اكدت تجارب التاريخ على ان ثورة العشرين التي انطلقت في العراق في 30 حزيران عام 1920 قد انتصرت سياسياً بفعل عوامل عدة في مقدمتها تحالف الريف مع المدينة مما يؤكد ان اية ثورة لاتنفذ الى اعماق الجماهير لايمكن ان يكتب لها النجاح هذا من جهة ً، وان ثورة العشرين قد اكدت على ان ارادة الشعوب هي التي تصنع الثورات ضد الاستعمار واعوانه من جهة اخرى .

ثمة حقيقة تاريخية، وهي انه على الرغم من استمرار الثورة لمدة 6 اشهر تقريباً الا ان روحها مازالت حيةٌ في تاريخ العراق والعراقيين ، حيث زرعت هذه الثورة بذور المواقف الشجاعة وعبدت الطريق امام الشعب العراقي ليكون على الدوام ثائراً ضد الظلم والطغيان، فقد استحضر الشعب العراقي روح ثورة العشرين في وثبته المشهودة وثبة كانون الثاني عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث السيئة الصيت، وظل الشعب العراقي يستحضر روح ثورة العشرين ليتوجها بأنتصار كبير في ثورته العملاقة ثورة 14 تموز 1958 .

من هذا المنطلق، ظل الاستعمار وعملائه من الرجعيين المحليين يتخوفون من بقاء شعلة روح ثورة العشرين في نفوس الشعب العراقي فعملوا كل مابوسعهم من اجل اطفاء هذه الشعلة ومسح ثورة العشرين من ذاكرة الشعب العراقي .بتعبير اوضح، هناك سؤالين الاول لماذا اختار المجرم ناظم كزار يوم 30 حزيران عام 1973 وهو يوم مرور الذكرى الثالثة والخمسين على ثورة العشرين للقيام بمحاولته هل كان ذلك مجرد صدفة ام اراد القيمين على النظام السابق ضرب عصفورين في حجر واحد هو مسح ذكرى ثورة العشرين، واشغال العراقيين بحدث مشبوه ومشين والسؤال الثاني لماذا تم اختيار يوم 30 حزيران 2004 وهو مرور ذكرى الرابعة والثمانين على انطلاق ثورة العشرين يوم لانتقال السيادة من الامريكان للحكومة العراقية فمن المؤكد ان الامريكان ارادوا رد اعتبار حليفتهم بريطانيا التي مازالت تعاني من عقدة ثورة العشرين .

وفي الواقع ان الاستعمار سواء ان كان بريطانياً ام امريكياً والطغاة المرتبطين بهذين الاستعمارين لحماً وعظماً كما يقال ، والذين نصبوا على رقاب الشعوب المتحررة لايروق لهؤلاء الطغاة ان تحتفل شعوبها بثوراتها التحررية لان ذلك يهز وجود هؤلاء الطغاة في الصميم .

اخيراً وليس اخراً اذا اردنا وطناً حراً شريفاً يحكمه ابناءه الشرفاء ويعيش شعبه حياةً حرة كريمة بعيدة عن التسلط والنهب والمكر والخداع الاستعماري والرجعي فعلينا ان نستحضر ثورة العشرين التي تبقى ذكراها امل الفقراء والمعدمين وكل عراقي شريف يحب بلده ووطنه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الجامعة المستنصرية