حين علمت ُ برحيلك، وقفتُ حاملاً أعمالك الأدبية دقائق حداد ... ثم شعرتُ بحفيف ينافس البياضَ يهامسني: (هو الآن يستيقظ مرحاً ليغادر واحدة من تلك السلسلة كالمسبحة، الطويلة للمدن ذات الوجود الخرائطي / 80/ رواية دهاليز الموتى... ) يا لها من رحلة بطولية كابدتها أيها الحميد المناضل : الكويت/ طرابلس 1991- 2013

(*)

تم التعارف بيننا نصيا في آب 2017  وفي الخامس عشر من آب نشرتُ في المواقع الثقافية مقالتي (العثة تأكل الحيطان في مدوّرة الخراب ) عن روايتك (أحمر نامة )

(*)

يا حميد الربيعي  يا من (إعتاد ممارسة حياته بهدوء،بعيداً عن ضوضاء الآخرين، يشعر أن الهدوء، يجلب له راحة البال وأن الآخرين بضجيجهم  إنما يفتعلون حركاتهم، إثارة للزمن الذي يمر عليهم وهم منسيون /27 / من متواليات: غيمة عطر) مَن يستحقون النسيان هم الذين يخربون حياة أحلامنا في كل ثانية، لقد لوثوا هوائيّ :  المجتمع  الثقافة،  يستفزهم الهدوء وراحة البال التي ننشدها في النأي، .

(*)

لا تشغل بالك حميد الربيعي : (في ما سيفعله صباغ الاحذية، حين يستيقظ ويجد عدته قد سرقها الأبن، عند أنتصاف الليل../ 9/ غيمة عطر) الآن صار اليوم العراقي  ليلاً كله، فالنهار العراقي تريدوه ضريرا وكسيحا، مراكز البطش والنفوذ

(*)

 تبدو  هكذا هي رحلة عزيز في روايتك (جدد موته مرتين) حين سألوه عن وظيفته رد بتلقائية ( أخصي الرجال) هذا الاشهار جعلت عزيزا أشهر من نار على علم .. وهذا الأمر تعرفه ُ أكثر مني، فأنت في روايتك ( تعالى .. وجع مالك) تخبرني/ تخبرنا (الأخبار تصلني باستمرار ما دامت عاملة النظافة تتواصل معي، هي الوحيدة التي ظلت مخلصة للصداقة القديمة../  149/ تعالى.. وجه مالك )

(*)

بمثل هذه الرداءة انتقلت حياتنا، الأصح سحلوها من الهدوء إلى الصمت، وأنت أدرى مني (خارج البيت تجري العجائب ،لعبة تخلف أخرى، زحام وراء زحام، وقانون يلغيه قانون، دوامة تلف البشر فلا يتاح مجالا خلا الصمت، الصمت المطبق العنيد ضد هراوات شيطانية./ 60/ رواية دهاليز الموتى )

(*)

في مهرجان المربد الأخير، كان لقائي الأول والأخير مع القاص والروائي حميد الربيعي، وأمضينا لحظات جميلة : القاص والروائي حميد الربيعي والناقد محمد جبير، ومقداد مسعود من يومها وانا في تواصل يومي مع الصديقين العزيزين : حميد الربيعي، ومحمد جبير، طبعا تواصل عبر الموبايل، بعد فترة قرر أن يرسل لي رواياته، فرجوته أن يزور مقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الاندلس، في 27/ 1/ 2020 استلمت من مقر حزبنا الشيوعي في البصرة مظروفا فيه روايات حميد الربيعي. من يومها ونحن نتواصل ويدور حديثنا حول كتاباتي عن رواياته واخبرته انني لن انشر الان أي مقالة حتى انهي كتابي عن رواياته وارسله إليه .

عرض مقالات: