دم في الساحة، لم يكن ابي غائبا حين تصاعد الياقوت في الجانب الجنوبي من البلاد، حيث ينزف القصب عاصفة شجية،
الطيور اختفت، الدخان أعشاش مقفرة، والفتية يرتبون لأقدامهم طرقات، لم تعد أوراق الصحف تصلح لان تكون أزهارًا، يعرف الحدائقيون هذا جيدا، شعلة قداحة تكفي لتؤكد للحراس ان الفزاعات لم تعد تكفي لطرد الأرانب، وحماية حقول الملفوف من عبث الخنازير،
وان المسافة ما بين جسر الجمهورية وطريق محمد القاسم السريع لم تكن الا كالمسافة ما بين المطعم التركي ونفق ساحة التحرير، كلاهما زهرة من دم تورق كل حين،
لا دخان في اشتعالها من العالم
الشهداء يحسبونها خطوة، لا أكثر من قفزة ونجد أنفسنا في الجانب الآخر من العالم،
(الراحلون لن يغيبوا
سنظل نتابع وقع خطواتهم، حين نلجأ للبحث عن صحبة )
لا شأن لنا بوزارة هنا، أو مديرية هناك،
لا شان لنا بالدرجات الخاصة، سوى ان لا تهدر ضمن حماقات الباعة والمتبضعين،
من ذا تصاعد وإيانا سوى نسوة بارعات فيما يسمى الأمومة حين يعتنين بمواليدهن، كن قد فكرن مليًا برحيلهن المبكر، حيث تتعهد الحكومات بتنفيذ اختياراتهن، حين يدفعن الطيور الى حيث لا أقفاص، حيث النور الذي هو بعض الله /الزمن المفتوح، الذي يمنح الأرواح المجد،
النسوة مجد الله على الأرض وبقاؤك هكذا تعلن الطيور التي تجتاز الجسور،
(لم يكن النهار الخامس والستون كولاداته الأولية، كامنًا تحت أسرة النوم، بل شاهده أفراد المجموعة الطبية أكثر حماسًا في الابتعاد عن التهور،)
لا بنادق صيد، لا قنابل صوتية، خفق اجنحة، لا ملائكة في الأمر،
انه الشرق حيث لا دم كدمه، لا موت كما يحدث الان، لا حكومة دجنت الخارجين من قمقم الجنوب، هنا تكون الطرقات سالكة، حيث لا يموت الصباح في العتمة،صباح ممتلئ حتى حافاته بالأسئلة،بما تطلقه الرئاسات الثلاثة،تلك الفواكه المصنوعة من الجص،
النسوة اللواتي جهزن الطعام عند اول طبقات المطعم التركي أعلن ان خضر وفواكه مجلس النواب لا تصلح للطبخ، مفردات من مطاط وخرق، ومن ورق،
البعض من المستشارين يحسنون بشكل جيد صناعة مالا يؤكل من مصادر الطعام،
البعض من النسوة اكتشفن ان عصائر الحكومة مسرطنة، وما يقدم من بسكويت و معجنات منتهية الصلاحية، لا اجهزة كشف كالدم الطالع نحو السماء، أو النازل كالنور على رؤوس المحتجين،
(وراء نصب جواد سليم ستتعثر قدماي بالعشب،
سيقول الذي بصحبتي: هنا جلست قبل ان أغادر حديقة الأمة، هنا عبثت أصابعي بالذكرى فكان الأخضر حصتها،
البنادق ثعالب، لا شأن للفتيان بفروها، الخديعة كل ما تملك.)
لا بوابة أفضل من الجنوبية،
(الجنوب نافذة، عبرها يتطلع البغداديون على العالم، ها انهم يتجمعون عند الباب الشرجي، ليعاينوا البحر، حيث أقام ابوهم بوارجه )
ها هنا تتم عملية الالتفاف، لم يتح له الموت فرصة الاختبار،
والأفق رايات، والساحة كائن خرافي،هنا اختلط القانون وسواه بالفوضى المقننة،بضغوط يستجيب لها الفرد تحت سطوة جماليات الجمع،
فتيان يمسكون بأردان ارواحهم و تفاصيلها، حيث تحاول الأشياء ان تنفلت، مسرعة تحاول ان تجتازنا،ان لا تترك على عربات التك تك سوى بعض الغبار،فيمسك بها الشهداء و الجرحى،والاختناق، فإذا بها تاريخ يعمل بالبنزين المحلي،بتعدد المصادر التي يعتمدها القضاة و المحققون،تاريخ يتمدد خارج المناهج،يديره تضافر العصيان والتمرد والنباهة،
(الرصاص الحي حجارة بعينين تبحلقان بالجماجم و القلوب،
حملة البنادق خلف المتاريس،حملة الأعلام أمام المتاريس،
البنادق تطلق أحشاءها لتجد ضالتها عند نهار غض، وجسد من نور،
الثوار نظاميون، لا فوضى في اعادة تشييد الخطوة بأي اتجاه كانت،)
كانت الحكومات غير محتشمة وهي تغير أدوات جسدها، (من قطع غيار،وملابس داخلية،)متعرية أمام الجميع،
اسكافيون و ميكانيكيون و صباغون و كهربائيون، حشود تحاول التحالف لإنتاج عربة ترام تجرها بغال، أي حوذي يقدر ان يدخل بركابه الذين يعتلون خشبات العربة /الترام شارع الشيخ عمر، أو نفق التحرير من غير ان يعلم ان بغاله تماثيل من خرق،وما كان ركابه سوى فزاعات، وان ما يهطل من السماء لم يكن ماء،بل هو الدم.
(لقالق كنيسة الأرمن لم تزل تنتظر ربيع عام ٢٠٢٠
أعشاشها التي عند الناقوس ستعيد ترميمها،
الانفجار الأخير في ١٥/ ١ / ٢٠١٨ (ستة عشر شهيدا وثمانية وستون جريحا)
ترك اثاره على الجانب الشرقي من تأثيثات الناقوس،
خزان المياه / ساحة الطيران يعاين أرواحا تتصاعد عند عنق جسر الجمهورية،
يتذكر عمال البناء والسيارات المفخخة، وحكومات اللصوص.
لقالق كنيسة الأرمن.. النهار شديد القتامة، من أغلق عينيه عن رؤيتنا؟
- التفاصيل
- حميد حسن جعفر
- ادب وفن
- 2284