طريق الشعب
شهدت ساحات الاحتجاج والاعتصام، يوم أمس، مراسم حزن وعزاء كبيرين حداداً على أرواح شهداء الانتفاضة التي سجلت اعداد ضحايا مرعبة خلال اليومين الماضيين مع تصاعد وتيرة القمع الدموي الذي استخدمته القوات الأمنية خصوصاً في الناصرية والنجف، قبل إعلان رئيسها عادل عبد المهدي، تقديم الاستقالة، وفيما تواصلت الاحتجاجات بقوة مؤكدة على محاسبة القتلة والاقتصاص منهم، خرجت اعداد كبيرة في الموصل والأنبار في تظاهرات مؤيدة للانتفاضة ومعلنة عن الحداد والحزن على الشهداء السلميين الأبرياء، كبقية المحافظات.

مجازر النجف والناصرية

وتعرض المحتجون في النجف، يوم أمس، إلى إطلاق نار كثيف اودى بحياة العديد من المواطنين، وتسبب في إصابة آخرين.
وتفاقمت الاحداث في المحافظة بشكل خطير بعدما فتحت جهات مسلحة النار على المتظاهرين قرب مرقد محمد باقر الحكيم، فيما أعلن محافظ النجف، أن الاستمرار في إطلاق النار جاء من قبل العناصر الموجودة داخل المرقد والتابعة لسرايا عاشوراء، مؤكداً خروج الأمر عن صلاحيات السلطة المحلية، وأن العشائر دخلت على خط الأزمة أيضاً.
وفي الناصرية، شنت قوات الرد السريع فجر الخميس الماضي، هجوماً مباغتاً على المتظاهرين المتواجدين على جسري النصر والزيتون، أسفر عن مواجهات بين الطرفين اودت بحياة 16 شهيد وأكثر من 100 جريح خلال القمع الوحشي تجاه الأهالي المنتفضين.
وقال مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن الاحتجاجات تواصلت في ساحة الحبوبي، ومضت في الإضراب العام بكافة المؤسسات الحكومية، معلنة عن غضب جماهيري كبير جراء القمع السلطوي الدموي، واحداث كبيرة خلال اليومين الماضيين اسفرت عن وقوع اعداد كبيرة جداً من الشهداء والجرحى.
وفي السياق، كشف مصدر في مكتب مفوضية حقوق الانسان في الناصرية لـ"طريق الشعب"، عن اعداد الضحايا خلال الاحداث الدموية.
وأفاد المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، بـ"وقوع 42 شهيداً وإصابة 494 متظاهر آخر، بينما اقدمت القوات الأمنية على اطلاق سراح كافة المتظاهرين المعتقلين لديها".
يُذكر أن المحافظة شهدت اغلاقا تاما للشوارع والجسور وتعطيل الحركة بالكامل، فيما توجهت اعداد كبيرة من محافظات مجاورة للتبرع بالدم للمصابين من اهالي ذي قار، وسط غضب شعبي وعشائري تجاه اوامر إطلاق النار وتخلي الجهات الأمنية عن المسؤولية وعدم تسميتها المتورطين.

حزن كربلائي

واتشحت ساحة الاعتصام في كربلاء، أمس، باللون الأسود حدادً على أرواح شهداء المحافظة وبقية مناطق البلاد.
وقال مراسل "طريق الشعب"، عبد الواحد الورد، أن المنتفضين نظموا أمس الأول، مسيرة رمزية تحاكي تشييع شهداء الناصرية والنجف، وفيما أقاموا مجلس عزاء على أرواحهم، نظموا أيضاً حملة تبرع بالدم للمصابين.
وأشار الورد، إلى أن معتصمين غاضبين حاصروا مبنى الأمن الوطني بعد اعتقال المتظاهر، زين الدين، واجروا مفاوضات اسفرت عن إطلاق سراح الأخير، مبيناً أن نساء المحافظة، نظمن وقفة حداد على أرواح شهداء النجف والناصرين، أوقدن خلالها الشموع والقين القصائد والمرثيات بحقهم، في حين استمرت المسيرات المتضامنة والمساندة للانتفاضة الباسلة من قبل موظفي الدوائر والطلبة والعشائر.

تظاهرات في الكوت

وفي الأثناء، تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات، في واسط، يوم أمس، دون أي تراجع عن قوة الحضور وكثافة الاعداد.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، أن الكوادر التعليمية في واسط خرجت في تظاهرة نددت بالقمع الوحشي تجاه المتظاهرين في الناصرية.
وأوضح جبار، أن التظاهرة انطلقت من ساحة تموز صوب ساحة الاعتصام، وهي تردد هتافات تدين العنف المفرط تجاه المتظاهرين، معبرة عن حزن كبير وتضامن من أبناء واسط تجاه الاحداث المستمرة في الناصرية والنجف، فيما ردد المواطنون عبارة "اليوم الكوت امغيمة .. دم ذي قار مبجيها".

حداد المثنى وبابل

وفي غضون ذلك، أعلنت السلطات المحلية في محافظة المثنى، أمس، تعطيل الدوام الرسمي خلال اليوم والغد حداداً على أروح الشهداء.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن "محافظة المثنى قررت تعطيل الدوام الرسمي، ليومي الأحد والاثنين، حداداً على شهداء التظاهرات".
وتواصلت التظاهرات في المحافظة، بعد ان شهدت احداثاً حافلة من خلال القمع الذي طال الطلبة المتظاهرين امام بناية مديرية التربية، فيما اكد المعتصمون عدم التراجع حتى تحقيق كافة مطالب الانتفاضة وان استقالة عبد المهدي هي نقطة البداية لذلك.
وفي السياق، اعلنت محافظة بابل أيضاً، يوم أمس، الحداد ثلاثة ايام على ارواح شهداء التظاهرات.

موقف بغداد

وفي المقابل، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد والمناطق المحيطة بها، الجمعة، مواصلة مستمرة للتظاهر قرب خيام المعتصمين، فيما أفادت الانباء بوقوع اربعة شهداء قرب جسر الاحرار.
وكشف مصدر أمنى مطلع، عن الموقف في ساحتي التحرير والخلاني وجسري الجمهورية والسنك.
ونقلت وكالة "السومرية نيوز" عن المصدر قوله، إن "الموقف الامني في المناطق التي تشهد تظاهرات وهي التحرير والخلاني والسنك والجمهورية، جيد، مع استمرار توافد المواطنين الى هذه المناطق"، مبينا انه "لا يوجد اي احتكاك مع القوات الامنية".
وشهدت ساحة التحرير مساء الجمعة، احتفالات كبيرة بعد اعلان رئيس الوزراء نيته تقديم الاستقالة، عززت لاحقا بأعداد أكبر بعد فوز المنتخب الوطني بكرة القدم، فيما رفع المحتفلون لافتات اكدت على ضرورة محاسبة رئيس الوزراء والقادة الأمنيين المتورطين بسيول الدماء التي رافقت الانتفاضة.
ونقلت الوكالة عن مصدر آخر قوله، أن "حالة الانذار الأمني (ج) في البصرة خفضت الى 50 في المائة، لجميع القطاعات باستثناء المرتبطة بقيادة عمليات البصرة".

الانبار والموصل وأربيل

وفي السياق، خرج العشرات من المواطنين في الموصل والأنبار وأربيل للتضامن مع الانتفاضة الشعبية.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات والصور التي اطلعت عليها "طريق الشعب"، أظهرت أن عشرات المواطنين في قضاء القوش التابع لمحافظة نينوى، نظموا وقفة حداد على ارواح الشهداء ورفعوا الهتافات التضامنية والاعلام العراقية، تخللتها اجواء حزينة، وفيما خرجت اعداد اخرى في مركز المحافظة، في مسيرة جوالة كبيرة تردد عبارة "بالروح والدم نفديك يا ذي قار"، شهدت الأنبار ايضا وقفات تضامنية رددت هتافات مشابهة في مدينتي هيت والفلوجة التي اوقدت الشموع لأرواح الشهداء، بعدما اقامت مساجد عديدة في المحافظة صلاة الغائب على أرواحهم.
وأظهر فيديو آخر، مجموعة شبابية كبيرة في أربيل خرجت للاحتفال بفوز المنتخب الوطني، وحملت اعلام العراق والاقليم، وهي تشيد ببطولات المنتفضين.

ميسان

وفي ميسان، توافد العشرات من أهالي المحافظة، أمس، إلى مصرف الدم في وسط مركز مدينة العمارة، للتبرع بالدم لدعم جرحى المتظاهرين في الناصرية بعد الأحداث الدامية التي وقعت فيها. ونقلت وكالات الأنباء، عن مصدر قوله، إن "دائرة صحة ميسان دعت المواطنين في المحافظة الى التبرع بالدم بغية إرساله إلى مستشفيات الناصرية التي تعاني من نقص حاد في الدم لكثرة الجرحى"، مشيراً إلى أن "عددا من منتسبي قيادة شرطة ميسان شاركوا في التبرع أيضاً".