الصفحة الأولى من الرواية: مشهد مائي عميق

(ها أنذا أقف على حافة مياه الأطلسي مقررة بين الثلوج وقد زادت من وحدتي ارتعاش برودة الجليد تحت قدمي. أرنو صوب أوربا من حيث أقف في ولاية أمريكية إلى أن يتىشى نظري عند نهاية الأفق لكني أرى علاء يعمل بيديه قرب المكان الذي ابحر منه كولمبس)

 فتنزلق السطور التالية من قصيدة (غريب على الخليج)

(جلس الغريبُ، يسرّح البصرَ المحير في الخليج

  ويهدُّ أعمدة الضياء بما يصعّد من نشيج

البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما يكون

والبحر دونك يا عراق.)

الرواية مشوقة، لذلك خصصتُ لها وقتا للتواصل معها حتى انهيتها. الخيوط النصية متشابكة: سنوات الحلم الجميل سبعينات القرن الماضي وانتعاش الثقافة العراقية وانفتاح العائلة العراقية على التواصل الاجتماعي الطبيعي وليس التواصل الافتراضي، الحب والحرب وقسوة الاستبداد.. وتحتوي الرواية أزمنة عراقية عصية: السنوات الثمانية للحرب المدمرة سنوات الحصار والتدمير الذي اجهز على كبار التجار،

العلاقة العاطفية بين المسيحية دلال المتزوجة من رجل مسيحي والمسلم المهندس في القوة الجوية علاء. علاقة واجهت مصد ديني فكيف يشرعنان زواجهما؟ تلجأ دلال إلى اعتناق الإسلام وهذا الاعتناق يحررها من زوجها المسيحي. والسؤال هنا: ما ذنب أطفال دلال؟ لماذا دلال لا تفكر إلاّ بسعادتها هي؟ السؤال جاء كوني امرأة وأم.  لن تحصل دلال على سعادة بواسطة الدين فالسلطة آنذاك كانت تتعقب علاء المتعاطف مع اليسار وسيدفع علاء ثمن تعاطفه، وسيكون إطلاق سراحه بثمن باهظ جدا تدفعه دلال وحدها وتكون مكافئة علاء لها مدوية في روحها وذاكرتها ومعنوياتها..

شعرت ُ أن نهاية الرواية تقترب من تلك الروايات العالمية التي تؤكد على النهايات السعيدة التي ينتصر فيها الحب على أعدائه.

..........................................

حميد الأمين/ تحت سطوة الحب/ دار المكتبة الأهلية/ بصرة - بيروت/ ط1/ 2022

عرض مقالات: