عصافير المدينة الخائفة
تلك التي أرعبتها القيامة
ستعود محلقة بأجنُحِ الحذر
وسط فضاء الساحات
وستكتظ الغصون ثانية بالزقزقات .
لصفوف الدرس وبحقائب مثقوبة
سيعود التلاميذ بعيون حزينة
وسط أناشيد الحزن والفوادح ...
وكما في كل مرة
ستحين الهدنة بدل الحل
وستجنح المدافع ثانية للصمت
وتكف الطائرات عن اللهو
أتعبها قيء الزقوم ..
استراحة حرب كافية حتماً
للنواح ورفع الأنقاض
للترميم ودفن القتلى .
برهة زمن أخرى
لإنعاش الصفقات وتلميع الدولار
للتخويف وخداع القادة
لترقيص السوق الراكد
لجني الأثمار المنقوعة بالدم ..
وسيعلو ثانية صوت الترسانات
يقرص آذان الحكام
يحذرنا بالحيطة من حرب وهمية
ونصب الفزاعات العصرية
كي تحمينا من شرر موهوم
وطيور الجيران الشريرة !!
تلك المتأهبة للحرب
ستعبر أسوار البلدة
لتنقر حبات حصاد الموسم
لتسرط حنطتنا ...!!!
في تزاحم الأقنعة
وسط اسطوانة اللاحل
سنلوذ الى الصمت
غاضبين لسوء الطالع
منتظرين بزوغ نبؤة بوتييه
وسطوع نشيده المجيد
عن الحروب وحماقة مشعليها ..