لو على أعوادِها

 

كما انتصرَ المَسيحُ بصَلبِه

 

علَّقُوك...

 

على جباهِ الأذِلَّةِ تبصقُ

 

مَنْ باعَ الضميرَ مِنهُم

 

ومَنْ بحفنةِ الدنانيرِ

 

وأنتَ الذهبُ الصافي

 

باعُوك...

 

يا جبلاً أشمَّ، وما انحنَى

 

للضائعينَ، وأولادِ الخَنا

 

كالنسرِ كنتَ لهُم

 

بعينيكَ العراقُ أرعبتَهُم

 

ولَّوا الأدبارَ أذِلة

 

وما أرعَبُوك....

 

على أعناقِهم التفَّتْ حِبالُهُم

 

إلى صدورِهم ارتدَّت نبالُهُم

 

نارُهم أحرقتْ حصيدَهُم

 

خائبينَ ظنُّوا أنْ بِها

 

وهيَ بَرْدٌ وسلامٌ

 

أحرَقُوك...

 

كما الرمادُ تذرُوهُ الرياحُ

 

انقشعُوا

 

بجحيمِها اصطلتْ وجوهُهُم

 

وما نالوك...

 

فلو ذلكَ صارَ مَنْ لليتامَى؟

 

من للكادحينَ، ومَنْ للأيامَى؟

 

وكيف يطيبُ الغناءُ بناي الرُعَاة؟

 

وهل سيكتبُ الشعراءُ المُعلَّقات؟

 

مَنْ غيرَكَ يا أباَ الفقراء

 

مزَّقَ عقد البيعِ

 

بينَ المالكِ والمَمْلُوك؟

 

وما ارتضى الفاسدَ يُمسِي سيِّداً

 

أو يعتلي العَرشَ ابنُ زانيةٍ

 

ما في بطانتِهِ إلاَّ الفاسقُ

 

والصُعلُوك...

 

مزاميرَ سِحرِهم نفخُوا

 

وكلَّ بغاثِ الأرضِ حشَّدُوا

 

أعورَ دجالٍ وحاقدِين

 

قوميينَ، رجعيينَ، بعثيين

 

وكلَّ فاسقٍ تلفَّعَ بالدين

 

على أعقابهم ردُّوا خائبين

 

قيدَ أنملةٍ عن عرينِك ما زحْزحُوك...

 

 

لو قلعُوا منكَ الأظافرَ

 

والعينَين

 

أو من حُرَّةٍ نتفُوا الضفائرَ

 

واستأصَلُوا الثديَين

 

وفي قطارِ موتِهِم

 

حشرُوا الجبالَ بكبريائِها

 

وأعموا ينابيعَ مائِها

 

ففي ذمامِ الصامدينَ عهدٌ

 

ذاكَ ديدنُهم، وللأمانةِ وعدٌ

 

أوليسَ للأوفياءِ إلاَّ وفاءُ الدَين

 

ما باعَ منهُم سِرَّهُ

 

ما مثلَ الرعاعِ خاصمَ صبرَهُ

 

دمٌ منهُ يسيلُ وزارَ قبرَهُ

 

حتى من دماهُ ارتوَتْ

 

جنائِنُ وردٍ أينعَتْ

 

وأزهرَتْ حُبَّاً سهولُ الرافدَين

 

لو مكرَ الماكرُونَ بمكرِهِم

 

وهُم على الخديعةِ قادروُن..

 

للصُلحِ كفَّاً شهرُوا

 

وأقنعةً من صفيحٍ

 

يرتدوُن...

 

طعنُوا الشهيدَ بغدرِهِم

 

رصاصةٌ طائشةٌ

 

كاتمُ صوتٍ

 

حادثُ سيرٍ بعلمِهِم

 

مسكينةٌ هي الأمُّ

 

مكسورَةً باعتْ سِوارَها

 

ثمنَ الرصاصِ عليهِم أهلُه

 

مُرغمِينَ يدفعُون...

 

لا دمعةَ منهُم تسيلُ

 

ولا مأتمَ حزنٍ يُقيمُون

 

منهُم من حَواهُ قبرٌ

 

ومنهُم كما تُنثرُ الغِلالُ

 

للوَحشِ في البريَّة

 

كالهدايا يُنثرُون...

 

أولادَ النغلِ

 

أناشيدكُم تُصدِّعُ الرؤُوس

 

دمَ الشرفاءِ تشربُونَ الكؤُوس

 

حمائمَ بيضاءَ زُوراً تُطلقُون...

 

ولو هذا، ولو ذاكَ، ولو

 

لو ماتَ فهدٌ، مُحمدٌ، وصارِم

 

أو غابَ ستَّارُعنَّا، وحازِم

 

إنْ ودَّعتْنا انتصارُ، وأُعدِمَ باسِم

 

لو يغدِرُالأوغادُ فينَا...

 

أو على حسامٍ، سميرٍ، وجبار

 

جفَّتْ مآقينا...

 

حُبُّ العراقِ وشعبِهِ

 

بوصَلةٌ بِها نستدِلُّ

 

وذكرى الشهيدِ نِبراسُنا

 

وهي هادِينا...

 

فليشهدْ التأريخُ فينَا...

 

ولتنهلْ الأجيالُ منَّا أغانِينَا

 

كُلُّنا اليومَ فُهودٌ، كُلُّنا صَوارِم

 

جمعُنا ستاتيرُ، وكُلُّنا حوازِم

 

ما حنيْنَا الرؤُوسَ

 

ولسْنَا نُساوِم...

عرض مقالات: