دم على الوجوهوالقمصان والأصابع / سعد جاسم*

فراديسٌ ...
تزهو بالفتيانِ الفقراء
والصبايا المقهورات :
ساحاتُ التحرير
*
{ إِرحلوا
أَيُّها الفاسدون }
شعبٌ يصرخ
*
برصاصٍ حي
وقنابلَ مُسَيّلةٍ للدموع
يتساقطُ المتظاهرونَ العُزّل
*
دمٌ على الوجوهْ
دمٌ على الأَصابعْ
دمٌ على القمصانْ
*
إِختطافٌ
تغييبٌ
مشاهدٌ دموية
*
الى السماءِ تصعدُ
بلا سلالمَ
أَرواحُ الشهداء
*
جرائمٌ مُتَعَمَّدَة
وليستْ حوادثَ عرضية
أَسبابُ القَتْلِ والمذابح
*
مُلثَّمونَ
مأْجورونَ
ومُستوردونَ
وغامضونَ
يغتالونَ فِتْيةَ البلادِ
وشيوخَ الثورةِ الفقراء
*
عربةُ إنقاذ
رمزٌ وطني
التكتك
*
مليئةٌ بالجثث
ثلاجاتُ الموتى
ممنوعُ الاقتراب
*
حتى العصافير
وحماماتُ السلام
لم تَسْلمْ من غازاتِ القتلة
**
نكايةً بالجوعِ والحرمان
أُمهاتُنا الصابرات
يوزّعْنَ أَرغفةَ قلوبهن
على المتظاهرين
*
رغمِ العواصفِ والظلام ؛
ومطرِ الرصاصِ المُطَهَّرْ
بالدمِ والدموع
وبرغمِ دخانِ الغضب
والاحتجاجِ والنفير
وعلى الرغمِ من سكاكينِ ومخالبِ
وحوشِ الغدرِ والكراهية
ومآربِ ودسائسِ ودساتيرِ
فقهاءِ الطوائفِ والكتبِ البالية
برغمِ هذا كلِّهِ
أُمهاتُنا وأَخواتُنا وبناتُنا
يُسْعِفْنَ إِخوتَهُنَّ الجرحى
ويُخْلَيْنَ ابناءَهُنَّ الشهداء
المخنوقينَ بغازاتِ الوطنْ
*
بدلاً من مكافحةِ الشَغَب
يكافحونَ الشعب
القتلةُ القساة
*
غداً ...
وبلا خَوْفٍ أَو تَراجعٍ
سَتُشْرقُ شمسُ الحرّية والخلاص
من جباهِنا
وقلوبِنا وأَصابعِنا ؛
ومن نوافذِنا المُشرعةِ
على أُفقٍ ناصعٍ
وشاسعٍ ونظيفٍ
من الأدخنةِ المُلَوّثة
وغيومِ الكراهيةِ
وغربانِ الشؤمِ
واللعنةِ السوداءْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر عراقي – مقيم في كندا
**********

السومريون / علي رياض تايه

نمت على ضِفة التاريخ ضحكتهم
نمت دموعا حصدناها رياحينا
هم الذين إذا جار الزمان بهم
لا يعرفون إلها غير موطنهم
السومريون
مرّت حكومات وَوَلّت
لم يخافوا أحدا
هم أنبياء خالدون
يمضغون الفقر حتى يشبعون
كل من في الكون اضناهم سبات
إلّاه..
ذاك السومريّ
خلّفت يمناه في الأكوان نايا
مانحا للأرض طعم المتعبين
ناقشا الحانَ صبرٍ وحنين
عازفا طور الونين
“يُمّه يا يُمّه يا حْبيبه يا يُمّه “
بهذيچ الجنّة، الناي يتمايل غنج بين الصرايف
وبدمعته تشوف لمعه
لمعة المشحوف لَنّ ينتشي بخزرة شفايف
لا يفقهون كتابا غير تشرينا
وفي النهاية لا جيل يزاحمه
يبقى العراق
وهذا قول صافينا*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*الشهيد صفاء السرّاي.
***********

الشيوعيون / عبدالامير العبادي


جلست عند بوابات الملك
قال:
اخبرت هامان ان يطاردهم
يعلقهم على الاشجار
وعلى ابواب الفقر
لقد تحركوا بالمدن لانهم
يوزعون رسائل الانبياء
وخلفاء العدل والانصاف
يعجنون درر العدل بالخبز
كي تداوي جراح الجياع

الشيوعيون
ينبتون من كهوف الله
ورؤاهم كتب احبارها
رسمتها اكف السماء
يحملون معهم قصاصات
اجمل من الحرير
يفرون يجمعون
حمامات وغزالات
هذه ليست ازمنتهم
ليست ازمنة الحراس النبلاء

الشيوعيون
ان ولدوا .. حبلهم السري
يبدأ من السماء
لينتهي بالارض
ولادتهم مباركة من الالهة
ولادات ليست قيصرية
لهم اكف مفتوحة
تنثر من المهد ورود وسلام

الشيوعيون
مسلات العدل
كتبوها بما تبقى من حبال
مشانقهم
هم الان يتناسلون اشجارا
ليكونوا ظلاٍ لمن لا ظل لهم

الشيوعيون
أول من تختارهم كهوف الله
لتحميهم من بطش الطغاة
غدا يأتيهم البراق يحملهم
للجنان ،ليعطروا الاخرين
بعطرهم
*********

شرود / طالب حسن

1
بعد كل حرب
وأنا أفيق من موتي
أسأل أول عابر سبيل
هل سمعت عن وطن
يبيع ذاكرته ؟
2
إرتعاشة ليل طويل
هذا القلب المعلق
بخيوط غيابك
3
لا احد يموت من الفراق
عناقنا في الحلم
سحابة ماطرة
4
الوقت يمر بطيئا
لدرجة ان يترك خلفه
الكثير من الذكريات اليابسة
5
كلما رأيتك
تتثاقل خطاي
كأن الدروب كلها
ترضع من عطرك
6
بذورك يانعات
لذا تحتفظ بها الشمس
لنهار آخر
7
أيها البئر
لم يطلق الصباح بشارته
لأن قميص يوسف لم يجف بعد
من دماء إخوته
8
رعوية جدا هذي البلاد
تختار دائما المخاض المر
والسكن قرب الحرائق
9
كلما حاولت إختصار وجعك
يتهشم الصوت
ويحتويني الصدى
أنا المسمار المعلق
في خشب توابيتك
10
هل كان للنسيان ذاكرة
وأنثى الحواس تقشر يومها
بقصيدة من مرارة الكلام ؟

11
منذ ألف عام
والرحيق المر للأساطير
يملأ فمي

12
حزنه
شدو ناي قديم
يعلو ويهبط
في سراب من مرايا الرخام

13
الفرح شحيح
وهذه البلاد سئمت
من موتها المتكرر
*********

شامخة هاماتهم في الموت كالفرسان / علي حنون العقابي

عشاقٌ في وَضْحِ الغرامِ وقد تركوا الرؤى على الطاولةِ
القَوا موازينَهم في الغيابِ
مثلما يُلقي المتصوِّفُ في خلوتِهِ شطحاتِ الكلامِ
عشاقٌ عبروا كلَّ الشُبُهاتِ بهمَّتِهمْ
مرهفون في العشقِ الذي صارَ أعلى مراتبِ الزُّهدٍ
ضاعوا في الأغاني
حدَّ انبعاثِ الصحوِ في زفيرِ العواصفِ
لاشيءَ يَقِدُّ قمصانَهم غيرُ هذا الطيشِ في الشهبِ
فهم أبناءُ القلقِ المطوقِ بالجسارةِ والغبارِ
لا يؤجِّلون المزاجَ الرديَفَ لهذا الاسى
وإنما يستعرضون ملامحَ الخصومةِ في الجدلِ
كانوا إذا أصابتُهم غيبوبةُ النسيانِ
يسترِدُّون خزائنَ العَهدِ الازليِّ
حتى يبلغوا الفيضَ المسيَّجِ بالكمالِ
***
عشاقٌ لم يرحلوا أبعدَ من مَرمى القصائدِ
حاضرون دائماً في الإحتدامِ الشفيفِ،
بالكلام الرشيق ما شاء به القلبُ
لم يكن الليلُ عندَهم محضَ مشورةٍ في السكونِ
بل كان فرصةً أخرى للسطوعِ
أفرَغوا الوساوسَ على مسمعِ الأقاليمِ البعيدةِ
أجازوا لأنفسِهِمْ هذا التامُّلَ قبل أنْ يُمِسَّهم اليأسُ
مفعمونَ بالأحلامِ التي تتَّسِعُ لبراعمِ الوجْدِ
لا يسألون عن قيودِ الحاضرِ المضطَرِبِ بينَ أسلاكِ الحروبِ
ولا عن السجالِ في الشعائرِ
فهم يعرفون غدَهُم حين يَعُمُّ النداءُ في عذوبتهِ
لذلك ختموا ألواحَهم على حَجَرٍ منسيٍّ منذُ ذلكَ العهدِ
هم المعنيون بهذا الحُبِّ وما يحملُ الوردُ من الأسرارِ
لم يتراجعوا أبداً عن النشيدِ في زحمةِ الطبولِ .
***********

إذا متنا نحن الفقراء / سالم سالم

من الطارق
انا.... انت
ماذا تريد... ياأنا
أريد العودة اليك
اذهب فقد خسرتك
ذات حرب
2
اذا متنا نحن الفقراء من يحمى الاخرين
اذا متنا نحن الفقراء
من يصفق للممثلين
اذا متنا نحن الفقراء
من يلمع وجوه الشعراء
ذوو الأربطهالأنيقه
اذا متنا نحن الفقراء
بمن سيتسلي الذباب
في هذا الوطن
3
أماه كنا صغارا
نلعب مع العصافير
وحينما كبرنا
اصبحنا نصطادها بالبنادق
4
أعتذر ياولدي
فأنني خائف
الليل بندقية تعوي
باحثة عنا
وانا أحفر بجدار
الحزن عن ثقب
لأرى ضوء القمر
5
شكرا الهي
لأنك ابقيتني حافيا
كي لايلتف حولي
ماسحو الاحذية