أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح السبت الماضي، حفلا لإحياء المنجز الإبداعي والحضور الثقافي لشاعر الشعب الراحل أخيرا عريان السيد خلف.
حضر الحفل الذي شهدته باحة مقر الاتحاد في ساحة الاندلس وسط بغداد، والذي حمل عنوان "عريان السيد خلف شمس في ليل العراق الطويل"، جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين من العاصمة وبقية المحافظات، فيما تحدث فيه عدد من الأدباء والشعراء عن المنجز الإبداعي للفقيد.
د. أحمد الزبيدي، استهل الحفل بقراءة خاطرة أشار في محتواها إلى ان "الشعراء لا يموتون، لأنهم خالدون في ذاكرة الناس من خلال ما يقدمونه من قصائد.. واليوم نقول لشاعر الشعب عريان السيد خلف: بلايه اوداع.. مثل العود من يذبل بلايه اوداع..".
بعدها ألقى الناقد فاضل ثامر كلمة بحق الراحل، جاء فيها "عريان السيد خلف.. هنيئا لك هذه الشعبية الكبيرة في قلوب العراقيين، التي حققتها من خلال منجزك الادبي والشعري. وهذا يؤكد اهمية الثقافة التي ستكون من عناصر التغيير"، متابعا قوله ان "عريان كتب القصيدة الشعبية والفصحى ومفردات قصائده الشعبية لا زالت عالقة في ذاكرة العراقيين منذ ما يقارب نصف قرن".
وأضاف ثامر في كلمته ان "صوت عريان يمتلك حداثة لغوية، وبذلك تكون لغته الخطابية متقنة الى حد بعيد"، لافتا إلى ان الراحل "استطاع تطوير القصيدة الشعبية كونه ابن هذه الارض.. ابن المدينة والريف.. ومن هذا المنطلق ندعو الى دمج الشعر الشعبي بالمنظومة الثقافية العراقية، لأنه سريع التناول على السنة الناس".
وكانت للشاعر الكبير ناظم السماوي كلمة تطرق فيها إلى علاقته الشخصية بشاعر الشعب، الممتدة إلى أكثر من 50 عاما، مستذكرا فترة اعتقاله مع الراحل في سجن "نكرة السلمان"، ومعهما العديد من الأدباء والمثقفين الوطنيين أمثال فاضل ثامر وزهير الدجيلي وصادق جعفر الفلاحي ومظفر النواب.
فيما ألقى الناقد د. علي حداد، كلمة تناول فيها قصيدة الراحل الموسومة "أبو محسين"، موضحا انه كان قد سمعها عبر أثير الإذاعة في سبعينيات القرن الماضي، وحينها تعرف إلى الشعر الشعبي الحقيقي "ومن يومها شغلني شعر عريان، وحين غادرت العراق حملت معي ثلاثة دواوين شعرية، للمتنبي والسياب وعريان السيد خلف".
وكان بين المتحدثين الشاعر كاظم غيلان، الذي لفت إلى ان "شعر عريان سهل بسيط وممتع من خلال (حسچة) لغوية ممتدة من ريف ناحية الدوّاية التابعة إلى قضاء الشطرة في محافظة ذي قار، الى قلب المدينة"، منوها إلى ان "شعر مظفر النواب مدنيا كونه ابن المدينة، لكن عريان اخذ حيزا كبيرا في مفرداته الشعرية المأخوذة من اهازيج الفلاحين وغنائهم".
وألقى الشاعر والناقد ريسان الخزعلي كلمة في الحفل، جاء فيها "وهكذا خطف الموت انسانا شاعرا له على كل لسان قصيدة او اغنية"، مستدركا في قوله "لكن الموت لم يستطع ان يخطف هذا الحضور البهي الكبير من ذاكرة العراقيين الشعرية".
وأضاف قائلا ان "حضور عريان سيستمر طويلا، لأنه اورثنا ما يُشعل الورق ويلهب الاكف بالتصفيق ويمنح الروح بعدا سماوياً: الكمر والديرة، كبل ليلة، تل الورد، صياد الهموم، شفاعات الوجد، المجموعة الكاملة والقصائد اللاحقة في مجموعة مخطوطة "القيامة"، لا رثاء لعريان..".
هذا وألقت الفنانة التشكيلية بشرى سميسم كلمة استذكرت فيها الراحل، وقالت "عريان.. من قال إنك رحلت؟ انك لم ترحل، يبقى صوتك هادرا بالحنين ليسمعه الفقراء". أعقبها الشاعر عامر عاصي بكلمة ذكر فيها ان "الحديث عن شعر عريان في غاية الصعوبة، كونه صوتا شعريا وصل إلى جميع العراقيين. فصار شاعر الوطن والشعب".
وفي الختام قرأ القاص نعيم آل مسافر كلمة عائلة الراحل، وقال فيها "انا أعترض على كلمة "العائلة"، كون جميع أفراد الشعب العراقي يمثلون عائلة عريان. فقد أصبح الراحل كالنهر الذي يمر بكل المدن العراقية، ويكفينا فخرا أن أكثر من 200 مأتم أقيمت للراحل في كل أنحاء العراق، وان هناك أخبارا تفيد انه سيتم نصب 4 تماثيل للفقيد في بغداد وبعض المحافظات".