وأنت تتأمل لوحة التشكيلي عبد الملك عاشور، حاول ان تصغي لموسيقى امتزجت بتدرجات اللون سلماتها..

 دهليز شبه معتم صيرته السوق مخزنا لبضائعها، مصباح ٌ يبذل جهدا ليؤكد حضوره. على الجهة اليمنى سلّم يوصلني لطوابق المبنى الهادئ، في الطابق الثاني يستقبلني منعطف ينتهي بملصق ملوّن يحتضن مجموعة من رسامين البصرة معهم التشكيلي عبد الملك عاشور. وكلهم تحت مسمّى واحد (آبسو).

حين دخلت ُشعرت ُ أن المرسم لوحة بداخلها لوحات صغيرة، منها المثبتة على الحائط ومنها الواقفة على أرضية المرسم ومتكئة على الجدران. من النافذة يدخل سطوع الشمس فتتوهج أنوار المرسم، ومن الموسيقى ينهمر نورٌ هادئ والنور الثالث من بياض اللوحات التي لم تكتمل.. رائحتان تتضوع في المكان: رائحة الفرشاة المبللة لونيا ورائحة القهوة التي تستقبل الضيوف..  يمنحني المكان الملوّن البهيج طاقات الفرح والمسرة. من كل هذا الكرنفال نهضت أسئلة محاورتي مع التشكيلي الكبير عبد الملك عاشور..

س/ الموسيقا والألوان في آن واحد وأنت ترسم، لمن تصغي؟

ج/ أصغي الى لونٍ ممتزجٍ بالموسيقا، لكل لوحةٍ موسيقاها الخاصة، وكما الألوان، فأن الموسيقى من أدوات الرسم لديّ.

س/ أي الألوان أقرب إلى روحك وذائقتك؟

ج/ كل الألوان لها ميزة خاصة تؤثر على نفسية الإنسان

     وتخلق منه كائنا يحق له العيش في جمالية خاصة، تؤثر على إحساسه. وبصفتي فنان أمتلك ُ إحساسا خاصا ورؤىً جمالية ً.. أقرب الألوان إلى روحي هي: الأحمر – البرتقالي – الماروني – البنفسجي.

س/ في المرسم أرى لوحاتٍ لم تكمل، هناك قارب تتوسطه امرأة وظلها يتماوج على مياه لم يكتمل تدفقها، لماذا لم تكمل رسم اللوحات؟

ج/ نعم، يحدث ذلك عندما لم يصل التناغم بين الفرشاة والفكرة الى المستوى الذي اريد، اترك اللوحة وانشغل بأخرى، وبعد فترة اعود لإتمام الرسمة بالشكل الذي يرضيني.

س/ كم مرة رسمت صورتك الشخصية؟

ج/ أكثر من عشر مرات متفاوتة.

س/ من هو الذي أكتشف قارتك الفنية؟

ج/ الطبيعة وجمالية البحر.. عندما كنت ُ في الصف الرابع الابتدائي وكان بيتنا في منطقة ريفية على ضفاف النهر.. كنت أعملُ من الطين بعض الدمى والأشكال الأخرى من الفواكه.. كنت مولعا جدا بهذه الاشكال.

س/ تجربتك الفنية خارج البصرة.. ماهي ثمراتها؟

ج/ أنها عالم مكنون ومكتنز من توعية وخلق وبناء لوحة متجددة.. وذلك لمشاهدتي أعمال فنية وتجارب غريبة في المشهد التشكيلي. انها عامل تحفيز

 لقدراتي الفنية.. لبناء لوحة تسرق عين المتلقي إضافة   إلى مشاهدتي لكثير من المتاحف الفنية ومتابعة أعمال الفنانين العالميين.  كل هذا يشكل حافزا في النظر إلى لوحاتي من باب آخر وتحريك مدركاتي الذاتية.

س/ أي الرسامين أقرب إلى روح فرشاتك؟

ج/ من الفنانين العراقيين.. فيصل لعيبي.. رافع الناصري.. ضياء العزاوي.. علي طالب.. شاكر حسن.. ومن الفنانين العالميين: تابيس فنان أسباني

س/ هل يمكنك العيش من رسم اللوحات؟

ج/ نعم انها العالم الأول والأخير في تسيير حياتي الاجتماعية والمادية. وذلك حسب قدراتي الفنية في قناعة خاصة للمتلقي.

س/ مسك الأسئلة: إذا أعطوك خمسَ دقائق ماذا ترسم؟

ج/ أكون حقيقيا في جوابي: ارسمُ شفة َ امرأة.

 

عرض مقالات: