ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة بابل، الاسبوع الماضي، الباحث عبد علي حسن الذي قدم محاضرة فكرية بعنوان "الغائية والتجنيس".

المحاضرة التي استمع إليها حشد من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الفكري، أدارها الشاعر جبار الكواز، فيما استهلها الضيف معرّفا بمصطلح "الغائية" عند الفلاسفة والعرفانيين، وبتطبيقاته في العمل الأدبي، وتجلياته من حيث دقة المصطلحات التجنيسية التي اختلطت مفاهيمها عند الكثير من الباحثين والنقاد والشعراء.

 وأوضح أن الغائية نظرية تزعم أن كل ما في الطبيعة وما يظهر فيها من معطيات، انما يتوجه إلى تحقيق غاية معينة، مضيفا أن الغائية أو (علم الغايات)، ترى أن العلة هي الكامنة وراء أنواع التغييرات، وانه حتى السلوك الإنساني الأكثر عقلانية يفسر بأنه خاضع لتأثير الغاية، وان الطبيعة خاضعة للغاية، إلا انها تتشكل بطريقة غير واعية، والانسان هو الذي يحدد الغاية بطريقة واضحة".

وأشار الباحث حسن إلى ان مصطلح "الغائية" مشتق من "الغاية"، التي تعني الإيمان بأن للعالم معنى وهدفا وغاية تتجاوز الحركة المادية للبشر، لافتا إلى أن هذه الرؤية دينية توحيدية مشتركة "إذ يشترك معها بعض الايديولوجيات العلمانية، كالماركسية، على عكس العدمية التي ترى أن العالم ما هو إلا حركة لا معنى لها ولا غاية".

وأضاف قائلا أن أول من عرّف "الغائية" هو الفيلسوف أرسطو، وأن أصحاب مذهب الغائية جعلوا العالم بكل ما فيه يتوجه نحو غاية غير واعية لدى الموجودات الطبيعية، وواعية بالنسبة للإنسان.

بعدها انتقل الباحث الضيف إلى الأدب، متسائلا عن الغائية العميقة وراء التجنيس الأدبي في حال إذا كانت واعية أم غير واعية، وعن انعكاسات ذلك على أنماط التجنيس وشروطه واشتراطاته وتأثير ذلك في الأدب والثقافة.

 وشهدت المحاضرة مداخلات أغنت موضوعها، قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم عبد الأمير خليل مراد، هلال الشيخ علي، سعد الشلاه، ذياب شاهين، أحمد الخيال ومالك مسلماوي.