طريق الشعب
حضرت وفود 20حزبا وحركة مدنية، امس السبت (10/11/2018)، اللقاء التشاوري للقوى المدنية العراقية، الذي التأم على قاعة قرطبة في فندق المنصور ميليا ببغداد.
وافتتح اللقاء، الذي كان بين حضوره خمسة من اعضاء مجلس النواب، بكلمة اللجنة التحضيرية، التي عكست عدم رضا الاطراف المشاركة عن حال التشتت الذي تعيشه القوى المدنية، في الفترة العصيبة الراهنة التي يمر بها العراق والعراقيون، وعن سعيها الى تجاوز هذا الوضع، والانتقال الى التقارب والتعاون والعمل المشترك، كي تسهم "في تخليص الشعب والوطن من طاعون الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، وفتح نوافذ الوطن وابوابه امام رياح الاصلاح والتغيير" كما جاء في الكلمة. (ننشر نصها على الصفحة الثالثة).
ومن منصة اللقاء القت بعد ذلك د. أمل الوادي كلمة المرأة المدنية، واعقبتها كلمات ومداخلات الوفود المشاركة.
وعكست الكلمات والمداخلات وجهات نظر الاطراف المدنية المختلفة في الاوضاع التي تعيشها البلاد، وركز العديد منها على ما تضمنته ورقة العمل المقدمة من اللجنة التحضيرية الى الاطراف المشاركة، والتي تعبر عن حاجة ورغبة القوى المدنية في التوجه نحو اقامة اطار يجمعها، وينسق جهودها ويؤمّن تعاونها، للاسهام في الجهد الوطني المتسع للخروج بالعراق من نفق المحاصصة والفساد، واقامة دولة المواطنة والمساواة والكرامة والعدالة.
واختتم اللقاء التشاوري الذي استمرت مداولاته ثلاث ساعات، بتلاوة مسودة بيان ختامي عن اعماله، وبمناقشتها ليصدر البيان بصيغته النهائية في وقت لاحق.
وفي الختام ايضا انتخب المشاركون في اللقاء لجنة متابعة، تأخذ على عاتقها اصدار البيان الختامي، والتهيئة لعقد لقاء تشاوري مماثل للشخصيات المدنية.
ومن المقرر ان تنظر لجنة المتابعة بعد انجاز مهماتها المذكورة، وبناء على حصيلة النقاشات في الفعاليتين كليهما، في موضوع دعوة القوى والشخصيات المساهمة الى اجتماع تأسيسي، يبحث في اقامة اطار سياسي جديد للاحزاب والقوى والشخصيات المدنية العراقية.
يذكر ان اعضاء مجلس النواب الخمسة الذين حضروا لقاء الامس وتحدثوا فيه هم كل من رائد فهمي، محمد علي الزيني، هيفاء الامين، محمد الخالدي، د.عليّة الامارة.

******************

كلمة اللجنة التحضيرية للقاء التشاوري للقوى المدنية*

الاخوات والاخوة
اعزاءنا جميعا
السلام عليكم وطاب يومكم
باسم اللجنة التحضيرية للقاء التشاوري للقوى المدنية العراقية ارحب بكم، واتقدم بوافر الشكر على لطف حضوركم اليوم، وعلى تجاوبكم اصلا مع فكرة عقد اللقاء، واستعدادكم للمشاركة فيه وفي مداولاته.
من الواضح ان ما دفعكم الى ذلك هو عين ما دفعنا نحن، في اللجنة التحضيرية، الى المبادرة لطرح الفكرة عليكم ، والتشاور في شأنها معكم، والتواصل واياكم في الفترة الماضية بخصوص وضعها موضع التنفيذ.
فنحن كلنا يجمعنا الشعور بعدم الرضا، بل والامتعاض ازاء حال التشتت والتبعثر الذي يطبع واقع قوانا المدنية الوطنية، في هذه المرحلة العصيبة بالذات التي يمر بها عراقنا العزيز وشعبنا المستباح في معيشته وكرامته وحقوقه. كما يجمعنا الشعور بالحاجة الماسة الى تجاوز هذا الوضع، والانتقال بانفسنا وبقوانا الى حال التقارب والتعاون والعمل المشترك، كي نسهم موحدين الى جانب القوى الوطنية الحية الاخرى، في تخليص الشعب والوطن من طاعون الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، وفتح نوافذ الوطن وابوابه امام رياح الاصلاح والتغيير.
لقد بلغت الازمة الشاملة التي تخنق بلادنا منذ سنوات ، وتدمر اسباب وجودها ومتطلبات تطورها وتقدمها، وتحول دون تعافيها ونهوضها، حدودا لا سابق لها، ولم يعد يمكن السكوت عليها وتحملها.
فمن اجدر منا، نحن الاحزاب والقوى الوطنية المدنية، بالتصدي لهذا الوضع، والانخراط في الجهود النبيلة المبذولة لتعديل موازين القوى السياسية في البلاد، وكسر احتكار السلطة من قبل القوى المتنفذة، التي اوصلتنا – هي لا غيرَها - الى ما نحن فيه اليوم من اوضاع بائسة في سائر ميادين الحياة، لا نُغبط عليها ولا نُحسد.
الحضور المحترمون
ان كل شيء يبشر اليوم بغروب زمن المحاصصة الطائفية والعرقية، وما جرّت على العراقيين والعراق من ويلات وبلايا الارهاب والفساد والبؤس والبطالة وغيرها، وبطلوع زمن المواطنة والمساواة امام القانون والتكافؤ في الحقوق والواجبات، زمن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والتنمية المستدامة والعدل والانصاف.
صحيح ان سدنة المحاصصة والفساد يقاومون بشراسة، ويستميتون دفاعا عن سلطتهم الظالمة ومصالحهم غير المشروعة، وعن امتيازاتهم ومنافعهم وفرص استحواذهم اللصوصي على المال العام وثروات الشعب.
نعم، صحيح هذا. ولكن صحيح ايضا ان المواطن العراقي يستيقظ اليوم ويسترد ادراكه اكثر واكثر، وان الشارع العراقي بات يتحرك من اجل الحقوق الدستورية والانسانية .. غير هياب، جريئا قويا ثابتا.
وليس ما تنادينا اليه اليوم في هذه القاعة، نحن ممثلي القوى الوطنية المدنية العراقية، الا جزءا مكملا لهذا الحراك المشرف، والذي لن يكتب له في النهاية سوى الظفر.
اكرر التحية والامتنان لحضراتكم جميعا
ولنتوّج لقاءنا التشاوري هذا ومداولاته وحوارته، بالنجاح والفلاح.

ـــــــــــــــــــــــــــ
* القاها عضو اللجنة التحضيرية الرفيق
مفيد الجزائري في مفتتح اللقاء يوم امس في بغداد