عبد الله لطيف

نفى نائب عن تحالف الفتح، مؤخرا، الأنباء التي وردت بخصوص طلب رئيس الوزراء، دعما من قبل كتلته، وفيما حمّل نائب عن تحالف النصر الكتل السياسية، مسؤولية عرقلة انجاز البرنامج الحكومي، أوضح نائب آخر عن "سائرون" ان تحالفه لن يتأخر في استجواب رئيس الوزراء اذا استمر التدني في نسب الانجاز، في حين أعتبر استاذ في العلوم السياسية ان انجاز الحكومة الحالي هو مردود طبيعي في ظل التركة السياسية الثقيلة.

مهلة واستجواب

وقال النائب عن تحالف سائرون، رعد المكصوصي، لـ"طريق الشعب" ان "السيد مقتدى الصدر قد اعطى نصائح عديدة الى رئيس الوزراء، كما ان تحالف سائرون امهل الحكومة عاما كاملا لتنفيذ البرنامج الذي وضعته"، موضحاً ان "موقف سائرون يحدد على اساس تقرير لجنة متابعة البرنامج الحكومي، وفي الفصل التشريعي الجديد سيشهد تقييما للأداء، وسيقرر تحالف سائرون موقفه بخصوص رئيس الوزراء بين استجواب او سؤال او طلب حضوره الى البرلمان".

أساليب دستورية

وبين المكصوصي، ان "تحالف سائرون سوف يستخدم الاساليب الدستورية لحسم الجدل حول الموضوع، ومهلة بعض النواب التي تنتهي مع 24 تشرين الثاني هي قبل الفصل التشريعي الثاني للوصول الى معطيات متكامل بشأن عمل الحكومة" مشيرا الى ان "هناك العديد من الاستجوابات الى الوزراء التي شخص سائرون سوءا في ادائهم خصوصاً ان بعض الوزراء عليهم ملفات فساد سابقاً.

واوضح ان" تحالف سائرون داعم الى الحكومة ولكن اذا استمر تدني نسب انجاز البرنامج الحكومي فأننا لن نتأخر في استجواب رئيس الوزراء".

نسب هزيلة

بدورها، قالت النائب عن تحالف سائرون، انعام الخزاعي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، انه "في ظل الاستقرار القائم وتحسن اسعار النفط يُنتظر من حكومة "عادل عبد المهدي النهوض بالواقع الخدمي بشكل جذري خصوصاً مع ارتفاع حالة الغضب والاحباط لدى أبناء الشعب"، كاشفة عن "ضعف اهمية الجانب الخدمي في تقرير متابعة البرنامج الحكومي بنسب مشاريع وزارات الكهرباء والصحة والاعمار والاسكان والتربية الواردة في التقرير إلى الحجم الكلي لمشاريع البرنامج الحكومي وهي (1.5 في المائة) و (5 في المائة) و (20 في المائة) و (1 في المائة) على التوالي".

وصفت الخزاعي تلك النسب بـ "الهزيلة" مقارنة بالحاجة الفعلية لها".

التزامات لم تنجز

من جهتها، قالت النائب عن ائتلاف النصر، ندى شاكر جودت، لـ"طريق الشعب" إن ائتلافها "يسعى بشكل مستمر الى تقويم عمل الحكومة وتحديد مسارها الصحيح ويعمل على حسم كل الملفات التي يثار اللغط حولها"، معتبرة أنه "من غير الصحيح توجيه الاتهامات إلى الحكومة دون تقديم أي عمل ملموس لحل النقاط الخلافية".

وأضافت، ان "الحكومة قدمت التزامات وفق سقوف زمنية لإنجاز عدد من القضايا المهمة، لكنها لم تستطع اكمال العديد منها، خصوصا ما يتعلق بملف الخدمات والبطالة وتطوير الاستثمار الاقتصادي، وعلى البرلمان ان يبحث في تدني نسب الانجاز ومن خلالها سنجد ان الكتل السياسية هي نفسها من عرقلت الاداء الحكومي خصوصاً وانها مارست ضغوطاً كبيرة على رئيس الوزراء تحديداً لتمرير بعض القضايا".

نقاط ضعف

من طرفه، قال النائب عن تحالف الفتح، احمد الكناني، ان تحالفه، "لم يفكر بسحب الدعم عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الرغم ان منجزه الحكومي لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب التركة الثقيلة للحكومات السابقة، وان عملية الاصلاح تحتاج وقتا اطول، وهذا لا يعني ان تحالف الفتح يصمت عن بعض الملفات، ومن السابق لأوانه الحديث عن انهاء دعمنا لحكومة عبد المهدي".

ولفت الكناني في حديث له مع "طريق الشعب"، الى ان "اهم نقاط الضعف في الحكومة الحالية هي كثرة التدخلات السياسية والاقليمية وان الادارة الامريكية تضغط في بعض الملفات لمصالح معينة، ولا يزال رئيس الحكومة يحاول ان يقف على مسافة واحدة من الجميع وهذا كله يؤثر سلباً على اداء الحكومة"، مؤكداً ان "رئيس الوزراء لم يطلب دعماً من تحالف الفتح عكس ما اعلن في الفترة الاخيرة ولكن يبقى هو بحاجة الى مساندة كل الكتل السياسية لحسم الملفات الشائكة".  

ثقافة الشخصيات

في الاثناء، قال عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين د. عامر حسن فياض، لـ"طريق الشعب" ان "الثقافة السائدة في العراق ثقافة الاشخاص وليس المؤسسات والمسألة لا تتعلق بهذه الشخصية او تلك بل تتعلق بكيفية توفير عمل مؤسساتي في العراق. علينا ان لا ننتظر المسؤول ان يقدم الحلول والخطط، ولذلك مسألة الخلافات السياسية حول شخصية رئيس الوزراء وادائه ستبقى قائمة في ظل ثقافة الشخصيات".

وأردف ان "الكتل التي اختارت رئيس الوزراء، ليس من المنطقي ان تعجل في محاسبته"، معتقدا ان القوى السياسية الكبرى في البرلمان، نظير تحالفي سائرون والفتح، لن يذهبا الى طرح الثقة عن عبد المهدي في المدى المنظور".