عام 1847 وأصدرا " البيان الشيوعي”، وتبنت الرابطة شعار " يا عمال العالم اتحدوا " وكان هدف الرابطة هو الإطاحة بالبرجوازية وسيطرة البروليتاريا وإلغاء مجتمع الطبقات القديم وتأسيس مجتمع جديد دون طبقات ودون ملكية خاصة.

كرس ماركس جهوده في كتابه " بؤس الفلسفة " عام 1847 لمحاربة الاتجاه الإصلاحي الذي يقوده برودون، وناضل ضد الاتجاه الفوضوي الذي تبناه باكونين، ووقف ضد النزعة النقابية التي زرعها لاسال في الحركة العمالية. واكد على ضرورة الربط الجدلي بين نضال البروليتاريا وحلفائها من اجل التحرر الاقتصادي وبين نضالها من اجل التحر السياسي والانعتاق النهائي من ربقة الاستغلال الطبقي وعلى أساس هذا البرنامج الطبقي الواضح المعالم لعب ماركس وانجلز دورا قياديا في تأسيس اول حزب شيوعي " رابطة الشيوعيين " عام 1847 ثم الأممية الأولى عام " 1864.

من اهم إنجازات ماركس الفلسفية انه ربط المادية بالديالكتيك فانتج لأول مرة في تاريخ الفكر الفلسفي الديالكتيك المادي الذي أطلق عليه بليخانوف وجوزيف ديتزغن لاحقا مفهوم المادية الديالكتيكية وهو حجر الزاوية في الفلسفة الماركسية. ولم يقتصر ماركس على هذا وانما دفع المادية الديالكتيكية الى الحقل الاجتماعي فانتج لنا المادية التاريخية التي ربطت الفلسفة بالتاريخ. وحقق ماركس إنجازه الكبير الاخر في كتابه " راس المال” حين ربط الاقتصاد السياسي بقوانين التطور الاجتماعي، فأصبحت العلاقة الجدلية بين النظرية والتطبيق هي جوهر الفلسفة الماركسية.

 أهم أعمال ماركس الفلسفية والعلمية

اطروحته للدكتوراه حول المادية الإغريقية (1841)

نقد فلسفة هيغل في الحق (1843).

حول المسألة اليهودية (1843).

مخطوطات باريس الفلسفية والاقتصادية (1844).

العائلة المقدسة (1845)

أطروحات حول فويرباخ (1845).

الآيديولوجيا الألمانية (1846).

بؤس الفلسفة (1847).

البيان الشيوعي (1848)

العمل المأجور والرأسمال (1849).

الصراعات الطبقية في فرنسا (1850)

البرومير الثامن عشر لويس بونابرت (1852).

الغروندريسا (1857).

اسهام صوب نقد الاقتصاد السياسي (1859).

نظريات فائض القيمة (1863).

الرأسمال، المجلد الثالث (1865).

الأجور والسعر والربح (1865).

الرأسمال، المجلد الأول (1867).

الرأسمال، المجلد الثاني (1869).

الخطاب الافتتاحي للرابطة الأممية للعمال وقواعدها (1864).

لحرب الأهلية في فرنسا (1871).

تعليقات على كتاب باكونين" الدولانية والفوضى" (1875).

تعميم إلى قادة الحزب الديموقراطي الاجتماعي الألماني (1879).

رسالة إلى فيرا زازولتش (1881).

توطئة للطبعة الروسية الثانية للبيان الشيوعي (1882).

وذلك بالإضافة إلى حشد كبير جداً من المقالات والخطابات والرسائل والتحليلات المتنوعة.

عرض مقالات: