طريق الشعب
صعّد المنتفضون في محافظات عدة، يوم أمس، طرق احتجاجهم السلمي قبل انتهاء مهلة الناصرية التي تبناها معتصمو العديد من الساحات الاحتجاجية، من خلال قطعهم عددا من الطرق الرئيسة والشوارع الحيوية، في الوقت الذي ردت فيه القوات الامنية على المنتفضين باستخدامها الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، في بغداد، وإطلاق النار على المتظاهرين في الديوانية، فضلاً عن أحداث كبيرة أخرى.

جرحى في بغداد

واغلق محتجون غاضبون في بغداد، عددا من الطرق الرئيسة على خلفية توتر الوضع الامني في ساحة التحرير، وتزامناً مع اقتراب انتهاء "مهلة الوطن" التي دعا إليها معتصمو الناصرية وأيدتها المحافظات الأخرى.
وقال مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، ان "القوات الامنية قامت برمي القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين، واصابت عددا منهم بالاختناق"، مبيناً، ان "المتظاهرين أقدموا على غلق طريق سريع محمد القاسم من جهة مستشفى الجملة العصبية، وتقاطع قرطبة وساحة الطيران ما ادى الى حدوث زخم مروري كبير، ليتم لاحقا افتتاح الطرق مجدداً".
وفي تطور آخر، كشف مصدر امني لوكالة "السومرية نيوز"، عن "تسجيل 13 اصابة قرب ساحة الطيران وسط بغداد، مع تصاعد اعمدة الدخان قرب الساحة"، مؤكداً أن "بعض المتظاهرين حاولوا غلق طريق محمد القاسم مجدداً وقابلتهم القوات الأمنية بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية، التي تسببت في إصابات بعضها خطيرة".

احتجاجات البصرة

وفي البصرة، واصل المواطنون الحضور إلى ساحة البحرية، وهم يؤكدون التصعيد مقابل تجاهل مطالبهم.
وأشار مراسل "طريق الشعب"، حافظ الجاسم، إلى أن "معتصمي ساحة البحرية نددوا بالتدخلات الخارجية بالشؤون العراقية، معتبرين ذلك انتهاكا سافرا لسيادة البلد"، فيما دعوا إلى "الالتفات لمطالب الجماهير المنتفضة، والكف عن المماطلة والمراهنة على صبرهم".

الناصرية تستبق المهلة

وفي جانب آخر، قطع المحتجون في ذي قار، عددا من الجسور والطرق الرئيسة، من خلال حرق الإطارات، فيما استمر التعطيل التام للدوام الرسمي.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن "هذا التصعيد يأتي في إطار فرض حالة الإضراب العام من قبل المحتجين وكذلك بالتزامن مع انتهاء ما يعرف بمهلة الناصرية والتي من المتوقع أن يعقبها اليوم قطع الطرق الخارجية احتجاجا على عدم استجابة الكتل السياسية لمطالب التظاهرات الشعبية".
وأضاف صاحب، أن "محتجين في قضاء الإصلاح قطعوا الطريق العام الرابط بمركز المحافظة من خلال حرق الإطارات، لتتوقف حركة المركبات بكلا الاتجاهين". حيث يأتي ذلك في الوقت الذي قطع محتجون آخرون في الشطرة الطريق الرابط بين بغداد وذي قار في السياق الاحتجاجي نفسه.
وفي ميسان، توافدت اعداد غفيرة من المواطنين إلى ساحة الاعتصام المركزية أيضاً.
وبحسب الأنباء، شدد المتظاهرون في المحافظة على سرعة الاستجابة لمطالب المتظاهرين محملين الحكومة مسؤولية أي تصعيد قادم يتخذونه.

اعتداءات في الديوانية

وفي غضون ذلك، استمر المتظاهرون في الديوانية بإغلاق الدوائر الحكومية والسماح فقط بفتح دوائر التنفيذ والتقاعد والرعاية والمصارف والمؤسسات الصحية.
وأوضح مراسل "طريق الشعب"، ميعاد القصير، أن "المتظاهرين هددوا بالتصعيد السلمي في حال لم تتحقق مطالبهم، التي من أبرزها تقديم رئيس وزراء مستقل لتشكيل الحكومة، وإكمال تشريع قانون الانتخابات".
وقال الناشط المدني حسن المياحي، في تصريح صحفي، أن "عناصر ترتدي الزي المدني يعتقد بانها تعود الى جهة أمنية، قامت بإطلاق النار أثناء تجمع متظاهرين أمام دائرة المنتجات النفطية في الديوانية"، موضحاً ان "الاعتداءات حصلت بعد المطالبة بإقالة مدير المنتجات النفطية فلاح الزاملي من منصبه". فيما اكد ذلك مصدر أمني لوكالة "بغداد اليوم".

المثنى تستمر

وشهدت محافظة المثنى، على غرار بقية المحافظات تظاهرات واحتجاجات تخللتها اعتصامات واضراب عن الدوام.
وبحسب مراسل "طريق الشعب"، عبدالحسين السماوي، فأن "المتظاهرين احرقوا اطارات وقطعوا الشوارع وسط ازدياد لأعداد المحتجين في تقاطع الزراعة وسط السماوة". في حين "أقدم عدد من موظفي العقود في دائرة مجاري المثنى على غلق مبنى الدائرة احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المتأخرة منذ عدة أشهر". وتابع السماوي، ان المتظاهرين نوهوا إلى أن "هذه الخطوة جاءت بعد مماطلة من قبل الجهات المعنية وعدم صرف أجورهم المتأخرة منذ أربعة أشهر، برغم كل الوعود السابقة". فيما "اغلق عدد من خريجي الإدارة والاقتصاد ومعهد المحاسبة مبنى مديرية خزينة المحافظة احتجاجا على عدم توفير فرص العمل لهم".

قطوعات في النجف

وفي المقابل، قطع محتجون في النجف عدداً من الشوارع الرئيسة وبعض الجسور امام حركة السير.
ولفت مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، إلى أن "متظاهرين أقدموا على قطع عدد من الطرق في المحافظة امام حركة السير بواسطة الاطارات المحروقة"، مبيناً أن "الطرق التي تم قطعها في مناطق المعهد الفني ومجسر الرضوي وقرب مشفى ابن بلال، بهدف الضغط على الحكومة من اجل تلبية المطالب".
يُذكر ان المحتجين قرروا السماح لسيارات الجنائز والاسعافات والزائرين والحالات الطارئة بالمرور الى المحافظة، بعد ان أعلنوا مساء السبت الماضي في بيان لهم، أن خطواتهم التصعيدية المقبلة ستكون سلمية وستتضمن غلق منافذ النجف الحدودية بالكامل وجميع الدوائر الحكومية غير الخدمية، وكافة المدارس الحكومية والاهلية.

واسط

وعلى صعيد ذي صلة، شهدت محافظة واسط استمرار إغلاق المؤسسات الحكومية تنفيذا للإضراب العام بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها المدينة منذ أكثر من شهرين، مع قطع عدد من الطرق الرئيسة.
وقال مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، ان "الاضراب العام شمل المؤسسات الحكومية باستثناء الصحة والمصارف الحكومية وجامعة واسط في حين استمرت المدارس الابتدائية بالدوام بناءً على اتفاق بين ساحة التظاهرات والاهالي الأسبوع الماضي".
ومضى بالقول "استبق المحتجون في المحافظة نهاية المهلة وقطعوا طريق (كوت - ناصرية)، ووصفوا الأمر، بأنه أول خطوة من خطوات التصعيد التي اعلن عنها متظاهرو واسط أمس الاول".