طريق الشعب
واصلت الانتفاضة الشعبية، أمس الأحد، الاحتجاجات والإضراب العام في محافظات عدة، مسجلة أحداثاً جديدة تضمنت مسيرات ضخمة وقطوعات للجسور والشوارع وتعطيل الدوام الدراسي والوظيفي في اماكن متفرقة.

تطورات البصرة

وكشف مصدر أمني، عن الموقف في البصرة صباح أمس، بعد التطورات بين المتظاهرين والقوات الأمنية.
وقال المصدر في تصريح صحفي ونقلته وكالة" بغداد اليوم" واطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "المتظاهرين قطعوا الطريق المؤدي إلى ميناء خور الزبير ومعمل الحديد والصلب والاسمدة وميناء أم قصر من جهة خور الزبير غربي البصرة، بالرغم من محاولات القوات الأمنية فتح الطرق باستخدام الذخيرة الحية، والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع".
وأشار المصدر الى "قطع كافة الطرق والجسور التي تربط مركز البصرة بالأقضية والنواحي، حيث تم قطع الطرق التي تربط مدينة البصرة ببقية الاقضية والنواحي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية"، لافتاً إلى "سيطرة المتظاهرين على جسور خالد والكَزيزة والإيطالي، بعد مواجهات مع القوات الامنية".
وأوضح المصدر الأمني، أن "طريق بصرة – فاو، جنوبي المحافظة قطع من قبل المتظاهرين، بالإضافة الى قطع الطرق بين محافظتي البصرة وميسان وشل الحركة بين المحافظتين".
وفي السياق، أفادت الأنباء، بدخول قوات شرطة البصرة في درجة الإنذار القصوى حتى إشعار آخر، فيما استمر غلق الطريق المؤدي إلى الناصرية من جهة الزبير، وسط تمديد للإضراب العام في المحافظة.
يُذكر أن المفوضية العليا لحقوق الانسان، طالبت يوم أمس، الحكومة بالتدخل العاجل لتدارك التطورات الأخيرة الحاصلة في محافظات البصرة وذي قار، مشيرة إلى سقوط 3 شهداء في البصرة وإصابة 87 مواطنا واعتقال 6 متظاهرين.

بغداد تواصل

وواصلت العاصمة احتجاجاتها في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها وسط اطلاق ناري حي واستخدام للغازات المسيلة قرب جسر الاحرار.
وفي الوقت الذي جرى فيه الحديث عن سقوط شهداء وجرحى، خرجت جموع غفيرة من طلبة المدارس والجامعات في مسيرات طلابية ضخمة جابت الشوارع، اثناء استمرار الإضراب الطلابي في غالبية المرافق الدراسية.

إضرابات كربلاء

وفي الأثناء، احتشد المئات من ابناء كربلاء بما فيهم طلاب المدارس والمعاهد وموظفو الدوائر الحكومية في تجمعات ومسيرات مساندة ومتضامنة مع المتظاهرين في المدينة.
وقال مراسل "طريق الشعب"، عبدالواحد الورد، أن مسيرات شعبية تضامنية نظمها أصحاب المحال التجارية والكسبة في الكثير من مناطق وحارات المدينة القديمة، معلنة التضامن والمساندة لمطالب المتظاهرين.
وأوضح الورد، أن كسبة سوق الدهان واصحاب المحال في شارع ابن الحمزة وعكد السادة وكسبة سوق الموبايلات أضربوا عن العمل تضامنا مع الانتفاضة الشعبية التي تتصاعد فورتها في محافظات العراق، بينما دخلت إلى ساحة الاعتصام مسيرات لطلبة اعدادية عثمان بن سعيد والمعهد التقني ومديرية الموارد المائية ومديرية الوقف الشيعي، لتستمر الفعاليات والنشاطات اليومية للمعتصمين في القاء الخطب الحماسية والاناشيد الوطنية.

جماهير نجفية غاضبة

ومن جانب آخر، اعلنت جماهير النجف استمرارها في الإضراب العام، وإغلاق الشوارع الرئيسة والدوائر الحكومية عدا الخدمية منها، مؤكدة عدم العودة إلى الدوام حتى استقالة أو إقالة الحكومة.
وذكر مراسلنا في النجف، احمد عباس، أن التظاهرات النجفية واصلت زخمها المساند للإضراب العام، إذ خرجت منذ الصباح الباكر تظاهرات طلابية حاشدة تنادي بإقالة الحكومة الحالية وتدعوا الى مساندة الاضراب والاستمرار في التظاهر الى حين تحقيق المطالب، مشيراً إلى أن تظاهرة أخرى لموظفي وأجراء بلدية النجف، خرجت من بناية المديرية متوجهة صوب ساحة الصدرين سيراً، معبرة عن التضامن والوقوف مع المعتصمين. وأضاف عباس، أن المتظاهرين رددوا هتافات عديدة منها "ارحلوا .. نريد وطن" و "اليوم الشعب كله عرف .. هاي الوثيقة بلا شرف"، في إشارة منهم إلى وثيقة الجادرية التي اتفقت عليها الكتل السياسية مؤخراً.

طلبة ونسوة بابل

وعلى النحو ذاته ، واصلت محافظة بابل، التظاهرات والإضراب عن الدوام في المدارس والجامعات.
وأوضح مراسلنا، محمد علي محيي الدين، أن طلبة المحافظة، توافدوا إلى ساحات الاعتصام صباحاً، رغم الأوامر المشددة التي اصدرها رئيس جامعة بابل بضرورة الالتزام بالدوام الرسمي، مهددا بعقوبات قاسية لمن يخالف أوامره.
وأضاف محيي الدين، أن الآلاف الطلبة الآخرون اعتصموا أمام كلياتهم في الوقت الذي زحفت فيه جموع أخرى منهم إلى أماكن الاعتصام، مطالبين بإقالة الحكومة، وسط حضور نسوي مميز في المسيرة الاحتجاجية الكبرى في ساحة الحرية، مبيناً أن الجماهير المنتفضة طالبت بمحاكمة الفاسدين وعدم استثناء محافظ بابل عن ذلك، بعدما أصدر القضاء حكماً بالقبض عليه ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة.

السماوة

وفي غضون ذلك، تواصلت الاعتصامات والفعاليات الاحتجاجية، في السماوة رغم الأجواء الباردة التي شهدتها المحافظة.
وقال مراسل "طريق الشعب، عبدالحسين ناصر السماوي، أن ساحة الغدير، مركز اعتصامات المواطنين في المحافظة، عجّت بالنشاطات الاحتجاجية التي رددت هتاف "أريد وطن بعيداً عن المحاصصة والطائفية".
وأشار السماوي، إلى انطلاق تظاهرات حاشدة جابت شوارع المحافظة، وبمشاركة اعداد كبيرة من الطلبة وشرائح اجتماعية واسعة توشحت بالأعلام العراقية ورفعت لافتات تندد بوثيقة الجادرية وتطالب بإقالة الحكومة ومحاسبة الفاسدين.
ولفت المراسل، إلى أن المتظاهرين أغلقوا شارع مديرية تربية المثنى القريب من نقابة المعلمين الذين شاركوا طلبتهم في التظاهرات، فيما جرى التشديد على ضرورة الاستمرار في الاحتجاج السلمي والعصيان المدني في جميع الدوائر الحكومية من أجل زيادة الضغط الجماهيري.

الكوت مجدداً

وفي سياق الاحتجاجات، خرجت حشود المتظاهرين، في محافظة واسط، إلى ساحات التظاهر صباحاً.
وأفاد مراسلنا، علي جبار، بأن الطلبة والكسبة والنقابات والاتحادات والعديد من الهيئات شاركت في التظاهرات التي شهدتها المحافظة، مبيناً أن نقابة المعلمين نظمت تظاهرة كبيرة للكوادر التعليمية والتدريسية بالكوت، توجهت من خيمة النقابة في ساحة الاعتصام صوب ساحة تموز، وهي تردد هتافات ضد الفساد وطغمة الاحزاب الفاسدة.
وأضاف جبار، أن طلبة المدارس الثانوية والمتوسطة خرجوا في تظاهرات حاشدة طالبت برحيل الحكومة الفوري والقضاء على الفساد، بعدما خرج طلبة واساتذة جامعة واسط في تظاهرات مشابهة.
يُذكر أن ميسان والديوانية وديالى جددت احتجاجاتها الغاضبة التي لعب الطلبة فيها دوراً مميزا كبقية المحافظات، فيما سجلت تظاهرات الناصرية حصيلة دموية جديدة.