بكيت َ !!
لماذا بكيتَ؟
ماذا جرى
هل بعينيك هاتين
رأيتَ الذي لا يُرى ؟
أنا لا أقولُ الدموع
لا أحاولُ حلُما
لأعودَ منكسراً مثل غصنٍ يبيس
ها هم الطلقاء
بين المِنبرِ والضريح
تتبولُ خيولهُم
ويجرجون أبنَ المسيبِ من شيبة لحيته ِ
وهو يتلظى مما يرى
كعبةُ الله ِبالمنجنيق يصعقُها غلام ُ ثقيف
حماماتُ مكة َ تتساقط ُ مثقلة ً بالسهام
يا كربئيل
حطبٌ أم خيام؟
السماءُ صلعاءُ ومشوية ٌ بشمس ٍ حقود
لا قِربة َماءٍ تهبط ُ منها ولا مائدة
لا ظلالَ شجرٍ يحنو على الهاشميات
الرجالُ الميامينُ
لكي لا يستعملونه مركبة ً
عقروا جملَ الليل
صاروا سيوفاً تسيّجُ سيدَهم
قمرٌ بدوي يسطع شمسا
ويُخنّسُ كلَّ النجوم ِ
فجأة تصحَّر الكونُ في ذرةِ رملٍ سخينةٍ
لماذا الفراتُ لا يتحولُ ثوراً غضوبا
ويبقر الطلقاء
لماذا الفراتُ
لا يحفرُ نفقاً
ويجثو عندَ قدميّ السيدةِ المضيئةِ
لماذا الوجوهُ البغيضةُ تكررُّ خزيها
شاهرة ً في وجوهِنا سيوفَ الطلقاء
دائما
دائما
يا سيدي يا حسين؟!
* مساهمة في (الحسين شمسه لا تغيب) الأمسية التي اقامتها مؤسسة أقلام الريادة الثقافية بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون 20/ 8/ 2023