طريق الشعب

منذ الخميس، وفي سياق التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، تستمر الاتهامات والتبريرات بين الطرفين، بعد استهداف ناقلتين في خليج عُمان، لينذر الحدث بتصعيد خطير، بدأ يأخذ مناحي عسكرية، ومن شأنه أن يعيد خلط الأوراق ويزيد من من تعقيدات المشهد وضبابيته.

وفي المقابل تواصلت مواقف التنديد والدعوات لضبط النفس عربيا ودوليا إثر تعرض الناقلتين لانفجارات وحرائق في تزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة بطلب امريكي لبحث آخر التطورات ذات الصلة.

واستهدف الهجوم ناقلتي النفط: "فرونت ألتير" وتشغلها شركة الشحن النرويجية "فرونتلاين"، أما الثانية فاسمها "كوكوكا كاريدجس" وتملكها شركة كوكوكا سانجيو اليابانية.

وفي وقت لاحق، أكد مسؤول سعودي أن إحدى ناقلتي النفط "كانت محملة بميثانول (مادة بترولية) من مدينة الجبيل شرقي السعودية".

وتوقع الجيش الإيراني حدوث الانفجارات بسبب اندلاع حريق على سطحي الناقلتين، في حين ذكر مسؤول في البنتاغون أن أعضاء طاقم إحدى الناقلتين يعتقدون بأنهم أصيبوا بطوربيد أو لغم، لكنه لم يستطع تأكيد هذه التقارير.

وكشف مسؤول آخر في البنتاغون، عن رصد طاقم سفينة تابعة للبحرية الأميركية لغما غير منفجر ملتصق بإحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا للهجوم.

ونقلت وسائل أميركية عن مسؤول، لم يكشف عن هويته قوله ان "طاقم مدمرة الصواريخ الموجهة (يو إس إس بينبريدج) قال إنه رأى لغمًا غير منفجر على جانب إحدى ناقلتي النفط".

وأن اللغم اللاصق أو المغناطيسي، هو نوع من الألغام البحرية (عبوة لاصقة) يلصق في جانب هيكل السفينة باستخدام مغناطيس.

وقالت "الرابطة الدولية لأصحاب الناقلات إن الهجوم كان "مخططًا ومنسقًا بشكل جيد"، وأوضحت أن الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم، استهدفتا "عند أو تحت سطح الماء، على مقربة من غرفة المحرك أثناء إبحارهما".

وسارع الجانب الأميركي لاتهام إيران بالمسؤولية عن تنفيذ الهجوم، فيما نفت إيران صلتها بالهجوم، وحملت مسؤوليته لجهات لا تريد استقرارا للمنطقة، وتدفع نحو مزيد من التصعيد.

في الوقت الذي أعلنت فيه البحرية البريطانية أن ملابسات استهداف الناقلتين في خليج عمان "لا تزال غير واضحة وقيد التحقيق".

ودعت روسيا إلى عدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية. وقال المتحدث باسمها، ديمتري بيسكوف، إن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات بشأن الهجوم نظرا لعدم كفاية المعلومات. وأضاف قائلا "لا أحد يعرف من المسؤول عن الحادث".

يأتي الحادث في خليج عُمان بعد شهر من إعلان الإمارات تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، وتأكيد الرياض تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج، قرب المياه الإقليمية للإمارات..

كما تزامن التفجير مع زيارة رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، إلى إيران للتوسط في تخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن.

  وبعد الحادث مباشرة صعدت عقود النفط الآجلة بأكثر من 4.2 في المائة، بواقع 62.55 دولارا للبرميل.

وقال مصدر أميركي مطلع، إن حادث ناقلتي النفط في خليج عمان، "مشابه بدرجة كبيرة" للهجوم الذي استهدف أربع سفن في ميناء الفجيرة الإماراتي الشهر الفائت. وأضاف المصدر إن "التحقيقات الجارية في هجوم ميناء الفجيرة"، تشير إلى أنه "يشبه إلى حد كبير الحادث الأمني الذي تعرضت له ناقلتا النفط في خليج عمان".

ان استهداف ناقلات نفط عملاقة، يثير مخاوف واسعة بشأن سلامة تجارة النفط في ظل التصعيد الحالي، ويطرح أسئلة أخرى عن المستفيد من التصعيد والتحشيد الجاري في المنطقة، كما بدا لافتًا أن وسائل إعلام مقربة من إيران كانت السباقة في بث أخبار الهجومين.

وقالت تقارير استخباراتية أميركية، الخميس، إن ثمة احتمال أن تشن إيران مزيدا من الهجمات ضد ناقلات النفط في خليج عمان، بحسب ما نقلت قناة "الحرة" الأميركية، عن مسؤول في البنتاغون، لم يكشف عن هويته. وقال المسؤول إن "قادة وزارة الدفاع قلقون من تكرار إيران هجمات مماثلة وأكثر خطورة تستهدف ناقلات النفط في خليج عمان". وأوضح ان قلق قادة البنتاغون يعتمد على "تقارير استخباراتية تؤشر احتمال حصول ذلك".

وصرّح مسؤولون أميركيون أنّ القادة العسكريين في الشرق الأوسط طلبوا إرسال تعزيزات عسكرية أميركية تصل الى عشرة آلاف عنصر إلى المنطقة، إلا أنه تمت الموافقة على إرسال أقل من ألف.

يشار الى أن مجموع القوات الأميركية المنتشرة في الخليج يبلغ نحو 80 ألفًا، بينهم 60 ألفا في قواعد ومنشآت برية، و20 ألفا على متن سفن حربية تابعة للأسطول الخامس في العاصمة البحرينية المنامة