
مساء الورد والياسمين، مساء البصرة التي تفتحُ قلبها لحوار الروحِ..في أمسيةٍ شعريةٍ نسافرُ فيها عبر جملٍ لا تعرف الحدود.
إلهي...
هو ذَا عني يحتجبُ..
يستَترُ ويغيبُ...
فَكيفَ... وأَنتَ المُضمرُ في يقيني ونفسي وقَلبي
والأَشدُّ وضُوحاً من اليقينِ
وحُضُوراً من الحُضُورِ
والأَشدّ استتاراً واحتجاباً... من السِّرِّ...
من عمق التجربة الصوفية التي تبحث عن الوضوح في الإخفاء، تُشرقُ علينا شاعرة سوريا الأستاذة ليندا إبراهيم، التي تهمسُ للحقيقة بسطور من نور
أهلاً بضياء الشامِ في مقامِ البصرة، الذي يترفق بحضرة الرسولة بشعرها الشذي حتى القوارير.
ومن غُربةِ الروح ووحدة الطريق، صوت الشاعر العراقي الأستاذ عذاب الركابي:
وهذَا قَلمي المُمَغنط في قَلقي الكونيِّ،
يَجوبُ العواصمَ مَزهُوَّاً بفَوضى الأَصابعِ،
ومواكبِ فُسفُورِ الحروف!!
****
آه .. لو عندي أَقدامُ المطَر!!
آهِ .. لو بدلتُ أَحشائِيَ بأَحشاءِ الشجر،
ما فَاجأَني البردُ،
ولا جفف الضحكةَ في قَلبي القَدر!!
صوت يحمل في هجرته قلق الكون وفوضى الحبرِ، فيسأل القصيدة عن خلاص لا يمنحهُ سوى المطر واشراقة الازهار.
وإذ يكتمل العقد هذا المساء، فإن هذا الحضور يتشكل على يد شاعرة عراقية جنوبية مغتربة ايضا، لكنها لم تترك للغربة أن تخمد جذوة الثورة في دمِ الكلمات. الشاعرة الأستاذة دلال جويد
في حياتي الماضية
كنت أُمَّاً أُعلّمُ أَبنائيَ
كلام الثورات
وأَنقصُ بمقْدارِ عُمرٍ
كُلما غَيَّبَ السجنُ ثَائراً منهُم
وأُنجبُ أَخاهُ كي لا تخلوَ السجونُ!!
بهذه القامات، يكتملُ مشهد الشعر، حيث تتجاور روح اليقين مع قلق المغترب وإصرار الثائرة.
*****
ورقتي: مفتاح الأمسية الشعرية التي اقامتها مؤسسة أقلام الريادة الثقافية ودار الأدب البصري بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتّاب في البصرة، يوم الأربعاء / 22/ تشرين الأول/ 2025
ضيوف الأمسية:
* الشاعرة السورية ليندا ابراهيم
* الشاعر العراقي المغترب عذاب الركابي
* الشاعرة العراقية المغتربة دلال جويد- مديرة الجلسة.
المشاركات:
1- الأديب زكي الديراوي، مدير دار الأدب البصري
2- الشاعرة عقيلة العمراني
3- الشاعرة مروة محمد
4- القاصة سرى الحداد
5- الأديبة نوال جويد
6- الشاعر علي الامارة
7- الدكتور محمد جواد
8- الناقد مقداد مسعود.
وفي ختامِ هذه الأمسية الزاهرة، التي احتضنتها بصرة الخير، كان للوفاء والتقدير حضور لا يقل جمالا عن القصيدة
ساهمت مؤسسة النهضة الثقافية بنصيب وافر من الاحتفاء، مقدِّمة شهاداتٍ تقديريةً للمحتفى بهم ولصاحبة الدفة ومديرة الجلسة..
وفي الكرمٍ الثقافي المعهود، قدم دار الأدب البصريِّ هدايا تذكارية للمحتفى بهم، كما خص رئيسة مؤسسة أقلام الريادة الثقافية بهدية تقديرا لجهودها..
واللافت للنظرِ في امسية الأربعاء، كان هذا الحضور البهيُّ الذي جسَّدَ الوحدة الثقافية في البصرة، بمشاركة الأدباء والأديبات والمثقفين، إلى جانب كوكبة من المؤسسات التي تُضيء المشهد:
1. مؤسسة النهضة الثقافية.
2. ملتقى جيكور الثقافيِّ.
3. رابطة مصطفى جمال الدين.
كما تألقت الأمسية بوهجِ العدسة، حيث كان للكاميرات الإعلامية حضور جميل وحيوي، شكل جسرا لنقل جمال الحرف إلى العالمِ، بفضل جهود المصورين الإعلاميين: خالد خزعل، بهاء البدران، علي علي النوري، ومنير العيداني.
بهذه الروح المُحبَّة للأدب والثقافة ، وبهذا التعاون الجميل، تألقت أمسيتنا بأنوارِ النجاحِ والتميزِ، مؤكدة أن بصرة الثقافة تظل دائماً منارةً لا ينطفئُ ضياؤها.
...... وعذراً جميلاً إذا نسيتُ اسماً ما.