طريق الشعب

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في مختلف المحافظات، خلال اليومين الماضيين، للتأكيد على المطالب المشروعة للانتفاضة، واستنكار محاولات استهداف “عشبة الحياة” لانتفاضة تشرين.
وتعرض عدد من الناشطين في احتجاجات مدينة الناصرية، لحملة مداهمات ليلة الإثنين/ الثلاثاء بهدف اعتقالهم. وجاء ذلك بعد ساعات من زيارة فريق أزمة الطوارئ برئاسة قاسم الاعرجي لعوائل ضحايا الحراك الاخير في ساحة الحبوبي، وسط المدينة.
وعلى ما يواجهه ميدان الحبوبي من مضايقات وتهديدات، بدأ ناشطو التظاهرات يحشّدون لتظاهرة كبيرة، يوم الجمعة المقبل.

اعتقالات في ذي قار

وفي الناصرية، استنكر متظاهرو ساحة الحبوبي، محاولات القوات الامنية اعتقال عدد من نشطاء الاحتجاجات، من خلال توافدهم الكثيف نحو ساحة الحبوبي.
وقال الناشط المدني، ميثم حسن، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “القوات الامنية شنت حملة اعتقالات واسعة استهدفت نشطاء الحركة الاحتجاجية في المحافظة، من خلال مداهمة منازلهم وترويع عوائلهم، فجر الثلاثاء، رغم الاتفاق مع الوفد الحكومي برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، يرافقه رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، على التهدئة، وضمان امن الناشطين، وكفالة حقنا في حرية التعبير”، مشيراً الى “اعتقال عدد من الناشطين وهروب عدد اخر منهم الى اماكن أخرى”.
واضاف حسن، ان “حملة الاعتقالات تستهدف اخماد صوت ابناء الناصرية، الذين يمثلون عشبة الحياة لانتفاضة تشرين، وعنفوان للرفض في وجه قوى الفساد والمحاصصة”، مؤكداً “استمرار الاحتجاج لحين تحقيق كافة المطالب المشروعة للانتفاضة، فضلا عن محاسبة قتلة المتظاهرين والافراج عن الناشط المدني المختطف سجاد العراقي”.

إعادة نصب الخيام في واسط

من جانبهم، أعاد المحتجون في محافظة واسط، نصب سرادقاتهم، بعد قيام القوات الامنية برفعها قبل أيام.
وقال المتظاهر، عزيز نصار، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “اعادة نصب الخيام بعد رفعها بالقوة من قبل الاقوات الامنية، هي تأكيد على استمرار الاحتجاج لحين تحديد موعد لإجراء الانتخابات المبكرة، تحت مظلة قانون منصف وعادل، وباشراف مفوضية مستقلة للانتخابات، فضلا عن الكشف عن قتلة المتظاهرين”.
يُشار الى ان عددا كبيرا من المحتجين، نظموا تشييعا رمزيا للشهداء في ساحة اعتصام محافظة بابل، مستنكرين محاولات الاعتداء المتكررة على المتظاهرين وساحات الاحتجاج، لاسيما في ذي قار.

تظاهرة مرتقبة

وعلى أثر ما جرى في الناصرية، بدأ الناشطون يحشدون لتنظيم تظاهرات واسعة، يوم الجمعة المقبل، في العاصمة بغداد، وبقية المحافظات، مطلقين عليها “جمعة الناصرية”، للتأكيد على رفض القمع الذي يتعرض له المتظاهرون في الناصرية من قبل جماعات مسلحة.
قطع للطرق في بغداد
من جهتهم، قطع المئات من الخريجين طريق محمد القاسم، في العاصمة بغداد، مطالبين بتوفير فرص العمل. وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “حملة الشهادات العليا، وخريجي كليات الهندسة، واصحاب العقود في وزارة الكهرباء، نظموا مسيرة، انطلقت من امام وزارة التعليم العالي الى وزارة المالية، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية في مؤسسات الدولة وإدراجهم في موازنة العام المقبل”، مشيراً الى ان “المتظاهرين قطعوا سريع محمد القاسم، اثناء مسيرتهم”.

مسيرة في البصرة

ولم تمنع الامطار الغزيرة التي هطلت على محافظة البصرة، خريجي كليات الهندسة من تجديد مسيرتهم المطالبة بتوفير فرص العمل في شركة نفط البصرة. واشار المتظاهر حسين فالح، في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “هطول الامطار لم يمنع من توافد اعداد كبيرة على المسيرة، مطالبين شركة نفط البصرة بتوفير فرص عمل لهم في الحقول النفطية والشركات التابعة لها”.

إضراب لمعلمي كركوك

كذلك نظم العشرات من الكوادر التربوية في محافظة كركوك، اضرابا عن العمل، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم لـ 5 اشهر، من قبل حكومة اقليم كُردستان. واعلنت هيئة المدافعين عن حقوق المعلمين في المحافظة عن تنظيم “اضراب عام عن الدوام بسبب تأخر واستقطاع الرواتب والذي يؤثر سلبا على الحياة المعيشية للمعلمين”. وتابعت الهيئة في بيان طالعته “طريق الشعب”، انه “لم يعد باستطاعتنا الاستمرار في العملية التربوية بسبب الحالة الاقتصادية المزرية”، مطالبين بـ”صرف رواتبهم في الوقت المحدد، وعدم استقطاعها من قبل حكومة الاقليم، وشمولهم بالامتيازات أسوة بأقرانهم في اختصاصات اللغتين العربية والكُردية”.