كم هائل من الروايات العراقية صدر وما زال يتواصل.. وحركة النشر في تسارع مستمر عن العطاء الروائي حتى أصبح فن كتابة الرواية ظاهرة في الحياة الثقافية العراقية بعد 2003. وبهدف الوقوف عند هذه الظاهرة ومعرفة ابعادها واهميتها وجدواها؛ توجه الزميل علاء الماجد الى عدد من الروائيين والنقاد لاستطلاع آرائهم التي سننشرها في ثلاث حلقات.

1- الروائية ميسلون هادي

الروايات التي سأذكرها هي الأفضل من بين الروايات التي قرأتها، وليست أفضل الروايات العراقية التي صدرت منذ عام 2003، فأنا لم أقرأ جميع الروايات مع الأسف، وأود الاشارة إلى أن النتاج الروائي الصادر منذ عام 2003 حتى الآن، يبدو انفجارياً من حيث الكم، ولكنه سيفرز بمرور الزمن نوعاً يعتد به، وأهم ما يمتاز به هذا النتاج، على ما أظن، هو خصوصية كل تجربة عن التجربة الأخرى، واختفاء ظاهرة تجميع الأدباء في مصطلح واحد" . يا مريم"، سنان أنطون / "الحفيدة الأمريكية"، إنعام كججي / "بيت على نهر دجلة"، مهدي عيسى /  "الصقر "، "اللا سؤال واللا جواب"، فؤاد التكرلي / "السيد أصغر أكبر"، مرتضى كزار / "عشاق وفونوغراف وأزمنة"، لطفية الدليمي /  "ريام وكفى"، هدية حسين / "ملائكة الجنوب"، نجم والي / "فرانكنشتاين في بغداد"، أحمد السعداوي / "الأمريكان في بيتي"، نزار عبد الستار/ "سلاطين الرماد" ، سعد هادي / "دوامة الرحيل" ناصرة السعدون .

2- اد. سلامة الصالحي

صدرت بعد 2003 روايات عديدة وبرزت أيضا اسماء عديدة وكان الكم كبيراً... بعضها يرتقي الى مستوى الرواية المتكاملة والبعض الاخر لا يعدو ان يكون ذكريات شخصية لكن ايضا لها اسقاط على واقع العراقيين ومعاناتهم.. الروايات التي قرأتها كثيرة ولكني سأختار ما علق في بالي وطرح في داخلي اسئلة و قلقاً.. لطفية الدليمي وروايتها الرائعة (نساء زحل).التي تتحدث عن الحرب الطائفية والهجرة والحسرة التي كمدت قلوب كثير من الناس وعن بغداد التي تشوهت معالمها وهاجر وقتل الكثير من اهلها... رواية (بغداد حلم وردي) لميسلون هادي ..تكاد تكون ابنة صغرى لرواية نساء زحل والتي تتحدث ايضا عن لوعة وحزن بغداد واهلها بعد 2003.. رواية (نحيب الرافدين) لعبد الرحمن مجيد الربيعي التي تتحدث عن كوارث وتفاصيل الحرب العراقية الايرانية وما طرحته من الام ومواجع... (فرانكشتاين في بغداد) لأحمد السعداوي وتكاد تكون من اهم ما صدر عن الحرب والموت في بغداد بعد السقوط .. (كيس اسود مخصص للأزبال) لخضير ميري التي تتحدث عن السجون والاعدامات ومحنة العراقي تحت سوط الطاغية ونظامه الشمولي وإجرامه. و(أد) لطه الشبيب. . والتفاصيل الصغيرة والدقيقة لما حدث ويحدث بالبلاد..."الضفاف السعيدة" لعدنان القرغولي ...و"جماليات وسحر الحياة البغدادية" و"فردوسنا المفقود". (صعودا الى بغداد). لمردان شرماهي التي تتحدث عن فترة الستينات وما اعقب العهد الملكي من ثورة وفوضى واحداث ويبدو انها السيرة الذاتية للكاتب . (حفر الباطن) لعبد الكريم العبيدي والتي مثلت كمسلسل يؤرخ عذابات العراقيين ومقابرهم الجماعية ومآسيهم التي سببت مأسي اخرى و(احببت حمارا) لرغد السهيل التي تتحدث ايضا عن جنون الفوضى والموت المجاني في العراق وبغداد تحديدا..

3- الناقد علي حسن الفواز

الرواية العراقية تحولت الى شهادة. والروائي صار شاهدا ومدونا. وهذا ما اكسب الكتابة الروائية حضورها ما بعد مرحلة التغيير السياسي في العراق وأحسب أن روائيين مثل احمد سعداوي ولطفية الدليمي وانعام كججي وطه الشبيب وخضير فليح الزيدي وحميد الربيعي وناظم العبيدي وسعد محمد رحيم ووارد بدر السالم وعلي بدر وعواد علي وغيرهم اتخذوا من الرواية سباقا ثقافيا وأنثروبولوجيا تمظهرت فيه محنة الهوية والوجود. فضلا عن انفتاح هذا النمط الروائي على اقامات اسلوبية أكسبها حضورها المميز على مستوى التلقي وعلى مستوى الحفر في التاريخ وتموضع الكاتب عند عتبة تنفتح على السري والمسكوت عنه. ما يمكن تسميته بصدمة الرواية هو العلامة الفارقة في هذه الكتابة. حد انها وضعت الرواية امام لعبة تعرية التاريخ وصناعة المتخيل الوثائقي الذي يصلح للكشف والتعرية وصياغة عتبات مفارقة للكثير من أسئلة الود والمعنى والكليات التي يصنعها المتخيل الجمعي المجهض والعصبي..روايات مثل (فرانكشتاين في بغداد) و(طشاري) و(عذراء سنجار) و(ابناء الماء) و(فندق كويستان) و(احمر حانة) هي شهادات اكثر منها مدونات في اللعبة الروائية .

4-الاديبة ايناس البدران

لعل افضل ما قرأت من روايات عراقية صدرت منذ عام 2003 وحتى الان هي ..

(تسارع الخطى) .. الروائي احمد خلف

(فرانكشتاين في بغداد) .. الروائي احمد السعداوي

(نحيب الرافدين) .. الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي

(نساء زحل) .. الروائية لطفية الدليمي

(طشّاري) .. الروائية انعام كجه جي

(خاتم الرمل) .. الروائي فؤاد التكرلي

(العيون السود) .. الروائية ميسلون هادي

(قيامة بغداد) .. الروائية عالية طالب

(بحر ازرق قمر ابيض) .. الروائي حسن البحار

(تحت سماء كوبنهاغن) .. الروائية حوراء النداوي

هذه الروايات التي فاز بعضها بجواز قيمة او رشح لها كالبوكر وأدب الرحلات .. كلها تشترك بصفات اهلتها لهذه المكانة المرموقة والمتميزة على خارطة الابداع العراقي ، اذ انها تعبر بعمق وعفوية عن نوازع النفس البشرية وانثيالات الأفكار ، تتغلغل ببواطن الواقع العراقي .. تحفر عبر الطبقات الزمنية والحقب المختلفة ، وتلج عوالم سحرية لا مرئية لتروي كل ما هو مسكوت عنه من هموم الانسان المعاصر عبر هدم الواقع وإعادة بنائه على الورق وفق رؤية عميقة وواعية للروائي مع ملاحظة توفرها على المفارقة وحسن توظيفها في سياق السرد وتكثيف الوقائع . جلّها يؤرشف للأسى العراقي المزمن بلغة تشدّ اليها القارئ وهو ما يتطلب من الروائي إحساسا عاليا بحركية الحياة ونبضها المتجدد ونفسا طويلا في استيعاب الاحداث .

5-الروائية صبيحة شبر

كتبت الروايات العراقية بعد 2003 لتعبر عن صعوبة الحياة و تفصيلاتها ، والفوضى العارمة التي سادت في مختلف الميادين، وظهرت مئات الروايات ، اذ شهد العراق ثورة سردية كبيرة ، فما هي احسن الروايات العراقية الصادرة بعد عام 2003 ، وما هي الأسس والمعايير التي يمكننا في ضوئها ان نقول ان الروايات التي نذكرها تعتبر من اجمل الروايات وأفضلها؟ والفن الروائي ككل فن يختلف في تقييمه النقاد والمتابعون، نتيجة لتباين الأذواق واختلاف الثقافة ، وهناك روايات عراقية فازت بجوائز عراقية وعربية وعالمية ، فهل يكون الفوز دليلا على الأفضلية، غالبا ما نسمع ان التقييمات تخضع للمزاج الشخصي ، وليس هناك ما يجمع عليه النقاد والمتابعون ، وقد انطلقت الروايات العراقية بعد التغيير  تصور الحياة العراقية وتبرز المسكوت عنه وتتحدث عن الفئات المهمشة التي عانت الحرمان والتعذيب ، كما صورت الروايات العراقية حالة الغربة الشديدة التي عانى منها العراقيون وهم يضطرون الى مغادرة بلدهم الحبيب والعيش في بلاد غريبة ، وامتازت الرواية العراقية بعد عام 2003 بالجرأة الكبيرة في طرح الثيمات المختلفة والتي كانت محرمة في عصر الدكتاتورية ، حالة العنف المستشري في حياتنا العراقية كان لها النصيب الأكبر في اهتمام الروائيين، ليس عندي احصائية تبين عدد الروايات التي صدرت بعد عام 2003 ، بعض الباحثين يرون انها اكثر من سبعمائة رواية ، تختلف في مستوياتها الفنية والفكرية ، وهناك روايات اكتسبت شهرة كبيرة مثل (فرانكشتاين في بغداد) التي تتحدث عن العراق الذي  يعيش على وقع حروب طاحنة وتنظيمات متشددة وتوترات طائفية واعمال عنف وتفجيرات تطول المدنيين ظن العراقيون لبعض الوقت ان زمنها قد فات بعد التغيير. ومن الروايات المشهورة ( خان الشابندر) لمحمد حياوي ، ورواية( ليل علي بابا الحزين)  لعبد الخالق الركابي، ورواية( طشاري) لأنعام كجة جي، ورواية( نساء وفوتوغراف وأزمنة للروائية لطفية الدليمي، ورواية( ظلال جسد... ضفاف الرغبة) لسعد محمد رحيم.

عرض مقالات: