طريق الشعب
يجمع قصص "طاقية الوهم" الاثنتي عشرة للقاص والصحفي المغترب عبد جعفر همس المكان.. المكان الذي لا يعني حفنة تراب أو محطة عابرة او منزلا في مدينة منسية، بل هو، كل هذه الموصوفات.. فضلا على عالم جعله الكاتب يتحدث لنا بهمس وبلسان فصيح عن يوميات تقترح علينا ان نعارض تهميش الانسان، وان نقبل هواجسه واشواقه واوهامه.
المكان الذي سخره عبد جعفر بمهارة احترافية لكشف الاوهام يعبر جغرافيا الرحلة التي عاشها الى بيئة مأزومة عبر حوار مع الاسئلة النائمة والاحداث التي لم يجف ضرعها النازف، ولهذا فانه اذ يأخذنا من ارصفة شط العرب الى مقاهي في شمال افريقيا عبر لندن "الماكرة" وازقة مدن بلا اسماء، فقد كان يقتفي مخلوقاته من اسرّة وقطارات وشوارع والكثير من العابرين والعابرات ويقبض على زلاتهم بافكار وازياء وامنيات تشكل مضامين القصص.
القاص من مواليد الخمسينات في حي الجادرية ببغداد، اغترب عن بلاده اواخر سبعينيات القرن الماضي واستقر في مطلع التسعينيات في عاصمة الضباب البريطانية، وطوال اعوام المنفى اصدر غير هذه المجموعة 3 مجموعات هي (البيت الاخضر) وصدرت في بيروت وتنقل يوميات منفاه في جنوب اليمن، ثم (سقوف المنازل) التي أرخت حياته اللندنية ، ثم (احزان المرايا والمسرات) وصدرت في الامارات العربية ، ويكتب الناقد فيصل عبدالحسين في توطئته للمجموعة قائلا ان الكاتب "التقط قصصه من زوايا نظر مختلفة، وباساليب متعددة، جمعت بين التحليل النفسي والاجتماعي والسياسي، ومن خلال سرد شائق، وتفنن في طرح الاشكاليات".
أما عبد جعفر نفسه فيكرس همس التجربة بقوله: "كثيرا ما التقط من احاديثي مع الناس حدثا، وعندما افشل في التوصل الى طريقة بناء القصة المطلوبة أشعر انها تمد لسانها امامي ساخرة مني ، لأني لم استطع اخراجها الى الضوء"

عرض مقالات: