الصراع بين اليهود والفلسطينيين منذ القدم مرة يأتي بأساطير ومرة يأتي بحقائق حتى جاء الإسلام وإستمر العداء بين الطرفين حتى يومنا هذا بل إزداد شراسة وأصبح يعتمد على الميتافيزقيا والتنبؤات. اليهود ينتظرون المشياخ (المخلّص) على طريقة شمشون الجبار لينتصر لهم على أعدائهم في معركة آخر الزمان وأيضا المسلمون ينتظرون (المهدي المنتظر) لكي ينتصر لهم على أعدائهم. وهذا ماينقله لنا فلم الرومانسية والدراما والتأريخ الضارب في الأزمان والتنبؤات التلمودية التي تحدثت عن ميلاد ملك قوي وعادل كما الملك ( داوود) الذي يقضي على الفلسطينيين ويبني مملكة اليهود .
الرومانسية حلّت وأخذت شوطا كبيرا في أفلام الخمسينيات والستينيات وأما اليوم نراها في قليل من الأفلام لأن الأكشن والدراما هما الأكثر إنتشارا في أغلب أفلام هذا الزمن. ومن أفلام الخمسينيات الرومانسية هو فيلم (ديفيد وباتشي باه) إنتاج 1951 ومن تمثيل المحبوب أيام زمان مضى (كريغوري بيك) بدور الملك داوود والفاتنة (سوزان هيوارد) بدور (باتشيباه) وهي حبيبة الملك داوود ثم زانيته ثم زوجته لاحقا..الفلم يتحدث عن الملك العادل داوود أو(ديفيد) بالعبرانية لدى اليهود تبعا لماورد في التوراة أما لدينا في القران الكريم فهو النبي (داوود) وليس الملك كما يدعي اليهود. الفلم ينقل لنا الصراع الدائر بين اليهود والفلسطينيين منذ كان داوود طفلاً وكيف قتل العملاق الفلسطيني (جالوت) وسنشير لذلك لاحقا. وهنا أود أن أشير إلى أنّ النبي داوود وابنه سليمان تشير الأركيولوجيا لعدم وجودهما وليس لهما أي أثر في التأريخ فمن أين جاءوا وكيف حكموا من مصر حتى الفرات ؟؟ وهذا ما تحلم به إسرائيل اليوم وفقا للتنبؤات التلمودية.
في هذا الفيلم نرى الكاهن في تلك الأزمنة هو الحاكم في كل شيء وحتى الملك يأخذ أوامره من الكاهن في المشورة والوعظ الديني وفي أمور الدولة والسياسة. يبدأالفلم ونحن نرى جمهرة غفيرة من الناس وهم يرجمون امرأة بلا رحمة وبطريقة وحشية حتى الموت فيأتي الملك (داوود) أو النبي ويسأل الكاهن(ناياثان) ما الأمر فيقول: إنها نامت في أحضان رجل آخر وهي متزوجة وهاهي ترجم وفقا لقوانين النبي (موسى). وهنا لو تمعنا لرأينا ماهو التشابه في الأديان في هذا الفعل الشنيع حيث أن الإسلام أخذ من اليهود في رجم المرأة الزانية والمسيحية أيضا لها نفس القوانين في هذا المجال. وأثناء هذا الرجم تمر قافلة من جنود الرب وهي تحمل (تابوت العهد) أي بيت الرب وهو عبارة عن صندوق يشبه بيت الله في مكة الاّ أنه صغير الحجم وسوف ينقل إلى مكان ويبقى هناك في المبنى الضخم ليزوره الناس للتعبد كما الكعبة في مكة. وهذا الصندوق كل من يلمسه فلسوف يموت من غضب الرب إذا كان عاصيا غير مؤمنا. فجأة تهب الريح فتهاوى الصندوق (بيت الرب) وأراد أحد الجنود مسكه كي لا يقع لكنه خرّ ميتا في الحال وقال الكاهن: انظروا إلى من يمسك بيت الرب ماذا يحصل له لكن الملك داوود قال له لاحقا لربما هو مات طبيعيا وليس بفعل الرب. ومن هنا يتبين مامدى الشك لدى الملك ديفيد أو النبي داوود في أمرالكاهن. ثم يظهر الملك داوود يتحدث مع جنوده وكبار جيشه في أورشليم وبعد ان ينتهي يأتي كل من أبنائه الصغار يريدون قسما من الأملاك فأحدهم يطلب مُلك مزارع الكروم والثاني لم يعطه شيئا لأنه صغير فيغضب وبعد ذلك يهديه خنجراً ويقول له هذا أثمن من مزارع الكروم لما فيه من تأريخ زاخر لكنه يظل غاضبا ولسوف يظهر غضبه لاحقا في بعض المشاهد. يذهب النبي داوود إلى شرفة قصره ويمشي بها جيئة وذهابا ويرى امرأة جميلة للغاية في أحد البيوت من بعيد وهي تستحم عارية تماما ثم تغطى من قبل خادماتها بالروب ديشامبر ويظل الملك مندهشا من جمالها ويذهب إلى حارسه الشخصي فيقول له من يسكن في ذلك البيت قبالة القصر فيقول له إنها زوجة أحد قادة جيشك واسمه (يورايا) لكنها وحيدة وقد تركها وحدها لأن معظم وقته في المعارك وهذه المرأة هي (باتشيباه) الطاغية في الحسن والجمال. فيرسل الملك داوود حارسه الشخصي لإحضارها فتأتي للقصر ويتحدث معها بشغف وحب ويقول لها: أخبريني عن زوجك ولماذا أنت وحيدة فتخبره من أنها متزوجة منذ ستة أشهر ولم يمسسها زوجها فقال لها غريب هذا الأمر وأنت بهذا السحر من الجمال فتقول له: زوّجني أبي دون إرادة مني. وتستمر لقاءاتهم حتى يصارحها بحبه لها وأنه يريدها زوجة له فتقول له كيف وأنا متزوجة واذا استمر الأمر سوف يُكشف أمرنا وسوف يرجموني وفقا لقوانين موسى . ثم تقول له: هل نستطيع أن نغير قوانين موسى التي تحكمنا منذ 500 عام. يستمر الملك داوود (النبي) بالزنا مع باتشيباه ويظهرون وهم نائمون فوق العشب وفوق ملاءة بسيطة بمشهد رومانسي جميل فسوزان هيوارد(باتشيباه) لها من القوام الجسدي المثير للغاية. يعانقون بعضهم وسط أحاديث الحب في البراح ووسط مروج رعي الأغنام فتقول له حدثني عن طفولتك وكيف قتلت العملاق الفلسطيني (جالوت) وأنت صغير وكيف كنت راعيا للغنم مع أبيك الراعي وهنا التشابه لدى الأنبياء فالنبي محمد أيضا كان راعيا للغنم. يظهرون وهم يلعبون مع صغارالغنم وبمشاهد تنقل لنا ما مدى العيش في تلك الأزمنة البسيطة والطبيعة والمروج والبساتين التي تحتوي كل هذا الحب بينهم. يستمرون في الزنا حتى تحبل منه وهنا يبدأ الخوف فهي متزوجة من (يورايا) وهذا لم يطئها أبدا. وهم على هذا الحال والحب تكتشفه زوجته الأولى (مايكال) فالملك داوود متزوج من العديد من النساء ففي ذلك الوقت يحق لهم مثنى وثلاث ورباع وأكثر من ذلك مثلما يحصل لدى المسلمين. لكن الملك داوود أصبح مغرما بباتشيباه وترك كل زوجاته مما أثار حفيظة (مايكال) وهي أم أولاده فتأتي اليه بغيرة حاقدة وتخبره وتعيّره وتقول له (يا ابن راعي الغنم) وهنا التشابه أيضا كيف كانت قريش تعيّر النبي محمد (عرفناه راعيا للغنم) فمن أين أتته كل هذه المعرفة. (مايكال) زوجة داوود تخبره من انها تعرف عن حبه لعشيقته (باتشيباه) ولسوف تخبر الكاهن (ناياثان) وتحرضه على رجمها حتى الموت وفقا لقوانين موسى.
يفكر الملك داوود بطريقة تنقذ باتشيباه من الرجم فهو قد أحبها حبا عظيما قل نظيره ويبدو في الفيلم من أنه يحترم المرأة بشكل كبير ويعتبرها ذات مشاعر وطيبة وحنان وليس لحما فقط، بل أنها المشعل الروحي الحقيقي للرجل وهي مثله ولاتختلف عنه في الاحاسيس والرغبة والعاطفة الجياشة. يستمران في ممارسة الجنس حتى تحبل منه وهنا يبدأ الخوف الحقيقي من الرجم ولذلك راح يفكر كيف يأتي بزوجها (يورايا) إلى أورشليم ويخبره بطريقة أخرى من أنه يتوجب عليه النوم مع زوجته (باتشيباه) ثم يدعي أن الحبل من زوجها وليس منه. وبالفعل يأتي يورايا ويقابل الملك (داوود) بكل حفاوة واحترام ويخبره داوود كما قلنا أعلاه من أنه يتوجب عليه أن يمنح زوجته (باتشيباه) الحب والحنان قبل أن تذهب لرجل آخر وتفعل الزنا. الملك داوود حاول إقناعه من أنه يتوجب عليه ليومين أو ثلاثة أن ينام مع زوجته بدلا من المبيت في قصرالملك ويوافق يورايا لكنه لم يفعل ذلك حيث نام في جناح الضباط، فغضب النبي داوود من يورايا ويقول له لماذا لم تطع أوامري ولم تنم مع زوجتك فيقول يورايا: مولاي أنا نذرت نفسي للملك والوطن وهذه هي الأهمية الكبرى لديّ فيهمس الملك مع نفسه ويقول (غبي أحمق) لأنها الفرصة الوحيدة لإنقاذ باتشيباه من الزنا والرجم. ثم بعد ذلك يفكر بطريقة أخرى كي يتخلّص من (يورايا) فيقوم بإرساله إلى عمق المعارك لكي يموت ويتخلص منه ويستطيع الزواج بزانيته وحبيبته (باتشيباه). وبالفعل تشتد المعارك ويموت يورايا ويعلن زواجه منها وتنجب الطفل وهنا التشابه في القصص الدينية مع خالد إبن الوليد الذي قتل الصحابي (مالك بن نويرة) وتزوج زوجته في نفس اليوم وكلها أفعال شنيعة لا يمكن أن يتصورها المرء.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع في الجزء الثانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
هاتف بشبوش / شاعر وناقد عراقي