طريق الشعب
شهدت المحافظات المنتفضة يوم أمس، زيادة لافتة في حجم الزخم الاحتجاجي الذي رافقها منذ انطلاقتها الأولى، تمثل في تنظيم مسيرات وتظاهرات كبيرة جابت الشوارع متجهة صوب سوح الاعتصام الذي يتواصل بمشاركة الطلبة وموظفي الدوائر الحكومية وقطاعات مهنية واجتماعية متنوعة، فيما تستمر اليوم فعاليات احتجاجية أخرى في أماكن عدة.

تظاهرة السماوة

وخرج العشرات من موظفي العقود في دائرة صحة المثنى، صباحاً، أمام دائرتهم مطالبين بزيادة أجورهم اضافه الى تثبيتهم في الدائرة، بعدما نصبوا خيام الاعتصام.
ونقل مراسلنا في المحافظة، عبد الحسين ناصر السماوي، عن الموظف، حيدر جبار، قوله، إننا "وقعنا في البداية كعقود وعلى راتب شهري قدره ٣٥٠ الف دينار ولكن تفاجأنا بإعطاء ١٥٠ الف دينار لا غير"، مشيراً، إلى أنه "في الفترة الأخيرة حولت صفتنا من أجور يومية إلى عقود حكومية، ولكن لم يطرأ أي تغيير وفق القرار".
ومن جهته، أوضح المتظاهر، أحمد علي، من أصحاب العقود، لـ"طريق الشعب"، أن الاعتصام سيكون من أجل تحقيق المطالب المشروعة.
وأفاد علي، بأن "اليوم الثلاثاء سيكون يوم اعتصام لكل موظفي الدائرة بعد أن أخلّت الجهة المتعاقدة بشروط العقد من ناحية الراتب والتثبيت"، مطالباً الحكومة الاتحادية ووزارة الصحة بـ"النظر في مطالب المعتصمين، والعمل على تطبيق قرأ مجلس الوزراء الخاص بتحويل الإجراء إلى عقود".

إضرابات كربلاء

وفي كربلاء، شهدت المحافظة لليوم الثاني، دخول مواكب الإضراب المفتوح، إلى ساحة اعتصام الاحرار، بمشاركة أعداد كبيرة من الموظفين والعاملين في الدوائر والمؤسسات الحكومية.
وقال مراسلنا في كربلاء، عبد الواحد الورد، إن الكثير من المواكب والمسيرات والاستعراضات الجماهيرية والفنية للدوائر والهيئات الحكومية والأسواق الشعبية شاركت في إضرابات المحافظة، مشيراً إلى أن "اسواق العلاوي والمهدي ضمن المدينة القديمة، وكليات الهندسة والتربية الرياضية في جامعة كربلاء، وغرفة التجارة ورابطة المطاعم والفنادق السياحية والمجمعات والمولات ونقابة المهندسين الزراعيين انخرطت جميعاً في الاعتصام".
وطالب رئيس نقابة المهندسين الزراعيين، ثامر متعب سلمان، في تصريح خص به "طريق الشعب"، الحكومة والبرلمان بـ"الاستقالة والشروع في مرحلة جديدة تقضي على المحاصصة الطائفية والفساد، فضلاً عن محاسبة من أعطى أوامر قتل المتظاهرين".
يُذكر أن متظاهرين مهندسين في المحافظة، قاموا بقطع طريق مصفى كربلاء ومنع موظفيه من الوصول.

استقرار نسبي في العاصمة

وفي الأثناء، بقي الوضع على ما هو عليه في بغداد خلال اليوم الماضي.
واستمر المحتجون بالقدوم إلى ساحة التحرير ومحيطها دون تسجيل إصابات أو حالات قتل جديدة بحسب ما ورد، حيث تعتبر هذه سابقة جديدة شهدها اليومان الماضيان، بعد ان رافقت ايام الانتفاضة الماضية سقوط اعداد كبيرة من الضحايا بشكل يومي.
واشترك يوم أمس عدد كبير من طلبة الجامعات في تظاهرات مركزية ومناطقية، ابرزها الوقوف أمام مديريات التربية والتنديد بسوء الملف التربوي، فيما تمركز متظاهرون كثر عند محيط المطعم التركي ومرآب السنك وساحة الخلاني.

تظاهرات واسط

وفي السياق، خرجت تظاهرات كبيرة في محافظة واسط، اشتركت فيها الكوادر الطبية والطلبة الجامعيون.
وأفاد مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، بأن الكوادر الطبية في المحافظة ونقابة أطباء الأسنان، واساتذة ومنتسبو وطلبة جامعة واسط، نظموا مسيرات وتظاهرات حاشدة اتجهت نحو ساحة الاعتصام المركزية لمساندة الانتفاضة الباسلة والتأكيد على دستورية وشرعية المطالب.

تطورات الناصرية

وعلى صعيد متصل، شهدت ذي قار تعطيلاً تاماً للمؤسسات الحكومية والمدارس في عموم المحافظة في ظل تزايد احتجاجات وإضرابات الأقضية، وعلى وجه الخصوص منها في الغراف والرفاعي.
ولفت مراسلنا في الناصرية، باسم صاحب، إلى أن ساحة الحبوبي، مركز الاحتجاجات، شهدت توافد أعداد ضخمة من المتظاهرين والمضربين عن الدوام رغم سوء الأحوال الجوية التي لم تمنعهم من الحضور، مبيناً أن طلبة الجامعات والثانويات حضروا بأعداد غفيرة مؤكدين استمرارهم في الإضراب ومساندة الانتفاضة والتشديد على إقالة الحكومة فوراً.

البصرة

ومن جانب آخر، واصل متظاهرو البصرة إغلاقهم مديرية تربية المحافظة، وقطع طرق الشركات النفطية، فيما أوضح مركز النماء لحقوق الانسان، الموقف العام للمحافظة.
وذكر المركز في بيان له، أن "المتظاهرين اغلقوا مديرية التربية بشكل تام، وقطعوا طرقات الشركات النفطية، وتواجدوا بأعداد كبيرة في ساحات التظاهر وخيام الاعتصام، مع ملاحظة ازدياد الأعداد بشكل يومي"، لافتاً إلى "استمرار الاعتصام الطلابي بشكل يومي صباحا".

إصرار نجفي

وعلى المنوال نفسه ، انطلقت في محافظة النجف، مجموعة من التظاهرات الشعبية الحاشدة، عمّت أغلب الأقضية والنواحي.
وذكر مراسلنا في النجف، احمد عباس، أن التظاهرات التي رددت هتاف "أرحلوا .. نريد وطن" أغلقت الدوائر الحكومية، باستثناء الخدمية، بمشاركة عدد من طلبة الكليات والمعاهد والإعداديات والمتوسطات لكلا الجنسين.
وأوضح أن عددا آخر من المتظاهرين، قطعوا طريق النجف – كوفة من خلال حرق الإطارات لشل حركة السير، فيما أغلق آخرون الطريق المؤدي إلى مطار النجف الدولي.

بابل تواصل

‏وفي بابل، تواصلت الإضرابات والتظاهرات التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً في ساحة التظاهر المركزية.
وقال مراسلنا، محمد علي محيي الدين، أن المحتجين المنتفضين قاموا برفع الصور المنتشرة في المدينة بكل أشكالها، فيما رفعوا لافتات عدد من الاحزاب، وطالبوها بإخلاء البنايات الحكومية التي تسيطر عليها، مبيناً أن المواطنين رفضوا الإجراءات الأمنية التي ارادت إعاقة حركة العجلات التي تحملهم لغرض الوصول إلى أمكان الاحتجاج".
يُذكر أن الديوانية شهدت هي الأخرى احتجاجات كبيرة شاركت فيها جموع غفيرة من المواطنين في ساحة الساعة، مرددة هتافات تطالب الحكومة والبرلمان بالاستقالة.