في كل عام وفي الرابع عشر من شباط، يستذكر الشيوعيين العراقيين واصدقائهم هذا اليوم الذي اعتبر رمزا للشهادة والتضحية من اجل الوطن والشعب والمبادئ.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1949 أقدمت السلطة الملكية المقبورة على اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الابطال (فهد – حازم – صارم) معتقدة بانها بهذا العمل الاجرامي الجبان قد قضت على الحركة الوطنية العراقية التي كان رائدها وقائدها حزب الشيوعيين العراقيين، لكنها بالتأكيد عاشت احلامها الوهمية حين اكتشفت بأن فعلتها الشنيعة هذه واللاإنسانية قد امدت الحركة الوطنية العراقية بعزيمة وارادة وثبات منقطع النظير وايضا كان ذك الحدث قاعدة قوية وصلبة ليتحرر العراق من النظام الملكي الرجعي صبيحة يوم الرابع عشر من تموز عام 1958 بثورة شعبية وطنية مباركة من كافة اطياف وتلاوين الشعب العراقي الثقافية والاجتماعية والسياسية وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام وبألم مميز ذاكرة كل الشيوعيين العراقيين واصدقائهم .
لقد توهم نوري سعيد والسلطة الحاكمة والادارة البريطانية آنذاك ان الطريق الافضل لكسر عزيمة النضال الجماهيري وتصفية الحزب الشيوعي هو باعدام قادته الابطال التي كانت خسارة كبرى لحقت بالحركة الشيوعية بوجه خاص وبحركة التحرر الوطني في بلادنا بوجه عام.
ان الشيوعيين العراقيين واصدقائهم ومناصريهم يدركون جيدا بأن يوم الشهيد الشيوعي هو مناسبة وطنية للوفاء لشهداء حزبنا ونضالاته، ومن اجل استخلاص الدروس والتزود من حكمة الشعب بالذخيرة المناسبة لمواصلة مسيرة النضال بحثا عن أفضل وانسب الحلول لكل ما يواجه الوطن من ازمات ومنعطفات.
وفي شباط الاسود عام 1963 اطلق وحوش انقلابي عفلق البيان رقم (13) الذي اباح هدر دم الشيوعيين العراقيين من دون محاكمة واباحوا ايضا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء و"فتاوي". وكشفت حقائق التاريخ عبر العقود الماضية المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي مثل هكذا شعارات ، والجدير بالذكر ان كل اللذين يرفعون الان عقيرتهم لتشويه سمعة وتاريخ الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل او محاولة تهميش دورهم النضالي لا يستمدون دلالاتهم الا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه اسلافهم.
ان الشيوعيين العراقيين يستلهمون من ذكرى استشهاد قادة حزبهم الاشاوس اللذين وهبوا أنفسهم لقضية الحزب والطبقة العاملة من اجل ان تضل راية حزبهم خفاقة للأبد، عزما يزيدهم واصرارا على مواصلة النضال الى امام تحت الراية العظيمة من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسعادة الشعب وسيادة القانون.
ان ذكرى استشهاد قادة الحزب (فهد – حازم وصارم) هؤلاء الابناء للشعب العراقي واللذين اسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية الحقة وتابع من بعدهم ابطال اخرون طريق التضحية وفي مقدمتهم شهيد الحزب والشعب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء الابطال من كل محافظة ومدينة وقرية عراقية الى يومنا هذا، سيبقون الامثولة التي تنير الدرب نحو الوطن الحر والشعب السعيد.
قرنفلة حمراء وتحية وفاء لكل شهيد شيوعي مضى بطلا مرفوع الرأس من اجل بناء العراق الديمقراطي الموحد.

عرض مقالات: