انطباع أوّل حول كتاب (الصابئة المندائية: اصالة التوحيد والإرث السومري) للباحث نعيم الرضوي الحصونة
وزع َ الأستاذ الباحث نعيم الرضوي الحصونة، كتابه في ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الصابئة المندائية دلالة الاسم والوطن
المبحث الاول: اسم الطائفة ودلالاتهم
المبحث الثاني: معنى المندائية
المبحث الثالث: لمحة عن الوطن والتأريخ.
الفصل الثاني: اصول ومحرمات وكتب مقدسة
المبحث الأول: المسلمون الأوائل
المبحث الثاني: اصول الديانة المندائية
المبحث الثالث: المحرمات في الديانة المندائية
المبحث الرابع: الكتب المندائية المقدسة.
الفصل الثالث: الصابئية في القرآن الكريم والتأريخ
المبحث الأول: الصابئية في القرآن الكريم
المبحث الثاني: ملة ابراهيم حنيفا مسلما
المبحث الثالث: قدم الطائفة المندائية.
بعدها تأتي الخاتمة والمصادر.
يقول في ص122 ضمن المبحث الثالث ) أن المندائية هي أقدم ديانة حية، وأن التراث المندائي هو تراث توحيدي أصيل) وبذلك يرتكز الباحث نعيم الرضوي على نخبة من المؤرخين الإسلاميين، نضع هنا عينة من كلام المؤرخ الاصطخري وهو من أعلام القرن الرابع الهجري، في حديثه عن دمشق (وبها مسجد ليس في الإسلام أحسن مِنه حاله ولا أكثر نفقة وأما الجدار والقبة والمحراب فمن بناء الصابئين وكان مصلاهم ) وهناك كلام للمؤرخ ياقوت الحموي وهو من أعلام القرن السادس والخامس الهجري، يقول عن مدينة الطيب وهي مدينة مندائية ضمن مملكة ميشان المندائية (المتعارف عندنا أن الطيب مازال أهلها على ملة شيت وهو مذهب الصابئة /123) أما المؤرخ ابن الوردي وهو من أعلام القرن الثامن الهجري فهو يرى أن(الصابئة والسريان أقدم الامم وبالسريانية تكلم آدم وبنوه وملتهم ملة الصابئيين، ويذكرون أنهم أخذوا دينهم عن شيت و ادريس ، ويعظمون بيت مكة./ 124)
ولا يكتف ِ الباحث نعيم الحصونة بالمؤرخين القدامى، فهو يستفيد ايضا من الباحثين المعاصرين ومنهم الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في قوله التالي(أن الصابئة على ملة إبراهيم عليه السلام وقال المحقق في أمرهم أنهم يرجعون إلى أصل قديم لان لغتهم الدينية وكتاباتهم الابجدية لم تنشأ في عصر حديث.. ولا يعرف دين من الاديان تخلو عقيدة الصابئة من مشابه له في أحدى الشعائر. ومن هنا نحلة الصابئة مهمة في دراسة الأديان على العموم ودراسة دين إبراهيم على الخصوص/ 127)
حاصل قراءتي للكتاب : أن وجيز القول وفرّ لي ما لم توفره المجلدات والسبب أن المؤلف ارتكز على المرجعيات الأم، وعرف كيف يقوم بإيجازها ليمنح القارئ مادة جميلة ونافعة وضرورية لنا جميعا في هذه اللحظة العراقية الملتبسة