بمناسبة يوم المسرح العالمي استضاف منتدى بيتنا الثقافي في الأندلس الدكتور حكمت داود والأستاذ سالم الزيدي في جلسة حوارية عنوانها ((في يوم المسرح العالمي إحياء ذاكرة المسرح العراقي ومواجهة التحديات)) وذلك يوم السبت 29 إذار أدارها نقيب الفنانين السابق صباح المندلاوي الذي رحب بالحاضرين وبالضيفين.
أستهل المندلاوي حديثه بالكلمات التالية (صباح الجمال صباح الإبداع)،مستذكرا يوم المسرح العالمي 27 آذار حيث أحتفل العالم بهذه المناسبة بأشكال مختلفة، حيث تقدم العروض المسرحية وتفتح الصالات مجانا للجمهور، وهذا التقليد أتبع منذ سنوات سنوات 1961 و1962 وتقدم كلمة من قبل أحد الفنانين الكبار، بدأ الأحتفال بيوم المسرح في العراق لأول مرة في 1968 ويتم في هذه المناسبة اختيار أفضل عمل مسرحي وأفضل نص وأفضل ممثل وأفضل اخراج، كما تقدم تهنئة للفنانين المسرحيين، وطالب المندلاوي من الضيفين بطرح مقترحات للنهوض بالواقع المسرحي الحالي في العراق، ولابد من الخروج بحلول من أجل تغيير هذا الواقع.
تحدث الأستاذ سالم الزيدي موجها كلامه للحضور واصفا إياهم بصناع الجمال الذين يسعون من أجل الخير والحياة الجميلة التي تضمن فيها الحرية والأمل، وتحدث عن واقع مسرحنا اليوم حيث وصفه بالمؤلم، رغم ان المسرح بدأ العمل في العراق مع الفقراء وتأسست عدة فرق مسرحية قبل وبعد ثورة 14 تموز 1958، ففي العهد العثماني تشكلت عدة فرق وكان أكثر العاملين هم من اليسار العراقي منها فرقة الفن الحديث، وتحدث بالتفصيل عن النشاط المسرحي في تلك الفترة وكيف تفاعل الجمهور مع المسرح، وتسائل أين مسرحنا العراقي اليوم، وأين مسرح العائلة ...؟ وتحدث عن تأسيس أول فرقة مسرحية رسمية في العراق، ودعا الى ضرورة عقد مؤتمر وطني لبحث شؤون المسرح وتطويره، ولابد من تشكيل لجنة تحضيرية لهذا المؤتمر، وضرورة تفعيل دور الفرق المسرحية ودعمها.
أما الدكتور حكمت داود فقد أشار الى أوائل الفرق المسرحية التي دخلت العراق على أيدي الآباء الدومنيكان في الموصل، وكانت تحكي قصص دينية وتبشيرية وغيرها، ثم تحدث بالتفصيل عن تطور المسرح في العراق وأشار الى ان معظم المسرحيين هم من اليسار، وكيف وصل المسرح في العراق الى ذروته خلال فترة ذهبية قبل هيمنة الحزب الواحد على كل مقدرات العراق، أما اليوم فالحال أكثر بؤسا، وطرح واقعا ان المسرح الحالي لا ينتمي للسابق، رغم ان هناك مظاهر مسرحية، وتحدث عن علاقة المسرح بالوطن والشعب وعن دور اليساريين فهؤلاء دعموا المسرح وعمت الأعمال الواقعية ونشط التيار الواقعي الذي كان وطني حقيقي، كما أشار الى بدايات الأعمال الواقعية البسيطة المباشرة وتطورها إلى الواقعية الاشتراكية لأن الرواد كانوا من المتأثرين في أفكار الحزب الشيوعي العراقي، حيث نشطوا في تقديم المسرح في المعامل والمقاهي وللفلاحين وللطلبة، فكان عمل المسرح ظاهرة عبارة عن تيار وطني عراقي أصيل حتى في السجون كانت تعرض أعمال مسرحية، لذلك تعرض المسرح إلى استهداف كامل من قبل النظام الدكتاتوري، حيث أجبر العشرات من المسرحيين الى الهجرة خارج العراق وتوزعوا في المنافي وسماها بوابة مجزرة 1979، وفي الخارج رغم تقديم العديد من الأعمال لكنها بقيت محدودة ولم نتخلص من ضغوط النظام الدكتاتوري ومحاربته من خلال عملائه في الخارج.
جرى حديث وحوار مفاده من أجل النهوض بالمسرح ندعو الى دعم الفرق المسرحية وتنشيط العمل المسرحي بما فيها الطلابي، والدعوة الى مؤتمر تقوده لجنة تحضيرية من قبل أِشخاص معروفين بحرصهم على مستقبل المسرح العراقي، وليكون المؤتمر بعيدا عن الشكليات والتمظهر بل يضع المسرح على جادة الصواب.
وفتح باب المداخلات والأسئلة حيث أدلى العديد من المختصين بآرائهم، منهم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
في نهاية اللقاء تم تقديم الشهادات التقديرية من قبل الرفيق رائد فهمي الى الضيفين الدكتور حكمت داود والأستاذ سالم الزيدي والى صباح المندلاوي.