ثمة منافسة ترويجية مفتوحة بين أشهر الكتب والنتاجات الأدبية والعلمية وخصوصاً المؤلفة ضمن الفترة 2008 –و2017 بدرجة تفضيلية والتي تبنت الفكرة منظمة القراءة بلا حدود الأمريكية ، بوضعها أسس المنافسة في اختيار منجز العام بوضع الجائزة الأدبية الثقافية الرفيعة " جائزة بوليستر 8960 : - أكثر الكتب مبيعاً وانتشارا عالميا واسعا ، يكون المنجز حداثيا ببوح حكاواتي يتناغم العصرنة الرقمية ، يتميز الأنجاز بكاريزمية واسعة لدى القراء بثيمات واضحة للأنسنة ، وأن يحصل المنجز في حيثيات فصوله تفعيل التواصل الأجتماعي وتلاقح الحضارات ومستقبل التعليم وحدود اللغة والثقافة والزمن ، وأن يبدو الكتاب ظاهرة علمية شرفية عبر التأريخ الأمريكي .
تقدمت عشرة كتب ومنجز حداثوي بعد مرورها على لجنة التحكيم المؤلفة من 250 أكاديمي وخبير متخصص منهمكين في البحث الجاد والتقصي والتقييم بحيادية علمية تامة:
-من النصوص الدينية كالأنجيلا والقرآن الكريم ثُم إلى الكلاسيكيات الأدبية الخالدة ككتاب " دون كيشوت " لهاري بوتر، وكتاب الأحمر الصغير لماوسي تونك قُدرتْ مبيعاته ل 900 مليون نسخة، ولقد (حيدتْ) من فبل اللجنة التحكيمية لكونه كتابا أيديولوجيا سياسيا وليس أدبياً.
- كتاب دون كيشوت لميغيل سرفاتس نُشر عام 1605 بيع منه ما يقارب 500 مليون نسخة وهو يحكي قصة رجل مسن مستوحي من حكايات الفروسية عبر سلسلة من المغامرات الطائشة وهو أكثر الكتب تأثيرا وأنجذابا بالتزامن مع الدعابة والفكاهة وتجمع بين الواقع والخيال الفنتازي السحري.
- قصة مدينتين لشارلز ديكنز والتي كُتبتْ عام 1805 بيعت منها 200 مليون نسخة وتدور أحداثها في فترة الثورة الفرنسية تتناول الرواية قيمة التضحية والسعي الجاد لتحقيق العدالة.
- رواية " ثُم لم يبقى "لأجاثا كريستي عام 1939 تُعد من أكثر الروايات غموضا بيعت منها 100 مليون نسخة
- رواية " قتل الطائر الحاكي " للكاتبة هاربر لي نُشرت عام 1960.
وقد فازت الروايات التالية بجائزة” بول يستر8960” لأفضل كتاب في أمريكا وأكثر كتاب محبوب ومطلوب لدى المتلقي القارئ في أكتوبر 2018 لطالما أصبحت الكتب وسيلة فعالة للتواصل والترفيه والتعليم وقد تجاوزت الكتب الفائزة حدود اللغة والثقافة والزمن لتصبح ظواهر علمية قيمية في سفر الأمة وتراثها الثقافي والعلمي:
-كتاب مباريات الجوع - لسوزان كولينز
- قتل الطائر الحاكي- لهاربر لي
- ساعة العاصفة ل - س. ج بوكس
- تأريخ موجز للزمن - لستيفن هوكينج
وقد فازت سوزان كولينز بجائزة بوليستر للأدب وفازت الرواية بالعديد من الجوائزبما في ذلك وسام قاريْ كاليفورنيا للناشئين ومنحتها مجلة ببليشرز ويكلي جائزة أفضل كتب للعام 2008 وترجمت إلى 51 لغة حول العالم، الكتاب عبارة عن رواية (ديستوبية) للكاتبة الأمريكية سوزا ن كولينز 2008 – 2018.
الكتاب صدر عام 2008 بطلتها (كاتنيس بيفردين) وهي فتاة في السادسة عشر من العمر تعيشُ في عصر نهاية العالم في المقاطعة الثانية عشر في دولة (بانيم) في أمريكا الشمالية وهي خاضعة لسلطة مركزية تسمى (الكابيتول) وهي حاضرة متقدمة تقنياً استطاعت أن تبسط سيطرتها العسكرية والسياسية على عموم مقاطعة باني.
أما (مباريات الجوع) فهي مهرجان سنوي يختار فيه بنظام القرعة فتى وفتاة تترا وح أعمارهم 12-18 سنة من كل مقاطعة من المقاطعات الاثنتي عشر المحيطة بالكابيتول أي 24 شاب وشابة يتقاتلون حتى الموت ضمن برنامج واقع تلفيزيوني وهناك فائز واحد فقط هو من يستطيع البقاء على قيد الحياة، تلقت الرواية إشادة من أبرز النقاد والمؤلفين، كما أشيد بحبكة الرواية وشخصياتها الحاذقة والمتميزة بالثقة العالية بالنفس.
اعتمدت كولينز في كتابة مباريات الجوع على مضامين ( الميثولوجيا الإغريقية ) والمصارعة الرومانية الحرة والواقع التلفيزيوني المرئي ، كشفت كولينز إنها استلهمت فكرة الرواية ( مباريات الجوع ) حين كانت تقلب بين قنوات التلفيزيون شاهدت إحدى القنوات أشخاصاً يتنافسون ضمن تلفيزيون الواقع ثُم شاهدت قناة أخرى تعرض تغطية (لغزو العراق ) في 1991 أثناء اجتياح العراق للكويت الذي أضطر إلى الانسحاب تحت تأثير ضربات ساحقة وعنيفة من القوة الضاربة للترسانة الأمريكية وحلفائها الأوربيين وبعض الخلايجة لسحق ا لجيش العراقي وهو في حالة انسحاب والذي يحرمهُ القانون الدولي ، في مذبحة ( حفر الباطن ) دفن 60 ألف جندي عراقي وهم أحياء ( كتاب الحرب القذرة النظيفة ) لكريستين ديلان .
أضافة إلى أن كاتبة الرواية شاهدتْ جينوسايد أخر للاجتياح العراق في 2003 بحجة وجود أسلحة دمار شامل في خسائر مرعبة في القتل العشوائي الغاشم للمحتل الأمريكي ، هذه المشاهد المتتالية بين القنوات كانت الحجر الأساسي في نشوء فكرة الأمة الوحشية ل( بانيم ) اضافة إلى سعة معلوماتها التاريخية لأحداث أسطورة ( تيسيوت ) في الميثولوجيا الإغريقية في استباحة (أثينا ) وتضيف كولينز مشاهدة قنوات الواقع في اجترار دموية المصارعة الرومانية الحرة بحضور الملك وزوجته لإعطاء الأمر بقتل المهزوم الخاسر أو الإعفاء عنه وكان الأمر بالقتل سبق الأرصاد والترصد هو الغالب عادة .
وهكذا بدأت خيوط الرواية تتضح لدي مؤلفة الرواية ( كولينز ) في مشاهد الرعب والإبادة البشرية للشعوب المبتلات بالنظم الشمولية المتوحشة وبدت تستعيدها تاريخيا ًكأسطورة ( تيسوس ) المثيولوجية الإغريقية في استباحة أثينا ومشاهدة تغطية غزو العراق في 2003، وتأثرت كذلك بمشاهدات المصارعة الرومانية الحرة بنسختها العريقة في القدم خلال القرن الثالث ق.م. في نسختها الأسطورية الدموية في الحرب ( البونية ) بين روما وقرطاج في استعراض حي بحضور جلالة الإمبراطور وزوجتهِ في مشاهدة لوحة تراجيدية متوحشة في اقتتال غير متكافئ بين أبرز أبطال روما ضد أسير أو عبد مخذول من جبهة العدو.
ملخص نقد الرواية
إنها نسخة فاشية وإدانة قوية لبرامج التلفزيون النفعي التجاري للنظام الرأسمالي وأذرعهِ من دول الغرب وهي تعيش فترة هبوط وتدني الحضارة بأبعادها الأخلاقية والقيمية ب (تسليع) الأنسان الذي هو أثمن رأس مال، بفرض قوانين تعسفية قاهرة غير مبررة إطلاقاً، وفرض نظام طبقي ظالم حيث طبقة النبلاء والأثرياء والرياضيون الموسومة بمزايا تمييزية تختلف عن الأخرى، {ولكي تحافظ على بقائك حياً أن تكون وهمياً}.
ولمستُ في نهاية الرواية هناك ثمة بعض ( ثيمات ) إيجابية في الأنسنة كالإيثار بالنفس برزت في أحدى المشاهد (اليوتوبية) مشهد تطوع ( كاتنيس ) بطلة الرواية بدلا عن أختها الصغرى ( بريم ) وهي الفكرة المستوحاة من عقيدة الخلاص التي تنص على إن (اليسوع ) قدم نفسهُ ( كفارة ) بديلة للتكفير عن ذنوب الأخرين ، أضافة لثيمة أخرى ظهور ( الأمل ) في إصلاح المجتمع من الفساد بمحاولة فردية للمعلم التربوي ( بريموز ) في محاولة إصلاح شقيقة كاتنيس بطلة الرواية ، وثمة التفاتة إنسانية من مؤلفة الرواية حين استعملت ثيمة ( الخبز ) بتكليف كاتنيس بإيصال الخبز لعائلة الفتاة المغدورة في المعارك الشيطانية لحكومة بانيم المتنمرة ، و إظهار الخبز يعني حب وعشق الحياة وإنقاذ البشرية من غائلة الجوع ......
كاتب وناقد أدب عراقي مغترب
في حزيران 2025
ستوكهولم