يتابع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، ما يجري في الوطن من تظاهرات تدعو للقضاء على الفساد والمفسدين،

تظاهرات خرجت للمطالبة بالعدالة وتوفير العيش الكريم، الذي هو أدنى ما يمكن للحكومة أن تحققه للمواطنين،

تظاهرات لمن أُسيءَ لهم بسبب الفقر والعوز وغياب العدالة الاجتماعية، تظاهرات تمثّل الحقَّ الدستوري الذي يُراد سلبه، وإخراس صوته.

وهنا.. يقف اتحاد الأدباء بصوته ليساند المتظاهرين، ويرفع أعتى الاحتجاج لإدانة العنف المفرط، واستخدام الغازات المسيلة للدموع، والرصاص الحي من قبل القوات الأمنية، وقد أدّى هذا التصرّف إلى استشهاد خيرة شباب الوطن، وهم يدفعون بأحلامهم العزلاء بوجه الظلم.

فيا أيّها المتسيّدون في مواقع المسؤولية،

اعلموا أن تجاهلكم سيكبّد البلد خراباً لن ينتهي، وسوء إدارتكم سيجرُّ لويلات خطيرة،

لذلك، بادروا لاستيعاب مطالب الجماهير، وقفوا عند متطلّباتهم، واعتذروا ممن فجعتموهم مرّات ومرّات، نطالبكم بشدّة أن توقفوا حمّام الدم والاستباحة، وأن تكونوا على قدر تحمّل المسؤولية، اصغوا للهتافات وعالجوا القيح في القلوب قبل أن ينفجر أكثر فأكثر.

إن الدم العراقي غالٍ ومقدّس، فكونوا آباء للناس لا باطشين بهم، واحملوا مشروعاً حقيقياً يساعد الجميع ولا يقتصُّ منهم، واحموا الوطن من الغطرسة بالحوار.

لن يرحم التاريخ من يؤذي شعبه، ولن يغفر لكم الزمن قتلكم الأبرياء.

وأنتم أيها الأدباء، يا حملة الفكر والقلم، ويا أرباب الكلمة الحرّة والأصيلة، قفوا مع الوطن، قفوا مع الشهداء، قفوا مع الحقِّ، وادعو لحماية الأرواح، والممتلكات العامة، وارفعوا لواء السلام الذي سيقضُّ مضاجع السيّئين.

ساندوا اخوتكم بالكلمة والموقف والمؤازرة، فأنتم سجل العزّة للعراق.

المجد لأرواح من تُوّجوا شهداء في مواجهة العتاة، والسلامة والشفاء للجرحى، وللعراق الشموخ الدائم.

 

"مقتطفات"