مزاج المفاتيح، نصوص شعرية للشاعرة بلقيس خالد واحدة من بين الشاعرات المتميزات بشعرهن والتي تعد نصوصها ضمن اشكال الحداثوية او وسيلة من وسائل التجديد الشعري، ما عادت النصوص الشعرية ذات القوالب الجامدة مفيدة في عصرنا اليوم، عصر الانفتاح والتكنلوجيا والسرعة، وبنفس الوقت ليس ضد اصول وقواعد الشعر وقوة وتماسك القصيدة لكون هذه الاشياء من الثوابت ومن اولويات كتابة الشعر والتمسك بها من قبل الشاعر ايضا"، ربما سؤالا” عند المتلقي، اذن لماذا التجديد والحداثة؟ وبكل تواضع الجواب من وجهة نظري ، ارادت الشاعرة ان تمارس موهبتها او مهنة الكتابة بنمط جديد ، لا تريد ان تصل الى المتلقي بلغة النص الشعري الى عواطفه وقلبه وانما ارادت ان تصل الى المتلقي  لمشاعره وبث الاحساس والتعمق في عقل المتلقي والى تفكيره ، ولكي ينقل المتلقي الى الخيال والصور ليحفز الذاكرة التصويرية لديه ، ولنأخذ مثالا" : قصيدة مزاج المفاتيح ، وهي من قصائد ( الومضة) حسب التصنيفات الشعرية تتكون من (23) مقطعا"شعريا" سيكون  الباب الدال على المفتاح في هذه القصيدة عدة معاني منها ( السؤال والحكاية والكلمة والخائف ...الخ )   التصور او الخيال الى الباب الى عالم اخر من حيث لا تشعر الى عالم اخر من المخيلة التصويرية وتفاعلها مع اللحظة والواقع ، تصور لنا الشاعرة بلقيس خالد الباب بأوجه متعددة فمفتاحه ربما ( المخاوف ، المتغير ، السكن ، المستقبل المجهول ، ... ) اخذتنا الى العقل قبل ان تأخذنا الى العاطفة  ،ندرج بعض من النصوص  :

 1- خلف الباب

امام الباب

سؤال.. وحكاية

2- الكلمة: مفتاح وقفل كل باب ...

3- في باب الدار

  هل تحفر يد الطارق

  بئرا"؟!

 نعود قليلا" الى الشعراء الكبار الذين كتبوا هذا الفن من الشعر في سبعينات القرن الماضي منهم (مظفر النواب وسعدي يوسف واحمد مطر) مثال: قصيدة الشاعر سعدي يوسف يقول،

[[[الابواب مشرعة..

والسفن اتيه]]]

اذن قصيدة ( الومضة ) المجردة من الانا موجودة منذ زمن ، اليوم جرى تفعيلها من قبل الشعراء الشباب ومنهم الشاعرة بلقيس خالد ، مثال اخر: قصيدتها ( باب خلعته رفسة ) تتكون هذه القصيدة من (30) مقطعا" ، تبدو ملامح التخوف واضحة من قبل الشاعرة وما حولها من الاشياء ، ولكن بقيت هذه القصيدة محافظة على خصائصها بالتفرد والخصوصية والتركيبة والايحاء وعدم المباشرة وكذلك الايقاع والصورة واللغة والفكرة ، يبقى الباب هو محور المفاتيح  ، اي مفتاح يلائم الابواب  هل قارع الباب الذي يمثل  ( الضعف والعوز ، او السلاح في لحظة ما او الخوف من الريح التي تعصف بالباب ، فيبقى الخوف والقلق سيدّي الموقف حيث ينفث سمه بباب الدار فيمرض ويخلع برفسة ، المنقذ الرب بعد التهشم من الداخل دفع بالزائر الاخير ) هكذا تبدو الصورة رائعة متماسكة قوية  ، فان فتح الباب عند شاعرتنا هو الخلاص من النكد وضنك العيش لربما اصبنا في التشخيص والخروج منه اي من الخوف الى الامان ، يبدو التفاعل حاضرا"  بين اللحظة والواقع والآلام الشاعرة كما اسلفنا  ، لنقرا بعض من النصوص من قصيدة (باب خلعته رفسة )

1 يصخب هدأة الظهيرة

   : من يقرع الجرس

2 ترفضه الجموع

   : طارقا" يذكرنا بضعفنا

3 إذا ما دفع بك العوز

   كل الابواب قابلة للقرع

4 احيانا"

   ينفث سما"

  باب الدار.

  اود الاشارة هنا في النقد ليس المقدرة في الكتابة المجردة من التفاعل مع النص والجهد، بل هو القدرة والتعمق في البحث ضمن الحقائق التاريخية   والادبية حيث يضيف شيئا" ما من المعرفة الى المتلقي والشاعر او الكاتب.

الشاعرة بلقيس خالد كانت خير مثال، بوركت هذه الجهود الجميلة والجريئة في التعامل مع المفردة نحو التجديد والحداثة سيضاف هذا الديوان الى منجزها الادبي.

عرض مقالات: