طريق الشعب
دعا رئيس الجمهورية برهم صالح، امس الأحد، إلى محاربة "البعث الصدامي" وعدم اتاحة المجال لعودته إلى البلاد، وفيما وصف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الانفال بـ "الجريمة الوحشية"، شدد رئيس وزراء اقليم كردستان نيجرفان البارزاني، على ضرورة الإسراع في تعويض ذوي ضحايا الانفال، من قبل الحكومة الاتحادية، معتبرا ان انصافهم هو "مسؤولية تاريخية واخلاقية".

جرائم الأنفال حرب إبادة

وزار رئيس الجمهورية، صباح امس، إحدى المقابر الجماعية التي تم العثور عليها مؤخراً في بادية السماوة وتضم رفات عشرات من ضحايا الكرد، حيث زامنت الزيارة الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لعمليات الأنفال التي ارتكبت على مراحل من قبل نظام البعث برئاسة صدام حسين بحق شعبنا الكردي.
ولدى وصول صالح، الى مكان المقبرة برفقة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، ومحافظ المثنى أحمد منفي جودة وعدد من عوائل الضحايا وشهود عيان على هذه الجريمة النكراء من اهالي مدينة السلمان، أكد ان جريمة الأنفال تعد حرب ابادة بحق الشعب الكردي، واكتشاف هذه المقبرة دليل جديد على جرائم النظام الدكتاتوري المباد، مشيراً الى ان "النظام الصدامي اباد الكرد ليس لكونهم كردا فقط، بل لأنه كان يرى انهم يمثلون خطراً عليه فأقدم على ايذائهم، كما اقدم على ايذاء اهلنا في الوسط والجنوب لانهم لا يرتضون الظلم والاستبداد وينشدون الحياة الحرة الكريمة".

العراقيون متساوون في الظلم

وأوضح صالح ان "ذوي الضحايا في جمجمال وبارزان والمحاويل والاهوار حالة واحدة في رفض المظلومية، مشدداً على ان الانتصار للمظلومية يتطلب ان نؤكد على الثوابت الوطنية بعدم ظهور الاستبداد الصدامي مجدداً، وان انصاف ذوي الضحايا يتطلب منا محاربة الفساد والظواهر الشاذة، هذا وعدنا للعراقيين كردا وعرباً وتركماناً ومسيحيين وايزيديين وكل الطوائف والمذاهب، علينا ان نكون يداً واحدة للانتصار على كل الجرائم التي اقدم عليها صدام وزمرته".
وقال "في هذه اللحظة التاريخية يجب ان نؤكد ان ترسبات البعث والفكر الصدامي من جرائم داعش ما هي الا دلالة واضحة على اننا لسنا بمأمن من ارهابهم ما يتطلب منا كعراقيين ان نتعظ"، مؤكداً ان "دولة الظلم لا تدوم".
والقيت كلمات لممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق ومحافظ المثنى دانت الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصدامي المباد ضد العراقيين والكرد خاصة، داعين الى انصاف ذوي الضحايا بما يستحقون من امتيازات.
ونقل مراسل "طريق الشعب" في السماوة، عبد الحسين ناصر السماوي، ان رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، خلال لقائه في مبنى المحافظة مع المحافظ ورئيس مجلس المحافظة ورؤساء الدوائر الحكومية، وبعد الاستماع الى شرح مفصل قدمه المحافظ ورئيس مجلس المحافظة ورؤساء الدوائر عن مشاكل المحافظة والمعوقات التي تعترض النهوض بواقع المحافظة، قال انه يرتبط "بذكريات خاصه مع أهل السماوة الطيبين وسأكون عونا لهم ورفع الحيف عنهم، مؤكدا على بذل الجهود من أجل النهوض بواقع المحافظة وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وتنشيط الزراعة وجلب رؤوس الأموال والمستثمرين من أجل رفع الحيف عن أهلها الذين يتميزون بالتماسك الاجتماعي وصبرهم على الظلم الذي لا تزال تعاني منه المحافظة".

جرح لن يندمل

من جهته، قال رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، في كلمة القاها نيابة عنه الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق خلال المراسيم التي جرت في منطقة كرميان لاحياء ذكرى الانفال ان "الانفال ادت الى استشهاد 182 الف مواطن كردي بريء وتهجير القسم الآخر منهم".
واضاف "نشعر بحجم المأساة التي تعرض لها ابناء شعب كردستان ونعلم بان جرح الانفال لن يندمل ابداً، يجب علينا ان نعمل جميعا من اجل فتح المقابر الجماعية واعادة رفات الشهداء الى موطنهم الاصلي".
واردف "نتضامن مع اخوتنا الكرد ونعلم بان تلك الاحداث كانت قاسية جدا واللسان يعجز عن وصف تلك الجرائم"، داعيا الى "تكثيف الجهود للعثور على المقابر الجماعية واعادة رفات الشهداء وتقديم افضل الخدمات لعوائل الشهداء والمؤنفلين".

مسؤولية تاريخية واخلاقية

من طرفه، قال رئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني في بيان حول ذكری الانفال، "نستذكر الآن وبعد مرور اكثر من ثلاثين سنة ضحايا الهجوم الهمجي للانفال وذويهم. هذه الهجمة التي لم تكن تعترف باي حدود، النساء، الرجال، الاطفال والعجزة، الاهم كان القضاء علی الحياة في قری وقصبات هذا الجزء من كردستان".
وأضاف "السياسة الشوفينية للنظام البعثي تجاه شعبنا اضافة الی الدمار والخراب والترهيب وفرض السلطة القهرية المخيفة للدولة العراقية، قضت علی حياة اكثر من(۱۸۰) الف شخص بالاسلحة الثقيلة والغازات السامة والقصف الكيمياوي من الجو"، مؤكدا "نحن كٲمة علينا ان نعده واجبا علينا ان نقدم المساعدة والدعم الكامل لذويهم ونعيد اعمار مناطقهم وتحسين احوالهم المعيشية وليس فقط ان نستذكر الضحايا المؤنفلين".
وشدد على ضرورة تعويض ذوي الضحايا من قبل الحكومة الاتحادية، لأنها "مسؤولية اخلاقية وتاريخية".

المحكمة الجنائية الدولية

الى ذلك، قالت عضو لجنة حقوق الانسان البرلمانية، يسرى رجب كمر، في مؤتمر صحفي من داخل البرلمان، وتابعته "طريق الشعب"، ان "شعبنا بكل قومياته يتعرض الى حملات ابادة جماعية كما حدثت سابقا خلال القصف الكيماوي لمدينة حلبجة وعملية الانفال خلال العام 1988 وكذلك فاجعة سبايكر واحتلال داعش للمدن العراقية ومارافقها من حملات ابادة للاخوة الايزيديين"، مطالبة "الحكومة بالانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية لضمان عدم افلات الجناة والمقصرين من العقاب وانصاف الضحايا".