1-2

طراوة الكلام وخشونة الطباع

( بغداد وقد انتصف الليل فيها) : رواية سيرية، تتناول تلك اللحظة الذهبية من تاريخ العراق 1977 حيث حلت حياة الرّايس طالبة في بغداد لتدرس الفلسفة. تتوزع الرواية في خمسة وعشرين فصلاً. اتوقف عند الفصل الثاني (خليّة النحل) فهو فصلُ لساني، كيف يتم التحاور بين الطالبات العربيات، تقول حياة الرّايس: (صارت الغرفة ترطن بلهجات مختلفة، ولكن متقاربة، يفهمن بعضهن البعض دون عناء خاصة بنات الشام .عادات وتقاليد متشابهة ومتداخلة ينساب الكلام والحديث والتعامل بينهن سلساً بأريحية كبيرة دون تعقيد ويفيض حلوّا من أنفسهن السخية) هنا  الوسيط اللغوي مشبع بالطراوة التي تبث طاقاتها الموجبة، (طراوة أنثوية هي سليلة الفينيقيين الجوابين في الآفاق).

ثم تتحدث حياة الرّايس عن كيفيات التعامل التونسي (ويحز في نفسك أنك قادم من بلدان، جافة في التعامل الاجتماعي، فنحن في تونس لا نتبادل كلمات الحب والود يوميّا وليست في قاموس حياتنا الاجتماعية، بل نجد صعوبة في التفوّه بها حتى في المناسبات. أسلوبنا في الحديث جاف وناشف وجاحد وربما حاد في كثير من الاحيان، إلا ّ ما ندر/ ص112)

 ثم تعزو ذلك ليس للإنسان، بل لأسباب البيئة وضغوطات العيش

(نظرّا لطبع التونسي العصبي وضغط الحياة الصّعبة. أو هي ترجع إلى أبعد من ذلك ربّما لأجدادنا البربر.. ويتضح ذلك في الجزائر أكثر منّا

لشدة خشونة طباعهم)

  تعود المؤلفة حياة الرّايس للإشادة بالمشرق

الذي (تختلف طباعه عنّا تماما، تُطرّز وتزين المجاملة ُ نسيج حياته الاجتماعية بكل التلوينات الزاهية التي تشرح القلب وتفتح النفس.. دون كلفة وتصنّع، إنما هي عادة وأسلوب حياة جرى بها لسانهم  في كامل بلاد الشرق).

حياة الرايس / بغداد وقد انتصف الوقت فيها/ الهيئة المصرية العامة للكتّاب/ القاهرة/ ط2/ 2021

عرض مقالات: