على هامش أمسية توقيع كتاب (السومريون) التي اقامتها دار شهريار للنشر بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في البصرة بحضور الآثاري الإيطالي البروفيسور فرانكو داغوستينو، الأثنين/ 11/ نيسان/ 2022.

...............................................

عبد الأمير الحمداني من خلال أمير دوشي

احتضان اللهب: كتاب صغير من القطع المتوسط، ألفهُ الدكتور أمير دوشي عن جانب مهم من الفعل الحضاري الحيوي الذي أنتجه الدكتور عبد الامير الحمداني. يؤرخ للحظة دامية في تاريخنا المعاصر. الكتاب مزيج من ما يشبه اليوميات ومقتبسات من كتب في ذات السياق، لمست للمقتبسات وظيفة توسيع الفضاء النصي الذي يؤكد على تاريخ حرق الكتب وتدمير الحضارات،

في لحظة الخراب الكلي تتضح معادن البشر وكم هو منسوب روح المواطنة.

مع الدبابات الامريكية كانت البصرة  مفتتح الخراب والنهب والسلب والحرق

وكانت هناك سيدة مبجلة كادت تفدي المكتبة المركزية في البصرة بروحها وهي تفرّغ الخزانات من المكتبة مع بعض موظفاتها وموظفيها أعني السيدة عالية محمد باقر.

و في ممالك أور سيبذل الدكتور عبد الأمير الحمداني جهودا خرافية دفاعا عن جذور التاريخ السومري. حين يقصد الدكتور عبد الأمير الحمداني ومعه الدكتور أمير دوشي لطلب النجدة من مقر سلطة التحالف المؤقتة  يجيبه الجنرال المسؤول أن واجب قوات التحالف هو توفير(الماء والكهرباء ورواتب الموظفين وتشكيل الشرطة هي الاولويات/ 4ص) لكن هناك من سيقف معهما من قوات التحالف في حماية الآثار السومرية (ضابط برتبة رائد يحمل شهادة من الآثار /ص5) والموجع المحتل المتفهم يساعدهما، والمحسوبون على العراق يقومون بخطفهما لمدة عشرة أيام. ثم تقوم الشرطة المحلية بتوقيف عبد الامير الحمداني وتوجه له اتهامات عديدة من أجل الكف عن الآثار. في نيسان 2004 الحمداني جالس على الرصيف يبكي وهو يرى حريقا مهولا في مكتبة المتحف الوطني الذي تأسس في 1969 المكتبة التي أحرقوها تحتوي عشرة آلاف كتاب ومجلة متخصصة باللغة الانكليزية.

من خلال هذا الكتاب الشيق يشعر القارئ أن المؤلف الدكتور أمير دوشي يحاول الاختزال بمهارة في نصه الضروري عن لحظة وطنية / سيرية كابدها الدكتور عبد الامير الحمداني بكل ما في المكابدة من روح المغامرة المتفانية دفاعا عن الهوية العراقية، وما قام به الحمداني أنه قام باحتضان اللهب بكل معنى الكلمة وليس من باب الافتراض كما أجاب جان كوكتو الكاتب الفرنسي الكبير على سؤال صحفي: (ماذا تفعل أن شاهدت دارتك الجميلة بمكتبتها العظيمة شبت النيران بها؟ فأجاب جان كوكتو: أحتضن ذلك اللهب الرائع بين ذراعي ص27).

عرض مقالات: