حدثني أحد الأصدقاء متسائلا: لدي مشروع كتاب نقدي عن الرواية..، واريد ان اكتب عن روايتك واسألك هل هي روايتك الثانية ام الاولى؟ اذا كانت الاولى فافضل ان لا اكتب عنها لان الرواية الاولى دائما ما تكون ضعيفة.. وفيها الكثير من الهفوات.. لكن في الرواية الثانية يكون الكاتب متمكنا من ادوات السرد.
ابتسمت وانا اجيبه: انها روايتي... وليست الزلة الاولى.
الخطوة الأولى للطفل حين يتجاوز الحبو، لا تعادلها أية زنة من الذهب أو الألماس، بالنسبة لعائلته ولكل من يراه بعين المحبة والتشجيع.. هكذا رؤيتي مع محاولاتي الأولى
فهي منصتي التي عليها نصبتُ مصفاتي: لتنزل منها أعمالي الصالحة للنشر، والكتاب الأول هو بعينيّ سواي، لكنه بالنسبة لي هو تجربتي الخامسة أو السابعة.. ولنسأل أنفسنا هل يمكن أن نتناسى الروايات الأولى لهؤلاء العمالقة
الروائي الطيب صالح وروايته( موسم الهجرة إلى الشمال)؟
الروائي إسماعيل فهد إسماعيل وروايته(كانت السماء زرقاء)؟
الروائي بهاء طاهر وروايته (الحب في المنفى) التي فازت بالبوكر وهي أول رواية تفوز بجائزة البوكر
الروائي العراقي ياسين حسين وروايته(الزقاق المسدود) وهو أول روائي عربي يستعمل طريقة جيمس جويس في التداعي
القاص محمد خضير ومجموعته القصصية الأولى (المملكة السوداء)
القاص والروائي محمود عبد الوهاب في روايته الأولى (رغوة السحاب)
الروائي عبدالودود العيسى في روايته ( شمخي)..
بعضهم أصبح عمله الأول مصدا لم يتجاوزه وآخرون تجاوزوا التجربة الأولى لكنهم يعتزون بها يرونها التحدي الأول لتحقيق الذات جسارتها في التعبير