نعود اليوم، كما كلَّ سنةٍ في مثل هذا الوقت من أيار، لنحيي ذكرى اللاعب اللامع، العراقي الاصيل والوطني الشهم المقدام بشار رشيد.

نستذكر ابا مسار، نستعيد انجازه الرياضي، وموهبته وقدرته اللتين رفعتاه الى مصاف ابطال الرياضة العراقية، وفتحتا امامه ابواب النجومية الدولية على مصاريعها ..

كان كل شيء مهيئا له كي يرتقي عاليا عاليا في دنيا الكرة المحلية والدولية، كي يبدع فيها اكثر واكثر، ويحقق لعشاق الكرة ومحبي الرياضة العراقيين ما يفخرون به ويباهون ..

كل شيء .. سوى كونه بعيدا عن حزب السلطة البعثي الظالم المتجبر، سوى كونه عراقيا معتزا بنفسه وكرامته وعراقيته، ووطنيا متمسكا بوطنيته، وشيوعيا وفيا لحزبه ورفاقه، مخلصا لشعبه وطنه.

جربوا كل وسائلهم واسلحتهم، كي يجبروه على التخلي عن اصالته العراقية، عن وطنيته وحزبه الشيوعي، عن قناعاته الفكرية والسياسية وكرامته الانسانية .. وينضم خانعا الى حزبهم العفلقي المكروه ونظامهم المستبد.

حالوا بينه وبين اللعب ضمن المنتخب الوطني العراقي، الذي كان في حاجة ماسة الى لاعب موهوب من امثاله. لفقوا له تهمة كاذبة لمنعه من الظهور في ملاعب الكرة العراقية، وحتى اصدروا قرارا من الاتحاد العراقي لكرة القدم بحرمانه من اللعب مدى الحياة.

ظلوا يهددونه ويخيفونه من جانب، ويقدمون له المغريات من جانب آخر.

ووصلت ضغوطهم عليه حدها الاقصى بالقبض عليه اعتباطا واعتقاله، لا لشيء غير رفضه الانصياع لارادتهم الشريرة، وصموده في وجه محاولاتهم امتهان كرامته وإذلاله، وغير اصراره على البقاء مرفوع الرأس مهما واجه من ظلم وقهر، ومهما سلطوا عليه من عذابات وآلام.

لقد تكسرت نصالهم المسمومة الغادرة على صخرة ارادته الابية المنيعة، وولائه العميق للناس والوطن!

وبهذا الموقف الرجولي ذاته، موقف الابطال الميامين، تحدى بشار – ومعه بقية رفاقه الاوفياء- تحدى الجلادين العفالقة المتعطشين الى الدم، وقهر الموت على اعواد مشانقهم، وتسامى شامخا نحو ذرى الشهادة والخلود، على خطى من سبقوه من رفاقه الشيوعيين والوطنيين الآخرين.

ومنذ ذلك الحين، وهو ورفاقه الابرار يسكنون قلوبنا، ويعيشون مضيئين في ذاكراتنا، امثولةً في حب الشعب والوطن، وفي الوفاء غير المحدود لهما.

سلاما بشار رشيد

سلاما شهيد الشعب والوطن

سلاما شهيد الرياضة العراقية ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*القاها الرفيق مفيد الجزائري في حفل الذكرى الاربعين لاستشهاد بشار رشيد