في الفترة ما بين 17 و22 نيسان 2019 شهدت بورصة الفن في امستردام، في نسخنها الخامسة والثلاثين عرضا تشكيليا متنوعا لعدة مدارس وأساليب مختلفة تعكس تنوع الثقافات‘ وتمنح مؤشرات لاتجاهات الفن الأوربي بشكل عام، وبالإضافة الى عروض الأروقة الهولندية، ساهمت في العرض أروقة من بلجيكا والمانيا واليابان‘ وكان ضيف هذه النسخة لهذا العام مقاطعة كاتالونيا.

الفنان العراقي المغترب قي هولندا، الرفيق قاسم الساعدي‘ أقام له رواق (فرانك فلكهاوزن) معرضا شخصيا لأعماله. استخدم الساعدي في العمل الواحد أكثر من أسلوب: الرسم، النحت البارز، الكرافيك، إضافة الى السيراميك. وقد عكست أعماله انشغاله الدائم بالمشهد الإنساني، بالصراع ما بين قوى الجمال، وقوى البشاعة والقبح، فهو يأخذ مادته من الواقع، ويعيش معاناة وقسوة المشهد المعقد في الوطن، وتنعكس هذه القسوة في في العمل الفني من خلال الثقوب والحفر وندوب الجراحات، تعبيرا عن الألم الذي لا انتهاء له، ولكنه أيضا الألم الذي يقف بوجهه خيط أخضر من الأمل، وبدون هذا الخيط يسقط الفنان في العدمية.

شهدت البورصة إقبالا واسعا، وحظيت أعمال الساعدي بالاهتمام، وأثارت نقاشا وحوارا جادا معه، وكان متحف مدينة (خاودة) قد أصدر كتابا عن أعمال الفنان الساعدي بعنوان: صباح الخير بغداد، كما أصدر متحف الآثار الفنية القديمة في مدينة لايدن أيضا كتابا عن أعماله بعنوان: في الطريق الى الموصل.