ستة شهور ونصف شهر وثلاثة أيام ما تلاقينا.. أنا وابنتي
إلاّ عبر الموبايل
بسبب جائحة كورونا وقد دخلت كورونا في طبعتها الجديدة وها نحن نلتقي..
لها مسؤولياتها المنزلة والمدرسية من خلال وقتها متوزعة بين تدريس الولدين والبنت
وكل واحد عليها ان تدرسه منفردا فلكل منهم صفه ودروسه الخاصة
وحين زارتنا.. أوّل ما بادرت به، تخليص البيت من فوضاي وهدوئي
من خلال هندسة لمستها الوضيئة على أي شيء تلامسه.
لكنني لم التق أبنتي في بيتي!!
فهي مشغولة بتدريسهم،
نلتقي أثناء وجباتنا الغذائية أو بعد الطعام من خلال أكواب الشاي والقهوة..
ابنتي هي أمٌ عراقية
وهي مدرسة من ثلاثة صفوف،
وما كان يقوله الشاعر المصري حافظ إبراهيم (الأمُ مدرسةٌ إذا اعددتها....)
تحول التوصيف من المجاز الشعري إلى حقيقة يومية من جراء جائحة كورونا.
هذه الأمُ هي ابنتي خريجة جامعية،
تقدر جيدا الدور الصعب للكادر التعليمي.
لكنها صارت تكابد صعوبات كثيرة في التنقل بين صفوف أولادها وبين الواجبات المنزلية وبين متابعة التدريس الألكتروني.
مكابداتها الأخيرة، لم تروها لي بتذمر بل بضحكة ألم
: يا أمي.. المعلمة طلبت من أولادي أن يناموا في الثامنة ليلا ويستيقظوا في الواحدة بعد منتصف الليل لتلقي عليهم الدرس الجديد..
هنا قهقهة الجد وتذكر الفرضيات العسكرية في سنواته العسكرية 1979
: كنا نمشي النهار كله ونحن نحمل أسلحتنا وذخائرنا العسكرية
ثم يأمرنا الضابط أن ننام في الثالثة عصرا كلنا وان نستيقظ كلنا في الرابعة والنصف
ومن لا يستيقظ يرفسه الآمر..