أنهى المخرج مانو خليل عمليات تصوير فيلمه الروائي "لحظات" الذي تم تصويره في سويسرا. الفيلم من إنتاج شركة فرام فيلم للسينما والتلفزيون ويضم مجموعة واسعة من الممثلين العالميين والسويسريين والكرد والعرب، من بينهم الفنانة السويسرية وأيقونة المسرح والسينما هايدي ماريا كلوزنر، والفنانة سابينا تيموتيو، والفنانون الكرد والعرب السوريون مثل شيروان حاجي وجلال الطويل، والفنان الكردي سماعيل زاغروس وسالار سالم، إلى جانب العشرات من المواهب الأخرى.

يُعد الفيلم خاتمة ثلاثية بدأها المخرج مانو خليل في أعماله السابقة؛ حيث تناول الفيلم الأول "السنونوه" مرحلة الشباب من خلال بحث الأبناء عن جذورهم عند الكبر، بينما تناول الفيلم الثاني "جيران" مرحلة الطفولة من خلال عيون طفل كردي عاش حياته تحت حكم الفاشية البعثية السورية. ويختتم الآن الثلاثية بفيلم "لحظات"، الذي يقدم ثلاث قصص متداخلة تتناول مرحلة البلوغ الإنساني، وقضايا الانتماء، والأخلاق، والحكمة، والعاطفة في الوجود.

مستوحى من أحداث حقيقية، يقدم فيلم «لحظات» دراما اجتماعية حول الجراح السوري وحيد (جلال الطويل) الذي يضطر في عهد النظام البائد للجوء الى سويسرا لانه كان يعالج الجرحى بالسر، تاركا خلفه زوجته واطفلتيه و يعيش كلاجئ في سويسرا، ورحلة البحث عنهم الى يوم سقوط وهرب الطاغية البعثي السوري، القصة تتداخل مع قصة موظفة اللجوء مونيكا (سابينا تيموتيو) التي تعيش تفاصيل قصص اللاجئين حتى تصل إلى حدود قدراتها العاطفية، والقصه الاخيره هي قصة صاحب مطعم للوجبات السريعة سمو (سماعيل زاغروس) الذي يجد نفسه متورطًا في أعمال لم يكن يتوقعها بسبب جاره الجشع ليكتمل الفيلم كقصه واحده عن الضياع، ويحاول ان يجيب على اسئله ثلاث في  فلسفة وجود البشر حسب ارسطو وهي الاخلاق، العاطفة والعقل.

فيلم «لحظات» يروي قصة مليئة بالمشاعر، ومع ذلك تتميز بالفكاهة الرقيقة، ويُظهر كيف أن اللقاءات غير المتوقعة تمنح الشخصيات لحظات من الشجاعة والانفتاح، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة في حياتهم.

تم تصوير الفيلم في مدينة بيرن السويسرية، وهو متعدد اللغات: الألمانية، الكردية، العربية، الفرنسية، والتركية. وسيكون جاهزاً للمهرجانات وصالات العرض السينمائي بعد الانتهاء من عمليات ما بعد الإنتاج.

مانو خليل هو مخرج كردي درس السينما في تشيكوسلوفاكيا السابقة، عمل لفتره في التلفزيون التشيكوسلوفاكي وعند عودته الى سوريا، صوّر فيلمًا عن ممارسات البعث في منطقة الجزيرة الكردية في سوريا والتربية الفاشية التي كان يلقنها نظام البعث للأطفال في المدارس عام 1992 بعنوان "حيث ينام الله". بعد ذلك  اضطر للهجره  إلى سويسرا حيث يعيش حاليًا كمخرج ومنتج لأفلام روائية ووثائقية للسينما والتلفزيون. من أبرز أفلامه الحائزة على جوائز عالمية: "جنان عدن"، "طعم العسل (النحال)" :السنونوه" ، وفيلمه الأخير "جيران" الذي حصل على أكثر من 70 جائزة عالمية وعُرض في أكثر من 250 مهرجانًا سينمائيًا، ووزع عالميًا في أكثر من 30 دولة.

ويُعد فيلم "جيران" أول فيلم صور في حقبة حكم البعث والاسد وهو يتحدث باللغة الكردية ويشارك فيه ممثلون كرد إلى جانب ممثلين عرب مثل جلال الطويل، جهاد عبدو ، مازن الناطور ، ونسيمة الضاهر، وغيرهم.
وفيلم مانو خليل الجديد لحظات هو مثال وعلامة بارزة على كيفية تعامل مخرج كردي من أصول سورية مع موضوع عربي، بخلاف من يعمل في الحقل السينمائي السوري من السينمائيين العرب الذين لم يتناولوا  ابدا اي قضية  كردية في أعمالهم السابقة. يوضح هذا الفيلم قدرة المخرج مانو خليل على ربط الجسر بين الثقافات وإلقاء الضوء على قصص  بشكل إنساني تتجاوز الانتماءات العرقية او الطائفية التي زرعها النظام السابق وبرزت ثمارها اليوم مع الاسف في المجتمع السوري.