يراهن النظام السوداني الحاكم على الوقت من أجل انخفاض الزخم الاحتجاجي الذي يثبت يوما بعد آخر تمسكه بالمشروع الوطني السلمي لتغيير السلطة الجاثمة على صدور المواطنين، ويخرج بين فترة واخرى بمقترحات ودعوات للأطراف المعارضة كمحاولة للالتفاف على المطالب وتسويفها عبر الاكاذيب والوعود، في الوقت الذي رفعت الجماهير شعارا واحدا لتحقيق هذه المطالب، وهو اسقاط النظام بأسره وتصفية تبعاته كافة وابعادها بشكل تام عن اللوحة السياسية المقبلة التي حددتها قوى المعارضة في وقت سابق.

وتجددت الاحتجاجات، أمس الأول، في الخرطوم للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين وتحالفات المعارضة، وفيما خرجت الكثير من المواكب الطلابية باشتراك مميز للجامعات والكليات بعد ان اطلق تجمع الطلبة السودانيين نداء لقوى المعارضة للاشتراك معها بسبب ما تعرضت له حركتهم من قمع وقتل وانتهاكات على يد العسكر والاجهزة الأمنية التابعة للنظام، اعلنت شبكة الصحفيين السودانيين أن محاولات النظام عبر سماحه لمعاودة اصدار بعض الصحف بعد فترة القمع التي مارسها على الصحافة والصحفيين، لن تخدمه بشيء امام محاولات تبييض وجهه القبيح امام الوفد الامريكي الذي زار الخرطوم مؤخرا، وما هي الا مسرحية سيئة الاخراج واضحة لدى الجميع.

احتجاجات متجددة

أوضح شهود عيان، بحسب ما نقلته وكالة الاناضول، أن "المئات خرجوا في تظاهرة احتجاجية في السوق المركزي وهو أحد أكبر أسواق الخضروات والفواكه بالعاصمة جنوبي الخرطوم، وقابلتهم الشركة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين".

وقال تجمع المهنيين السودانيين، على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، إن "مظاهرات خرجت في سوقين وسط مدينة أم درمان، غربي العاصمة للمطالبة باسقاط نظام البشير الدكتاتوري"، في "مواكب الخريجين والعطالة".

موكب طلابي

وفي السياق، استجابت قوى المعارضة والجماهير والطلاب، لنداء تجمع الطلبة السودانيين للخروج، أمس الاثنين، فيما اسماه بـ"موكب شهداء الحركة الطلابية".

وقالت الحركة في بيان لها اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الحراك الطلابي خاض معارك العزة والكرامة والبناء التي ضرب أبناؤها أروع الأمثلة في الإخلاص والإرادة الحرة، ولم يدخروا جهداً أو يترددوا في التضحية بأموالهم، دمائهم وحتى أرواحهم فيها، وهذه المعارك أثبتت أن الحركة الطلابية صخرة صلبة تنكسر عليها كل أحلام الطغاة والمستعمرين"، مشيرا الى، أن "النظام الغاشم الذي كان يحاول التفرقة بين جموع الطلاب من جامعات خاصة وحكومية، هو نفسه الذي يرتعد خوفاً الآن بسبب الحراك الطلابي العنيد الذي انتظم ربوع الجامعات الخاصة، والذي أثبت أن الوطن والثورة حضور في قلب كل طالب".

ودعا بحسب بيانه، الى "الخروج في مواكب مهيبة يوم الاثنين، تنديدا بانتهاكات الحرم الجامعي المقدس، على يد العسكر الذين اقتحموا وضربوا وقتلوا داخله"، فيما دعا من جهته تجمع المهنيين السودانيين الى تلبية الدعوة ومناصرة الطلبة في موكبهم الكبير.

وخرجت المواكب حسب المسارات التي حددتها الحركة، منها "موكب شارع الستين الذي سيضم، جامعة ابن سينا، جامعة السودان العالمية، جامعة افريقيا العالمية، اكاديمية السودان لعلوم وتكنولوجيا الطيران، كلية الفجر، كلية الحياة، كلية اليرموك، كلية المدائن، كلية زمزم، كلية الحكمة، كلية البيان، كلية نبتة، بالإضافة الى كلية الرياض".

وموكب شارع الصحافة، الذي تنطلق منه "مواكب، جامعة المغتربين، كلية النهضة، كلية الأفق"، ومواكب شارع الشجرة التي تتضمن، أكاديمية العلوم الهندسية والطبية، الكلية الأردنية السودانية، كلية دار العلوم والتكنولوجيا"، وفيما يشارك موكب شارع الفيل بحضور كل من، جامعة الأحفاد للبنات، كلية الإمام الهادي، كلية دلتا"، ستكون كل من، كلية شرق النيل، كلية علوم الطيران، ضمن موكب شارع المعونة، فضلا عن موكب الدرايسة الذي سيشارك من خلال جامعة الرباط الوطنية".

بيان صحفي

من جهتها، قللت شبكة الصحفيين السودانيين من أهمية سماح السلطة بمعاودة اصدار بعض الصحف من جديد.

وقالت الشبكة في بيان، نشره موقع الميدان التابع للحزب الشيوعي السوداني، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إنه "في مسرحية سيئة الإخراج سمح جهاز الأمن والمخابرات السوداني  لبعض الصحف بالصدور بعد إجراءات منع قاسية حرمتها من معانقة القراء لأكثر من 70 يوما كصحف الجريدة والميدان وأخبار الوطن والبعث كما أرهق جريدة التيار بالرقابة القبلية لأسابيع طويلة، قبل أن ينتقل إلى أساليب أخرى لإجبارها على عدم الصدور".

وأشارت الى، أن "حقوق الصحف المهضومة لا تحتاج إلي دليل فهناك أكثر من 90 صحفية وصحفي تعرضوا للاعتقال منذ تفجر الحراك الشعبي في كانون الأول الماضي، وبعضهم تعرض للضرب والإهانة وهم رهن الاعتقال، ولايزال رئيس تحرير التيار، عثمان ميرغني، رهن الاعتقال الى الان"، مبينة تعرض: أكثر من عشرة صحفيين الى المحاكمة بعد اعتقالهم أثناء تغطيتهم التظاهرات في الخرطوم وبقية الولايات".

وشددت على أن "خطوة السماح بالصدور للصحف الممنوعة بأمر الأجهزة القمعية، اتت لرغبة النظام في القول لوفد الكونغرس الأميركي الذي يزور الخرطوم هذه الأيام أنه يكفل حرية التعبير".