في اطار برنامجها السنوي، نظمت لجنة العمل الفكري (لعف) لمنظمات الخارج لحزبنا الشيوعي العراقي للفترة 11 - 13 تشرين الثاني/ 2019 ملتقاها الفكري الحادي عشر في العاصمة كوبنهاكن تحت عنوان ((العدالة الاجتماعية بين اشكالية المفهوم والتطبيق)).
وجاء اختيار مناقشة هذه الموضوعة في هذه الظروف بالذات، نتيجة الى الفوارق الكبيرة التي تفصل فقراء بلدنا عن اغنيائهم، ونتيجة الى تدهور البنية التحتية للدولة وانتشار الفساد في جميع مؤسساتها وعدم احترام القانون وغياب مبدأ تكافؤ الفرص الى غير ذلك..، فأصبحت العدالة الاجتماعية مطلبا ملحا من مطالب شعبنا الذي يعاني من الاقصاء والتهميش ويفتقد الى ابسط حقوقه في العمل والصحة والتعليم والخدمات الاساسية.
حاضر في هذه الندوة عدد من رفاق واصدقاء الحزب الذين توافدوا من البلدان الاوربية، كما شارك في الحوار والمناقشة عدد غير قليل من رفاق واصدقاء المنظمة المضيفة لهذا الملتقى (منظمة الدنمارك لحزبنا الشيوعي العراقي).
أُفتتح الملتقى بدقيقة حداد على ارواح شهداء حركة 1 اكتوبر الاحتجاجية، ثم القى الرفيق علي حسين كلمة منظمة الدنمارك رحب فيها بجميع الحاضرين مشيرا الى الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والمعاناة الكبيرة لشرائح واسعة من ابناء شعبا متمنيا للمتقى النجاح في اعماله. اما كلمة الرفيق د. هاشم نعمة سكرتير (لعف) الخارج، فقد شددت على ايلاء حزبنا للعدالة الاجتماعية اهتماما خاصا حيث جعلها جزءا رئيسيا في شعار مؤتمريه التاسع والعاشر داعيا الجميع الى المناقشة الجادة والعميقة من اجل الخروج باستنتاجات وخلاصات مفيدة ترفد نشاطنا الفكري بمادة غنية تشكل مرجعية رصينة يمكن الرجوع اليها، كما وردت الى الملتقى رسالة من لجنة العمل الفكري المركزية جاء فيها:
(إنه لأمر يثير الاعتزاز ان تنعقد هذه الفعالية للمرة الحادية عشرة على التوالي، الأمر الذي يؤكد على اصرار الرفاق العاملين في المجال الفكري في الخارج على عقد هذه الفعاليات النوعية، رغم كل الصعوبات والمعوقات سواء أكانت ذاتية أم موضوعية، لتكون ليس مجرد فعاليات استعراضية تقليدية، بل بمثابة محطات مهمة للقاء و تبادل الرؤى والافكار وتقديم مقاربات واجتهادات متنوعة حول القضايا المطروحة في كل ملتقى، تعكس التنوع الثري ضمن اطار وحدة منهجنا الماركسي في ماديته وجدليته وتاريخيته). وجاء في الرسالة ايضا:
(لم يعد الحديث عن العدالة الاجتماعية عاما او عابرا بل اصبحت العدالة الاجتماعية مطلبا مجتمعيا مطروحا على طاولة النضالات المطلبية اليومية المباشرة. فها هي الحركة الاحتجاجية في بلادنا تنهض من جديد بقوة وعزيمة رفضا للتفاوتات الاجتماعية والاستقطاب والتهميش وضد الفساد وسوء الخدمات، وتطرح مطالب مشروعة من اجل تحقيق العدالة والمساواة في الفرص. ومن هنا نتطلع الى ان تساهم المناقشات التي ستدور حول موضوعات الملتقى ومداخلات الرفاق والرفيقات، في التعمق في القضايا المطروحة والاشكاليات المثارة وبما يساعد في التوصل الى مشتركات وايضا بما يفتح الابواب لطرح اسئلة جديدة تستحث على التفكير في محاولة البحث عن اجوبة لها في المستقبل).
هذا وقد تناول المحاضرون مادة العدالة الاجتماعية بالشرح والتحليل من زوايا مختلفة (اقتصادية واجتماعية وفكرية وغيرها)، متطرقين الى جذورها التاريخية وعلاقتها بالصراع الطبقي والرؤى المختلفة التي تناولتها الى غير ذلك من الابواب المتنوعة، وحظت المداخلات باهتمام كبير من قبل المشاركين في الندوة ودارت حوارات ونقاشات عميقة وطرحت الكثير من الافكار والاراء الهامة.
وفي ختام المناقشات، عُقدت جلسة خاصة لتقييم اعمال الملتقى، حيث اشاد الجميع بما قدمه الرفاق من مفاهيم وشروحات فكرية وفلسفية في مجال العدالة الاجتماعية ، كما تلقت لجنة العمل الفكري العديد من المقترحات والافكار التي من شأنها ان تسهم في رفد النشاط القادم وتدفع به الى الامام.