يا لها من مصادفة سعيدة!! في مثل هذا الشهر في28شباط 2021 نشرتُ مقالة ً لي عن مجموعتها القصصية (الملائكة تخطئ أحيانا) وأشدت بالقدرة السردية للدكتورة شيماء ثائر. وها أنا الآن اتحدث عن روايتها (الملف 10280) في 19/ 2/ 2023.

عنوان الرواية وكذلك حين قلبتُ الكتاب على قفاه أمعن نظري في الجملة الأخيرة (لأجدك حلما مسروقا قضى نحبه، وقبل أن يموت.. قتلني)

قلت لروحي هذه الرواية من روايات الجريمة. الرواية بسعة 77 صفحة من الحجم المتوسط.. صدرت عن دار السامر، مصمم الغلاف: التشكيلي البصري صالح جادر

 تضم تسعة فصول. لكل فصل عنوان فرعي، وكل عنوان بمثابة خلاصة للفصل الروائي

ما عدا الفصل الأول   حسب التقويم (28 آب 2021) والفصل الثاني مضاف للتاريخ ومضة: (4 أيلول2021) (حين تنكسر كبرياؤك الزائفة ستجرحك أولا)..

الفصل الاول: العنوان الأول يصنّف رقميا والرقم يحيل الى التاريخ وكل تاريخ يعيّن مكانا وزمانا وها هو العنوان (28 آب 2021) والسرد الذي يستظل بالعنوان يعلن يوم إطلاق سراح سجين

 مع الفصل الأول أكون في قلب الحدث (زنزانة تخثر الوقت)..

الفصل الثاني (حين تنكسر كبرياؤك الزائفة ستجرحك أولا) وتحت هذا العنوان التاريخ التالي (4أيلول 2021) يبدأ السارد يبث كلامه إلى شقيقته جمان. وفترة السجن كانت (ثلاثة أشهر.. / ص45)

لكن الزمان الروائي يمتد إلى مديات أعمق من الزمن الطبيعي من خلال تدفق الذكريات فيكون عنوان الفصل الثالث (لا معنى للكلمات، كل الكلمات حين لا تريد أن تسمع).

 (لا تتق للحب إلا حين تتوه عن ذاتك) هنا تتدفق ذكريات طفولته مع شقيقته جمانة.

(إذا كنت تقود كالبرق فحتما ستصدم كالرعد) في هذا الفصل يتناول السجين ما يعاينه السجناء ولكل منهم حكاياته.

 (نحن في حالة حب دائمة مع الشخص الذي لا يُمكننا الحصول عليه).. يتناول هذا الفصل العلاقة العاطفية بين بطل الرواية وحبيبته شمس ورغم رحيل عائلة الفتاة الى مدينة أخرى لكن لا تزال في قلبه وذاكرته.

 (أعنف الحزن ما كان صامتاً، ينتشر كبقعة حبر تسقط على ورقة، ويكبر ويتمدد دون أن يُسمع له صوت) يتناول هذا الفصل حفلات التعذيب التي يقيمها المحققون مع السجناء.

وتستمر الفصول كل عنوان يختزل فصلا ويمهد تفكيك شفرة الفصل للقارئ.

 حين انتهيتُ من قراءتي للرواية رأيت هذه الرواية المشوّقة تقترب من جنس اليوميات وهناك من تخاطبه هذه اليوميات. المرسل هو جمال والمرسل إليها هي جمان شقيقة جمال. وحتى لا اضجر كقارئة تنقلني المؤلفة من زنزانة جمال إلى الحياة اليومية في البصرة لجمال قبل الزنزانة.

 الرواية تتنقل مكانيا بين (حي طارق) وهي منطقة ما وراء المعقل.. وتوصلنا إلى (أبو الخصيب) وجامعة البصرة.

تهمة جمال قتله العمد لزوجته.. ولكنه رغم التعذيب كان يؤكد أنه ليس بقاتل.

أين الخطأ؟ ومن القاتل؟ ومن البطل الحقيقي للرواية، الشخوص أم صفحات التواصل الاجتماعي؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تكون اجاباتها بأسلوب سردي شيّق من قبل الروائية الدكتورة شيماء ثائر.

الرواية تمتلك عناصر التشويق وبسبب التحكم بحجمها تنجو من الترهل وزوائد السرد.

  

عرض مقالات: