إلى أين يا صاحبي ..؟

أين بقية ُ اللهِ فينا ؟

ماذا أرى في عصفِ هذا النهار ِ الضرير

حطام َ سفينة ٍ؟

غرقى على مائدة الحيتان؟

أمهات ٍ

على الكتف الهزيل لشط العرب

ينسجنَ الصريخَ

شِباكاً

لاصطيادِ مستقبلِ العائلهْ

إلى أين يا صاحبي ونديمي

هودجاً

هودجاً

انتهكوا القافله ْ

ما الذي تبقى لنا مِن وطن ٍ

اسقطوا الذاكره ْ

منه

في لحظة جائره ْ

وطن ٌ متاحفه ُ

: المعاملُ والمصانعُ والمدارسُ والمزارعْ

 وطن ٌ ينازع

لا ينامُ  ولا يُفيق

يتوارى خجلاً مِن عريه ِ

فيلتقطون له صوراً جماعية ً

لنعيق الخراب

يسرقون

اعضاءهُ

يعرضونها في المزاد

وطنٌ

لا يُحسن  سوى زراعة ِ الشهداء

كيف لي أن أصدق َ

أَنه كعبةُ الأنبياءِ

أين ظِلالهم؟

أين عطورُهم فينا

أين دفاعُهم عنا؟

إلى كم وأنت سياجٌ المأثمة ؟

إلى كم والدم ُ سقياك؟

ما الذي ورّطنا فيك

حتى تخليت َ عنا؟

هل نحن محض قشرة ٍ يبيسة ٍ

على هذه الأرض

يكشطُنا

الحاكمُ العسكريّ

الرجلُ الدخيل

والمثقفُ العميل

مكتبة ٌ

خانت المكتبه ْ

فصرنا سبايا المسغبه ْ

إلى أين

يا بقية َ ذاك الجميل العليل؟

حين تجعدَ في الذاكره ْ

حاول البحر َ حرية ً ومستقبلا

قذفوهُ

مِن الباخره ْ

لم يكن آبقا

ذنبُهُ وطنٌ لا يتذكر أبناءَه ُ

قذفوه

في ليلة ٍ عاصفة ٍ ماطره ْ

حمدناك

وشكرناك جزيلا

صليناك فروضا ونوافل

لماذا تخليتَ عنا

وتقوست َ

لأبن النابغة !!

* ألقيت في الأمسية الثقافية، التي أقامتها اللجنة المحلية  في البصرة للحزب الشيوعي العراقي

                  / قاعة الشهيد هندال  2/ 10/ 2021

عرض مقالات: