في العام الفائت 2019 احتفلت قوى اليسار والسلام والتقدم بالذكرى المئوية لاستشهاد مؤسسا الحزب الشيوعي في المانيا المناضلة والمنظرة الماركسية البارزة روزا لوكسمبورغ ورفيقها كارل ليبكنشت وجمع من قادة وكوادر الحزب وثورة تشرين الأول 1918. وقد شهدت اغلب عواصم العالم ومدنه فعاليات متنوعة في المناسبة ونشر وسائل الاعلام ومراكز البحث اليسارية والتقدمية الكثير من البحوث والدراسات والمقالات التي تناولت سيرة المناضلين وارثهم السياسي والفكري واهم الاحداث السياسية التي ارتبطا بها.
وفي المانيا حيث عاشا وناضلا، تستذكر قوى اليسار والتقدم سنويا في عطلة نهاية الأسبوع الثانية من كانون الأول، ذكرى استشهاد هذين الرمزين الكبيرين، اللذين تمت تصفيتهما في 15 كانون الثاني 1919 على ايدي الفيلق اليميني الحر، وبضوء اخضر من حكومة الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة فريدريش ابرت. وكان استذكار هذا العام يحمل الرقم 101 .
ويتضمن برنامج الاستذكار عادة سلسلة من الفعاليات تبدأ بمشاركة الآلاف صباح الاحد بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للاشتراكيين في مقبرة فريدريشفيلد في العاصمة الألمانية برلين حيث دفن الشهداء. ويتقدم الجموع الزائرة زعيما حزب اليسار الألماني ييرند ريكسنغر، وكاتيا كيبينغ وورئيسا كتلته البرلمانية ديتمر بارتش وأميرة محمد علي، وشخصيات قيادية أخرى.
ودعا الى التظاهرة وشارك فيها تحالف واسع من قوى اليسار والتقدم والحركات الاجتماعية. ونظمت تظاهرة هذه العام تحت شعار: "لا أحد ينسى – انهضوا وقاوموا". ووفق معطيات الجهات المنظمة شارك في تظاهرة هذا العام أكثر من 10 آلاف، وامتازت التظاهرة بحسن التنظيم ولم يعكر مسارها اية معوقات، باستثناء اعتقال شخصين بعد نهايتها، لأسباب غير معروفة. وانتشرت الرايات الحمر لليسارين والشيوعيين على اختلاف منابرهم التنظيمية، الى جانب اعلام ولافتات تعبيرا للتضامن الواضح مع "عصبة المعادين للفاشية" التي تعرضت في العام الأخير الى حملة قانونية ظالمة أدت الى الغاء اعتبارها جمعية خيرية، ما يشكل خطرا جديا على وجود المنظمة وإمكانية استمرارها.
واهتمت التظاهرة بقضية مقاومة الصعود الجديد للفاشية في المانيا وبلدان أخرى، وتزايد خطر الحرب في جميع أنحاء العالم. وحمل المتظاهرون لافتات تدين جرائم المجموعات النازية الجديدة ومنها اغتيال عمدة مدينة كاسل الديمقراطي المسيحي فالتر لوبك في تشرين الأول الفائت. الى جانب التحذير من مناورات حلف شمال الأطلسي المخطط اجراؤها بالقرب من الحدود الروسية في حزيران المقبل.
وكانت الرئيسة المشاركة لحزب اليسار كاتيا كيبنغ قد عرضت قبل الاستذكار بيوم واحد، وثيقة اقرها الاجتماع المشترك الذي يعقد عادة في بداية كل عام بين قيادة الحزب ورئاسة الكتلة البرلمانية في البرلمان الاتحادي، ورؤساء كتل الحزب البرلمانية في الولايات. وتضمنت الوثيقة مطالبات حزب اليسار بإصلاحات شاملة سياسة اجتماعية الشاملة منها؛ منها زيادة المعاشات التقاعدية، على ان يكون الحد الأدنى للراتب التقاعدي 1200 يورو شهريا، وإلغاء سن التقاعد المحدد بـ 67 فأكثر، وكذلك ما يعرف في المانيا باجندة "هارتس 4 "، التي قضمت جوانب عديد من الضمانات الاجتماعية التي كانت قائمة قبل إقرار هذه الحزمة في عهد المستشار الديمقراطي الاجتماعي كيهرد شروده، الذي قاد هجوما منظما لليبرالية الجديدة على دولة الرفاه الاجتماعي. وطالب الحزب أيضا بجعل النقل العام المحلي مجانيًا، على الأقل للأطفال والشباب. وبمزيد من مشاركة ممثلي العمال في اتخاذ القرارات في المصانع، وبرواتب أفضل للعاملين في قطاع التمريض وتربية الاطفال. وقال كيبينغ عند عرضها للوثيقة: "ان دولة الرفاه تحتاج إلى أكثر من مجرد تحديث، فهي بحاجة إلى نظام جديد وآليات عمل جديدة.