سلام على سوق الشيوخ والشباب والشعراء..
نصّ الكلمة التي ألقاها الأمين العام لاتحاد أدباء العراق الشاعر ابراهيم الخياط صباح الخميس ٤ نيسان ٢٠١٩ في افتتاح مهرجان (مصطفى جمال الدين) السابع على قاعة الشهيد فرقد الحسيني في مدينة سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار:
صباح الخير والنور والسلام عليكم
مسؤولين وأساتذة وزميلات وزملاء وضيوفا وأهلَ دار هم خيرُ أهلٍ في خير دار وأنعمْ بها سوق الشيوخ.. وتبريكاتي لمهرجان مصطفى جمال الدين بدورته السابعة - دورة الشاعر جميل حيدر هذا الاسم المدوّي منذ أسرة "الأدب اليقظ" الى "الرابطة".. هذا المتألق من النجف الى سوق الشيوخ.. فهو حلقة الوصل في تلاقح الأجيال الأدبية المتعاقبة هنا، وهو أيضاً النجم اللامع في الصالونات والمجالس الثقافية البغدادية.. وهو الذي كان دوما يحمل إبداعه الفذّ وصبره الخرافي لأنه جميل حيدر قديس الشعر..
أيها الحفل الكريم..
قبل أيام أشار عليّ العزيز علي الغريفي أن أتحدث عن القضاء الثقافي، نعم فبعد عواصم الثقافة ومدن الثقافة فإن ظاهرة أخرى تنامت هي ظاهرة الأقضية الثقافية.. وهنا لابد أن نقرَّ بأن القضاءَ الثقافي يستلزم وجود تأريخ ثقافيّ زاخر للقضاء مع وجود حركة ثقافية راهنية ومثقفين يديمون زخمها وهذا ما نراه في قضاء سوق الشيوخ الذي ينطبق عليه الشرطان بل وزيادة لأنه ينهض بتنظيم مهرجان وطني كبير ونحن نرفل الان في ضيافته الكريمة وهذا ما يدعونا بحق أن نطلق في كلّ عام اسم قضاء وننعته بقضاء الثقافة لعام كذا،، ومن هذا المنبر أدعو وزارة الثقافة الى أن يكون قضاء سوق الشيوخ هو قضاء الثقافة لعام ٢٠٢٠ وذلك بوضع برنامج وتخصيصات مالية لبناء الأطر الثقافية اللازمة ههنا..
ثم نتلوه بأقضية هيت والفلوجة وسامراء وطوزخورماتو والشطرة والزبير والكوفة وبغديدا وتلعفر وخانقين، وقد نضطر الى ترشيح النواحي أيضاً اذا أصبحت لدينا عدة نواح مثل الاسكندرية ومنتداها الزاهر..
أيها الحضور الكرام..
بعد أيام قلائل سيتوجه أدباء العراق وكتّابه الى دورة انتخابات جديدة أطلقنا عليها اسم شاعرنا وأستاذنا الكبير "ألفريد سمعان" وقد رشّح على القائمة العامة سبع وثمانون أديبة وأديبا فيما رشّح على الكوتات الكردية والتركمانية والسريانية سبعة أدباء، وقد رشّحت خمس عشرة أديبة في هذه الدورة وبنسبة تشكّل ١٧٪ من عددِ المرشحين كما رشّح ثلاثة وعشرون أديبا وأديبة من أهل الدكتوراه بما يشكّل نسبة الربع أي ٢٥٪ من عدد المرشحين، ونسبة الشباب المرشحين كبيرة جدا بما يُفرح ويُبهج اذ رشّح خمسون أديبة وأديبا من مواليد الستينات والسبعينات وهذا أكثر من نصف عدد المرشحين طرّا، كما بلغ عدد المرشحين من مواليد الخمسينات ثلث العدد الكلي بينما رشّح تسعة أدباء من مواليد الأربعينات، أما المفارقة فكانت بأنّ ثلاثة مرشحين هم من مواليد الثلاثينات ومرشحين اثنين فقط من مواليد الثمانينات، فيما الغرابة أن لا أديب من مواليد التسعينات قد رشّح وهم في الثلاثينات من أعمارهم العامرة..!! أمنياتي أن يكون ترشيحهم كثيفا في الانتخابات المقبلة عام ٢٠٢٢.
ونقول لكم بأنّ هؤلاء المرشحين كلَّهم هم بنات وأبناء الاتحاد، اتحاد الجواهري الكبير الذي استقرَّ قطاره على السكة الصح بعد ٢٠٠٣، وفي اتحاد الأدباء اعتبرنا أن سنة ٢٠٠٣ تجبُّ ما قبلها بعد التخلص من تشوهات الدكتاتورية المقيتة وبعد عودة الاتحاد الذي أُخذ رهينة بيد النظام السيء السابق وجندرمته الأدبية..
لقد ذهبت الأيام الزيتونية الفاشية، ولا يمكن أن تعود أيام القادسية السوداء وأيام مخازي صفحة الغدر والخيانة وأيام كتابة قوائم الأدباء (المرتدين) في جريدة "بابل" وأيام امتهان الأدب والأدباء، كلا..
.. فالأدباء الحقيقيون هم الذين يكونون صوت الناس لا صوت الجلاد
الأدباء الحقيقيون هم الذين يكونون ضمير الناس لا ضمير الغستابو..
الأدباء الحقيقيون هم الذين يحملون آلام الناس وآمالهم لا أنواط القتلة..
وعليه فالأدباء الحقيقيون هم الجديرون اليوم بقيادة اتحاد صار قوة عراقية قديرة ويقول رأيه بجرأة وفخر ويُؤخذ برأيه ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وسياديا..
فسلامٌ على اتحادنا الكبير الكبير اسما وتأريخا وموقفا..
وسلامٌ على الجواهري ومصطفى جمال الدين وهما شاهدان رمزان على ظلم ووحشية وبربرية ودناءة البعث وصدام حسين والبيادق الثقافية من كتبة التقاريرِ..
وسلامٌ على التجمع الثقافيّ السقشخيّ وهيأته الإدارية ورئيسها الحميم أبي ديار..
وسلامٌ على سوق الشيوخ والشباب والشعراء والفرسان..
وسلامٌ عليكم...