
الفجرُ الذي بلل ستارة َالنافذةِ، دعوتهُ ليشاركني كوب شايّ
ورغيف الحنطة وجبن العرب. الضوءُ في هدأةِ المكتبةِ
تبثهُ مصابيحُ البمبر. هواءُ البصرةِ الرطب، يلّمعُ القلوبَ
ويفركُ صدأً الأيادي، قبيل مأذنة الظهر، أقصدُ ذلك الخان الذي حدثني عنهُ أبي قبل نصف قرن ونيّف كنت ُ نزيلاً فيه البارحة... تركتُ حذائي في البيت، خشيةً مِن وشايته ِ، قصدتُ الخان حافيا، حمايتي غصنٌ مِن النارنج، مِن حديقة بيتنا، صادفتني قدمٌ تلهثُ راكضة ً وتتلفت مِن نباح كثير.
لم أركضُ
لم أتوقف
واصلتُ الطريق إلى الخان الذي زارني في حلم البارحة
وما زلت ُ...







