يتسم شعر هاتف جنابي بنكهة متميزة لا تجدها عند غيره من الشعراء، فهو لا يتقمص الغرائبية من أجل إدهاش المتلقي، ولا يلجأ الى البلاغة الكلاسيكية ليستولي على اعجاب القارئ لشعره المنشور سواء في المواقع الالكترونية او في المجلات، ولا يغرق في الغريب من الالفاظ الرنانة كي يجعل افكاره مترفعة على السائد من حديث الناس، لا يعبأ هاتف باحتكار
المساحة المتاحة أمام الشاعر بل ينطلق من نقطة ما ليرسم فكرة عميقة تؤسس لقصيدته يضيء بها المسار الذي يقودك الى برعم البؤرة التي تتفتح امامك على حين غرة. افحص قصيدته اقراط المنشورة في ديوانه (ضيف) ستجدها مثالا وافيا لما لمسناه فيها، ومثلها الكثير من قصائده المتميزة بتلك الخصائص التي حددنا جانبا منها في هذه اللمسة وإن شئت الاحاطة بشعره لا بد من الاحالة الى دراسات كثيرة اخرى منها الدراسة القيمة للدكتور عدنان عباس الصادرة في كتاب عن جامعة بوزنان.
أقراط
هاتف جنابي
اليوم صباحا، هبطت بعض الغيوم
لا يمكنها أن تمر دون هسيس أو جعجعة،
تنحب أحيانا، وأخرى تراها جذلة
ثمة لونان حولنا،
يلوحان بصفرة واخضرار
الطبيعة لا تشتكي، لا تستلف
حتى صفرتُها في مرأى الافق الداكن،
عكس التيار تبتسمُ
اليومَ، أحكّ فروةَ الكلماتِ
أصنعُ أقراطا،
أعلق بعضها في أذنِ المطر.
يابلونا في 3 مايو/أيار 2017
..................................................
(ضيف)، المدى 2018