(*)
أعرفُك َ، قبل أن أعرفكَ، وجدتُ ريحك من دون قميص ٍ، وأعرفُ
أن عينك تعرفُ أين تنظر، ومن لم ينظر، لم يبصر وكيف تصلُ إلى ما تريدهُ يدُك التي لا يراها سواك. وأعرفُ إنك أحيانا تكون أضعف من ضفدع في فم ثعبان.
لكنك لا تعرف شيئا عن الذين ماتوا مكظومين، ثم سمقت رايتهم والسبب ُ إنك كائن بين حرفين توأمين، حاء الوحدة ِ التي تشققت منها حاء الحنين، ولم تسأل مع السائلين :مَن ذا وحيدٌ وسط كل المدن؟
السائلون يتذوقون الإشارة، فتورق في عقولهم كلمات ٍ بطراوة فاكهة ٍ دانيةٍ.
(*)
... وأنا في رحمِها، كانت توصيني وتعيد الوصية، كلما تدلت النجوم في سطح بيتنا صيفا: لقن قدمك حين يشتدُ أزرك لتقودك باحثاً عن رحيق الفاكهة في الأشجار، لا تتبرم.. لا تقل يا لها مِن مهنة ٍ شاقةٍ
أن المعجزاتِ ممكنة ٌ وحان قطافها، نكاية بمصانع الذكاء.
(*)
لا أطالبُك َ بفهم الرموز، أوصيك بالحفاظ عليها. الطاغوت يرتجف أمام من يعرف ُ ومن يحلمُ ومن يتمنى، هؤلاء وأولئك: جعلوا حياتنا ذرة َ غبار في جفن ٍ ملتهبٍ. خذ حذرِك من ذاك الذي لا يقرأ إلاّ ما يعرف.
(*)
نظرتي أعمقُ من مياه الآبار، فلا تراوغني كملمس الحرير، أنا مندفع ٌ متسارعٌ مثل اندفاع أمطار العواصف، كن في منأى من أثنية مَن فيه: خبث غلمان الجواري ولديه نقاء إزار الصوف، لا عليك
ستقول يوماً: لك َ الحمد هذا راح وذاك رحل.